في نهاية تشرين الثاني اعلنت "منظمة اليونسكو" للتربية والعلم والثقافة قائمتها السنوية لـ"مدن الابداع" عام 2014، القائمة ضمت 28 مدينة من شرق هذا العالم وغربه، ضمت القائمة على سبيل المثال: مانهايم وهانوفر من المانيا، هلسنكي من فنلندا، وفلوريانوبوليس من البرازيل، وبوسان وغوانجو من كوريا الجنوبية، بيلباو وغرناطة من إسبانيا، دندي ويورك من المملكة المتحدة، دودين من نيوزيلندا، وهاماماتسو تسورووكا من اليابان، ولينز من النمسا، تورين من إيطاليا.
وبكل اعتزاز وفخر للأسف الشديد خلت القائمة التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمدن هذا العالم من جميع المدن العربية، فلا البلدان الفقيرة قادرة على تقديم مدنها بأسلوب يليق بها ولا البلدان العربية الغنية تجد نفسها معنية بذلك، مع هذا الهوس المفرط بنموذج مانهاتن الامريكي العمراني.
المدن العربية تخلت عن مخزونها الثقافي الغني وفسحت المجال امام المدن الاخرى بما في ذلك تلك المدن التي لا تملك تاريخا ثقافيا غنيا لكن الاخيرة عملت بجهد ونشاط في السنوات الاخيرة فحجزت مكانتها بين اهم مدن العالم المعنية بتعزيز قدراتها الابداعية على ساحتها المحلية، كما تساهم في دعم عمل اليونسكو في مجال التنوع الثقافي.
المشروع اطلقته منظمة الامم المتحدة منذ عقد من الزمن، ففي تشرين الاول عام 2004 اعلن عن المشروع، ألم يكن عقد من الزمن كافيا لكي تلتحق بعض المدن العربية بركب المدن العالمية من خلال تأهيل البنية الثقافية والفنية ضمن حدودها الدنيا! خصوصا وان المشروع يتضمن مجالات سبعة هي: التصميم، الأفلام، الفنون الشعبية، الأدب، الموسيقى، الطبخ، والفنون الإعلامية.
بين المئات من المدن العربية لم تدخل في المناسبات السابقة الا مدينة زحل اللبنانية عام 2013 في مجال الطبخ، ومدينة اسوان المصرية للفنون الشعبية عام 2005 وهذا مؤشر سلبي كبير بالقياس لعدد المدن العربية الكبير اضافة الى ان هذه المنطقة تعاني صراع شديد ومرير مع القوى الظلامية الارهابية مما يحتم على الجهات الرسمية وعلى منظمات المجتمع المدني والنخبة المثقفة الاهتمام المتزايد بتفعيل النشاط الثقافي والفني من اجل محاربة الارهاب والتطرف بأسلوب حضاري يحاصر تلك الادمغة المفخخة من خلال رفع مستوى الوعي عند المواطن العربي.
مقالات اخرى للكاتب