لا يخفى على أحد ما لعبه المالكيّ في محاربة المشروع الطائفيّ وتقويضه ومحاربة الطائفيين والقضاء على هذا المشروع ، ومن هذا المنطلق نناشدك يا دولة الرئيس أقضي على الخطاب الطائفيّ الذي ينادي به أغلب السياسيين أبطال الفضائيات الإعلاميّة فنراهم يطالبون الجمهور بالوحدة الوطنيّة وعدم التفرقة والتماسك باللحمة الوطنيّة والعراق الموحد وهذا أمام أضواء الكاميرات لكن الأمر نقيض هذا تماماً ويغفله المواطن فإذا كل ساستنا وقادتنا هذه مطالبهم فمن يثير النعرات الطائفيّة بين الحين والأخر هل العامل البسيط أم سائق الأجرة أم ( أبو الستوتة ) ؟! إن الذي يحاك خلف الكواليس في صالونات السياسيين المغلقة عكس ما يسمعه المواطن البسيط هناك تحشيّد طائفيّ من أغلب السياسيين وخاصة الذين أفلسوا جماهيرياً وشعبياً يريدون أن يعيدونا إلى المربع الأول والصراع الطائفيّ الذي رفضه الشعب هذا من أجل التشبث بالسلطة والكرسي ، فعلى الشعب أن يعي ما يحاك ضده من مؤامرة إقليميّة دبرت في ليلٍ تريد تأجيج الاحتراب الطائفيّ ومن يقود هذه المؤامرة تركيا وقطر والتظاهرات في الرمادي والموصل وسامراء خير دليل على المشروع التركيّ القطريّ الذي بات مفضوحاً ونحن هنا لم نقصد المتظاهرين الذين خرجوا لكننا نقصد من يقف خلفهم من وراء الكواليس ويحركهم . أما أغلب المتظاهرين الذين خرجوا فلديهم مطالب ومظلوميات بعضها مشروعة وعلى الحكومة الاستجابة لها ، وبعضها الأخر غير مشروعة وغير مقبولة ومن خلال مشاهداتنا اليومية والمتابعة لهذه التظاهرات عن قرب يمكن أن نوجز ما هي المطالب المشروعة وما هي غير المشروعة من وجهة نظر الشارع العراقيّ . المطالب المشروعة كاحتجاج البعض على سوء عمل الجهاز القضائيّ الذي يماطل في قضايا المعتقلين فبعد أن يعتقل الفرد بدعوة الاشتباه يبقى محجوزاً دون حسم قضيته والبت فيها وهذا خلل واضح وصريح في الجهاز القضائيّ على الحكومة معالجته ، كذلك بعض الممارسات الفردية من قبل عناصر في الجيش عند المداهمات هي ممارسات غير مسئولة وغير أخلاقية وهذه الممارسات فردية يجتهد فيها البعض بريئة منها الحكومة لا تمثل السلطة التنفيذية فهناك قصور واضح في هذه المسألتين وهذا ما ساعد دول الإقليم على استغلال هذه السياسات وتجير المتظاهرين لها دون أن يدروا فرفعت صور صدام وعلمه واردوغان وابن حمد وغيرها من الأمور التي تمس وحدة وسيادة العراق ، وهناك مطالب غير مشروعة وغير مقبولة مثل قانون العفو العام وإلغاء المادة (4) إرهاب وإلغاء المسائلة والعدالة فهذا غير مقبول وإنما على الحكومة تعديل المسائلة والعدالة بما يضمن العدالة الحقيقية ولا تستعمل كورقة تسقيط سياسيّ . إن التصعيد الطائفيّ الذي نجد بعض الأصوات من هنا وهناك تحشد له من وراء الستار مرفوض فهؤلاء يحشدون الناس طائفياً حتى يستغلوا أصوات الناس بالانتخابات فهناك تحشيد في وسط وجنوب العراق وهو غير معلن يرى لا بد للمذهب والطائفة أن تحافظ على مكانتها وهذا تدفع به إيران وهو أمر مرفوض وغير مقبول ، وهناك تحشيد أخر في غرب العراق يستفز الآخرين تتبناه تركيا وقطر والشعب ضحيّة هذه الدول التي لا تريد خيراً للعراق ، فالقائمة العراقيّة التي آمنّا بها كمشروع وطني عابراً للطائفية تغيّر خطابها لتصبح قائمة طائفيّة بامتياز وخاصة في الغرف المغلقة . إن العراق اليوم شعباً وحكومة عليه مسئولية كبرى وتحدي أكبر فأما أن يتيح فرصة للمشروع التركيّ الكبير ، وأما أن يتصدى تصدي رجلاً واحداً لهذا المشروع التكفيريّ ، فعلينا أن نغادر كل الخطابات الطائفيّة وننادي بوحدة وطنيه حقيقية تنبع من أهداف موحده ونستمع للعقلاء القوم فمن الواجب الأخلاقيّ إن نحي أصوات تنادي بالوحدة والخطاب الوسطي المعتدل كصوت العلامة عبد الملك السعديّ -أطال الله في عمره- فعلى الجميع أن ينصتوا لخطاباته المعتدلة التي تريد نبذ كل طائفيّ كما على المالكيّ اليوم مسئوليه كبرى في تعديل المسار الخاطئ داخل الأجهزة التنفيذيّة وجهازه الإداري فلا يمكن أن ننكر ما حققه المالكيّ من نجاحات متوالية في بناء الدولة ابتداءً من محاربة الإرهاب والميلشيات المسلحة إلى تحقيق الأمن إلى انسحاب القوات الأجنبيّة إلى إرجاع العراق إلى حاضنته العربيّة ؛ لكننا في الوقت ذاته نسجل الفشل الذريع لحكومة المالكيّ في ملف الخدمات والإصلاح وللأمانة التاريخية فهو لا يتحمل هذا الفشل وحده ، فهذا الفشل نتيجة الكتل السياسيّة المتناحرة التي تفشل أي نجاح للحكومة . إن الحكومة العراقية اليوم حكومة شراكه لكنها وبكل مرارة أقولها تعمل بنفس طائفي من قبل الوزراء فكل وزير ينحاز إلى طائفته ومنطقته وهذا ما أخر بناء الدولة بشكل متكامل فمن الواجب على المالكيّ أن يبادر إلى امتصاص غضب الشارع وتطبيق القانون على جميع المفسدين حتى المقربين منه فهناك من حوله الكثير من المفسدين لا بد من فضحهم بكل روح وطنيّه ، فنناشدك يا دولة رئيس الوزراء أن تعبر بهذا الشعب إلى بر الأمان خاصة وانك حاربت المشروع الطائفيّ ونجحت في محاربته فأكمل مشوارك بالاقتصاص من المفسدين وتجاوز كل الطائفيين سواء كانوا من الشيعة أو السنة من أصدقائك أو أعدائك اضرب المشروع الطائفي في وكره وارفع المظلوميات عن شعبنا من شماله إلى جنوبه واقتص من المجرمين بحق هذا الشعب مهما كانوا مواقعهم ، وان كانوا من حولك فقد أثبتت التجارب انك لاتخذك بالحق لومة لائم وهذا ليس مدحاً بقدر ما هو وصف نابع من تجربتنا معك فأعلم أن غالبيه الشعب العراقي ينتظر منك اليوم قرارات شجاعة وحاسمة وأنت عهدت بها فطبق قانون المسائلة والعدالة ضد القتلة ليس ضد البعثيّ البسيط الذي لا جرم له سواء أنه كان منتمياً لذلك الحزب السيئ الصيت ، وفعل مبادرة المصالحة الوطنية بشكلها البناء الذي يعزز وحدة العراق ذلك كله من شانه أن يضع العراق بخطوه أولى نحو طريق الاستقرار والتقدم ، وعلى الجميع مغادرة الخطابات الطائفيّة والأفكار الشيفونيّة ؛ لأنها ورقه خاسرة في العملية السياسيّة الحالية فأفتح الباب للمهنيين ذوي الاختصاص لبناء العراق وأعبر نهج المحاصصة والمذهب الذي يروج له كل الأطراف السياسية . لقد انتهى عصر الترهيب وعصر الرجل الواحد الذي يحكم بالقوة وعصر من يفضل بلحكم أقربائه وعشيرته وقريته ؛ لأن باختصار صدام لن ولم يعود .
مقالات اخرى للكاتب