التقارير الأخيرة التي صدرت عن وزارة الهجرة والمهجرين وايدتها تقارير منظمات الهجرة التابعة للامم المتحدة والمنظمات المستقلة او التابعة لدوائر الهجرة في بعض البلدان وعلى وجه الخصوص البلدان التي تدفقت عليها افواج المهجرين العراقيين، هذه التقارير تحدثت بلغة الارقام عن وجود اربعة ملايين عراقي مهجر وعلى صنفين:
الصنف الأول مهجرون داخل العراق ارغموا على ترك بيوتهم وممتلكاتهم ومناطق سكناهم وساحوا في ارض العراق الواسعة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يسدون الرمق بما يجود به المحسنون وما تيسر من قطارة الحكومة والجمعيات الانسانية بعدما خسروا كل شيء بما فيه مستقبل اولادهم الدراسي والعلمي والمعيشي.
اما الصنف الثاني فقد تركوا العراق بما فيه واستجاروا بدول الجوار على امل الحصول على ملاذات امنة في بلدان العالم الأخرى فراراً من الذبح على الهوية وسقوط الهاونات على المناطق الآمنة والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي تستهدف الأسواق والتجمعات ودور العبادة ومناهل الدراسة ولا تستثني احدا،ً وباستثناء قلة قليلة من هذين الصنفين فإن الغالبية العظمى من هذه الملايين الاربعة قد تعرضوا للتهديد والقتل وتم تصفية العديد من رجال بعض تلك العوائل وفر الباقون بجلودهم لتستحوذ بعد ذلك العصابات التكفيرية الوافدة - ( داعش واعوانها ) - على دور وممتلكات تلك العوائل وتحولها الى اوكار للجريمة وورش لتفخيخ السيارات والاحزمة الناسفة.فضلا عن تفجير دور العبادة والمكتبات والاثار في المحافظات التي صارت تحت سطوتها بتآمر دولي / محلي وبتعاون من بعض سكان تلك المحافظات الرافضين للعملية الديمقراطية .
وبرغم صيحات الاستغاثة التي اطلقها المتضررون على مرأى ومسمع العالم وعبر وسائل الاعلام وبكافة وسائلها المقروءة والمرئية والمسموعة، وبرغم مناداة ومناشدة وتحذير الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني، ومن خلال كافة القنوات الدبلوماسية والمدنية وبرغم ذلك وغيره صم الجميع اذانهم ودفنوا رؤوسهم!. فعلى مستوى الداخل اخذ التقصير اشكالاً متعددة:
* جهات شخصت الداء واكتفت بالشجب والاستنكار.
* جهات وقفت متفرجة ظناً بأن الطوفان يستثنيها وان النيران برداً وسلاماً عليها.
* وجهات -محدودة- عالجت الخطأ بالخطأ والشر بالشر خبط عشواء ما اسهم بتوسيع الفجوة وتعميق الهوة وزيادة اعداد المهجرين من الابرياء الذين لاحول لهم ولا قوة. ممن صاروا ضحايا ردات الفعل الثأرية، ووقوداً لنار لم يكونوا طرفاً في اشعالها.
اما على الصعيد الاقليمي والدولي فقد توزعت المواقف على خارطة اصوات اختلفت نغماتها:
* اصوات استسهلت الأمر وقللت من شأنه.
* اصوات جاهرت بالرفض واعانت بالخفاء.
* اصوات خلدت للصمت شماتة وتمنت اتساع وتفاقم دائرة العنف والتهجير واستمرارها طالما في ذلك ابعاد الخطر عن اراضيها.
* واصوات بحت من الشجب والاستنكار فتحولت الى المناداة بعقد مؤتمر دولي لمناقشة معضلة هجرة العراقيين.
مقالات اخرى للكاتب