وجدتُ بعد غياب إن صحة العراقيين تحسنت كثيرا، فمن تركته ينوء بثقل الكرش وجدته في بطن منبسطة وحركة نشيطة ودؤوبة، استبشرت خيراً في هذه الظاهرة الفريدة لأبناء وطني وأخذتني التحليلات في أن أجد تبريراً لهذا التحول النوعي في حياتهم، فمرة أقول إن الثقافة الصحية هي المصدر الأساس لما أرى، وثانية أقول إن السعرات الحرارية المتوفرة في مواد الحصة التموينية والمحسوبة بدقة ساهمت بشكل كبير في رشاقة العراقيين، ولم يطل بي التحليل كثيرا حتى وجدت الجواب الشافي، هو إن العراقيين يترجلون من باصات النقل بسبب الازدحام بعد قطع هذه الباصات عدة أمتار باتجاه أهدافهم وبعد أن يكمل سائقو الباصات جمع الأجرة يكونون قد اخلوا مقاعدهم وخضعوا لمسابقة المشي فيما بينهم للذهاب إلى أعمالهم ومصالحهم، تحية للازدحام لان التجارب أثبتت ان السير على الأقدام أسرع في الوصول من الحافلات، ففهمت ان للمصائب فوائد.
مقالات اخرى للكاتب