Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الأسماء والألقاب رصاصات نائمة تعساً لمن أيقظها 1-2
الأربعاء, آذار 11, 2015
حسين رشيد


تحملت أعباء كبيرة في تربية ولديها بعد فقدانهما والدهما في ظروف سياسية، عاشت الحرمان والخوف والرعب وكل المضايقات. الطفلان الصغيران اكملا التعليم، ودخلا الجامعة وهما على مشارف التخرج. فرحتها تكبر بهما ممنية النفس بوجود والدهما، حيث لم يعودا يذكران معالم وجهه الا من خلال الصورة. كانت ترنو الى اليوم الذي ترى فيه سقوط الاصنام والتماثيل، وحانت تلك اللحظة، مثل كل المنتظرين هرعت الى السجون ودوائر الامن . ايام وايام تبحث دون جدوى، ذات صباح هادئ وجميل أيقظت ألام ولديها وبدأت بإعداد الفطور وصوت فيروز يشدو (تك تك يم سليمان تك تك زوجك وين كان تك تك كان في الحقل عم ياكل خوخ ورمان) انتهى الثلاثة من فطورهم، وهمّ الولدان بالرحيل مع الوصية اليومية : لا تتأخر يا علي لأننا نذهب اليوم لخطبة سلوى وقد اتفقت مع أمها على ذلك، وأنت ياعمر خذ بالك من نفسك حتى افرح بك أيضا وحاول ان تأتى باكرا. أتمت أعمال البيت ، أجرت بعض الاتصالات مع أصدقاء وأقرباء للذهاب معها لخطوبة علي.

مضت الساعات الواحدة تلو الأخرى، تأخر علي عن موعده لكن عمر اتصل : انا في الطريق. حاولوا الاتصال بعلي مرات ومرات لكن دون جدوى، حيرة وقلق وخوف وتوجس. والأدهى أن هاتف عمر بات يرن ولا يرد هو الاخر. كررت الاتصال به والمشترك لايرد. المساء اقبل وانتهى، وحل الليل. العروس المنتظرة غسلت زينتها وبدلت ثياب الفرح، والام تمسك عصا الصبر، وهي تغسل جيدها بالدموع، والليل يسير ببطء، والهواتف لا ترد ولا ترن، وعند أذان فجر اليوم الثالث رن هاتفها مرة، وأخرى وثالثة، لكن المشترك لا يرد ايضا.

من ... إلى 

لوحظ مؤخرا انتشار الإعلانات في الصحف اليومية بما يخص تغيير الأسماء والألقاب ، والأولى بشكل أكبر. وبشكل خاص بعض الأسماء مثل "عمر، بكر، عثمان، خطاب، خالد، عائشة، سفيان" وأسماء أخرى لها دلالات طائفية. تبدل الى اسماء البعض منها يدل على طائفة والأخرى اسم حيادي لو صح القول. 

امام مديرية الجنسية في شارع 52 اصطف عشرات الناس منهم من يريد تغيير اسمه واخر يبدل لقبه. ولكل واحد منهم حكاية دفعته أخيراً الى تقديم طلب تغيير اسمه. من هذه الحكايات حكاية رجل في نهاية العقد الثالث، اتم بعض الأوراق الخاصة بالمعاملة. فتحدث عن حالته التي حدثت مع الكثير من الناس قائلا: في العام 2006 اعتقلت من قبل قوات الامن، وزج بي في سجن عرف بعد ذلك بسرداب (الجادرية)، وبعد شهور من التوقيف والتحقيق وطلب المعلومات ومراجعات الاهل، تم استدعائي من قبل ضابط التحقيق وكان برتبة نقيب . وفي الغرفة يجلس ضابط اخر برتبة عقيد وثالث برتبة مقدم. وبعد سؤال وجواب، قال النقيب: سيفرج عنك بكفالة. وبعد ان قدم الاوراق لتوقيع امر إطلاق السراح للعقيد، قلب الأخير الاوراق واعادها الى النقيب الذي استغرب ذلك مثلما استغرب رفض توقيع إطلاق سراحي. وحين استفسر منه عن السبب رد عليه "يكفي ان اسمه عمر". ساعتها شعرت بالذعر والخوف، لكن رد النقيب اعاد لي بعض الاطمئنان حين قال " زين سيدي اني هم اسمي عمر يعني شلون". سكت الجميع من دون تعليق، الامر الذي ابقاني بالسجن عامين او اكثر، حاولت التأقلم والعيش وسط تلك الظروف، ولم افلح، سافرت الى سوريا لكن احداثها اجبرتني على تركها والعودة الى العراق، لكن تطور الأحداث مؤخرا اجبرني على تغيير اسمي كي استطيع التنقل بسلام. تركت عمر حاليا والذي سيتحول الى عمار بعد ايام .

fugue state

الحالة النفسية والمزاجية تلعب دورا هاما مؤثرا في عملية التكيف مع الاسم الجديد . عن ذلك تحدث د.جميل التميمي اختصاص نفسية وعصبية: عند ولادة الانسان، يفرض كل من الخالق والمجتمع، عليه هوية قد ترافقه مدى حياته. فالخالق عز وجل، يفرض عليه ان يكون اما ذكرا او انثى، والمجتمع يفرض عليه اسمه، ولقبه، ودينه، وقوميته. لذلك فان اضطراب الهوية يبدأ عندما يشعر الانسان انه لا ينتمي للهوية التي يحملها. مضيفا: نحن كمختصين بالطب النفسي، احيانا تعرض علينا حالات مرضية، عن اضطراب الهوية الجنسية، وهي بالتأكيد من الحالات الصعبة، والمعقدة في الطب النفسي. لكن اضطراب الهوية المرتبط بالاسم والدين والقومية لم يضع له الطب النفسي مكانة في قواميسه. 

وشدد التميمي: هذه الحالة قد تكون مرتبطة بمجتمع وزمن معين دون اخر، وهي ظاهرة ربما تستحق الدراسة. ولا تخرج عن اطار شعور من يصاب بها بالقلق والاكتئاب، نتيجة الصراع النفسي المرتبط بين المخاوف من المجتمع، الذي قد ينظر الى الاسم كونه مخجلا على(سبيل المثال زبالة). او كون الاسم مكروها دينيا او قوميا، عندما يمثل هوية طائفة او قومية معينة. وخاصة عندما يكون هناك صراع ديني طائفي او قومي، اذ ان الانسان قد يدفع ثمن حياته بسبب اسم لم يكن هو من اختاره. مشيرا إلى أن المشكلة الأخرى التي يواجهها بعد تغيير اسمه، ليس بناء على رغبته. وانما تفاديا لضرر قد يقع عليه، بسبب جهل المجتمع. ففي هذه الشأن يعيش الانسان في حالة تسمى((fugue state وهو نوع من الشرود في التفكير الناتج عن صراع اسم قديم، وكل ما كان مرتبطا به، من ذكريات الطفولة، وربما الحبيبة وغيرها من الذكريات الدراسية وصداقات المحلة التي رافقت اسمه القديم، لاسم جديد فرض عليه، لا يشعر بالانتماء له. وربما لم يستوعب وعيه ايقاع الاسم الجديد وبالنتيجة ربما سيدفع الانسان هذا الثمن بمجموعة الاضرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب وغيرها.

عمر وعلي

التجارب القريبة في الحروب الطائفية والمشابهة للحالة العراقية والتي جرت في لبنان حيث نتج عنها مانتج، ربما قتل البعض منهم على الاسم او بوشاية من احد اخر يعرفهم ، ليس بحجم وعدد ماحصل في العراق في الفترة الطائفية. هذا مع حدوث الكثير من المفارقات بهذا الأمر. فاسم عمر اطلق على الكثير من ابناء الطائفة الشيعية اضافة الى ان اسم علي شائع بين ابناء السنة. هنا تدخل العشيرة في معرفة الطائفة ، وبما ان اغلب العشائر العراقية هي خليط من الطائفتين وربما يصعب التكهن في معرفة الأشخاص، لكن في حالات كثيرة حدثت كان الاسم والعشيرة عنوانهما البارز في القتل. من المفارقات التي حدثت في احدى المناطق المختلطة ثمة عائلة رزقت بتوأم ، وبما ان الأب كان من طائفة والأم من طائفة أخرى، فقد اتفقا على التقاسم فتمت تسمية التوأم علي وعمر. كبرا سوية وترعرعا في بيتهم، وبين اونة واخرى يزوران بيت اجدادهم، فكان علي يذهب لبيت اخواله السُنة كثيرا حتى انه كان يقضي العطلة الصيفية عندهم وعمر كان قريبا من اعمامه ايضا. اكملا الدراسة الإعدادية وبعدها الى الجامعة، عمر التحق بالكلية العسكرية على امل ان يتخرج ضابطا في الجيش العراقي ، لكن في العام الذي يفترض ان يتخرج به سقط النظام، اما علي فقد دخل كلية الشريعة. منذ شهر نيسان 2003 وقبلهما بفترة كان الحديث والنقاش الدائم بين علي وأخيه عمر واعمامه يدور في قضايا الدين والطائفة وبعض الأمور المختلف عليها منذ 1400 عام، في كل حال وبعد الشد الطائفي وماحدث بتفجيرات سامراء وماتلاه من احداث انتقامية تبلور موقف علي واصبح اكثر تشددا . بالمقابل لم تكن الفرصة مناسبة لعمر ان يعود للجيش ، وبسبب الاسم ايضا الذي سيسبب له اشكالات عديدة، ظلت الأمور تدور على هذا المنوال، عمر الشيعي لايستطيع السفر من منطقته الى بغداد خوفا من السيطرات الوهمية ، اما علي الذي أصبح متشددا وعمل مع القاعدة بحجة المقاومة واستهداف الأميركان، حيث نفذ بعض العمليات ضد القوات الأمنية العراقية واستقر به الحال في منطقة اخواله التي اصبحت تحت سيطرة القاعدة. لكن رغم ذلك كان علي يزور اهله بين فترة واخرى، وكلما حاولوا منعه من العودة كان يقنعهم ببعض التبريرات انه هناك من اجل انقاذ مايمكن انقاذه ممن تخطفهم القاعدة حيث يستغل علاقته ببعضهم ويطلق سراحهم مثلما قال، لكن الأمور كانت غير ذلك. علي كان يتنقل بسهولة في المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش مستغلا اسمه واللقب حتى انه كان حلقة الوصل بين القيادات في بغداد ومدينته. ظل الحال على ماهو عليه حتى عام 2008 حين كان علي يشرف على زراعة عبوات ناسفة في الطريق العام لاستهداف القوات الأمنية فتنفجر أحداها وتقتله ومن معه. المفارقة هنا كانت حين اصر والده على دفنه في النجف الأشرف، واعتبر فيما بعد شهيدا وهو الآن في قبره الذي كتب عليه "الشهيد السعيد" .... !

الخلفاء الأربعة

وسط شارع ، يقف ابو علي واولاده الثلاثة بانتظار دورهم لتسلم الاورق الخاصة بمعاملة تغيير الاسماء "عمر الى عمار" "عثمان الى عباس" "بكر الى حسن". وهو يسخر من الحالة التي وصل الامر اليها ، لكنه لا يخفي ذكر الكثير من المواقف التي مرت بها العائلة في ايام الاحتقان الطائفي ومنها انهم ،بعد تعذر خروج بكر وعمر وعثمان خارج منطقة سكناهم، كان علي ينال منهم. لكنهم يعودن للنيل منه حين يكلف بقضاء كل اشغال وطلبات العائلة وخاصة في توفير النفط والغاز او التسوق.

معجم الرجال

يقول الكاتب والباحث الإسلامي غالب الشابندر انه بمراجعة بسيطة لكتاب او سفر اية الله ابو القاسم الخوئي الموسوم بـ "معجم الرجال" يمكننا ان نقرأ عشرات بل مئات الاسماء التي يسمونها الان سُنية ، مثل عمر، وابي بكر، وزياد، وطارق، وعثمان، وخطاب. وغيرها من أسماء بمثابة اصحاب مخلصين اوفياء للائمة عليهم السلام. مبينا: وللعلم ان من بين ابناء الحسين الذين استشهدوا بين يديه في معركة الطف من اسمه عمر، ولكن للأسف الشديد لا يعد من المقتولين في ادب المقتل الرسمي المعروف.


النسيج العراقي المتعدد الألوان والأشكال واحد من سمات البلد التاريخية التي ارتبطت بصميم المجتمع، فلم تكن العائلة العراقية تفكر بشيء حين تختار اسماء اولادها ،ذكورا كانوا أم أناثا، إلا بالجانب الجمالي. والكتابة في هذا الموضوع ربما تثير حساسية عند البعض الطائفي أو الذي يدعي انه غير ذلك. كل ماجاء في التحقيق بجزئه الأول والثاني الذي سينشر غدا ليس الا عمل صحفي يناقش ظاهرة تفشت مؤاخر حيث اخذت ابعاد طائفية مقيتة، نخوض غمارها من اجل وضع حد لمثل هكذا ظواهر طارئة على الحالة العراقية. لكن يبقى هناك تساؤل هو لماذا تم فتح باب تغيير الاسماء في وقت يسطر فيها الجيش العراقي والحشد الشعبي ورجال العشائر بطولات في طرد داعش من المدن العراقية المسلوبة؟




مقالات اخرى للكاتب

تعليقات
#1
Aya
14/03/2015 - 09:21
معاناة حقيقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا فتاة عمري 23 عام لحد هذه اللحظة لم أستطيع أن أتقبل أسمي بل أسمي خلق مني مشكلة نفسية حقيقية أسمي أسم عادي جدا وليس معيوب بل أنا تعودت منذ الصغر على أسم آية فهل يحق لي تغيير أسمي أرجو المساعدة ..
 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48612
Total : 101