في شهر نيسان ذكريات كثيرة مؤلمة , وفي اول ايامه عام 1980 كانت زيارة لوزير الخارجي الأميركي بعد قطيعة طويلة وفي الرابع من نفس الشهر أعتقل السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس) واخته العلوية بنت الهدى وفي نفس اليوم بدأ تهجير الكورد الفيلية , وفي التاسع اعدم الشهيد الصدر وأخته العلوية ,في نفس التاريخ عام 2003 سقط نظام صدام نظام الطاغوتية , وفي السابع منه تأسس البعث المشؤوم , وفي الاول من نيسان عام 2013 عاد مشعان الجبوري المحكوم في 54 قضية ومطلوب دولياّ , وبين السابع والتاسع من نفس السنة عاد فدائيوا صدام في ظل النظام الديمقراطي وأعيد أعضاء الفرق للتمتع بالحقوق المدنية لأسباب انسانية ؟!
التاسع من نيسان يوم تاريخي لكل العراقيين حينما كانت ابصارهم متسمرة تجاه القنوات وأذانهم على المذياع ينتظرون سقوط صنم كانوا يخشون النظر الى تمثاله لفترة طويلة خوفاّ من أجهزته القمعية , سقط صنم في يوم عرجت فيه روح الصدر الطاهرة الى ربها ,سقط الصنم ولايزال من يسيء لذلك اليوم ويقول سقوط بغداد بنظرة ضيقة يختزل فيه تاريخ شعب وتضحياته برجل مجرم , صنع منه الاعلام الزائف والمخابرات العالمية على حساب إبادة شعب كامل , تحركت القنوات الدبلوماسية والسياسية والأعلام ضد الأبرياء , ومعهم وقفت الأم المتحدة وكوفي عنان من يدافع عن حرية الشعوب وهو خارج نطاق الخدمة ودعمت الشعوب العربية . هم من تباكى على البوعزيزي وبنغازي وثوار مصراته ودمروا أقدم عاصمة في الكون دمشق , ناصروا مستبد يدعي الصولات والجولات والبطولات على شعب أعزل وهدد السلم العالمي , حتى خرج من أقذر حفرة مثلت تاريخهم القذر والأفكار المسمومة المتطرفة , لم يتنازل ويهرب كما فعل زين العابدين بن على ولم يستقيل كما فعل مبارك ولم يقتل بيد الثوار كما هو القذافي , طأطأة العرب رؤوسهم الخاوية المليئة بعشق الخادمات ومدن القمار ومجالس الفجوروسباق (البعران ) , أنظمة عالمية كل ما بوسعها من مساعدة الشعب الجائع في خيراته المهدورة سوى إرسال العدس وفضلات الشعوب , ترك العراقيين إجسادهم تزرع في كل مكانبالمقابر الجماعية , شباب وكفاءات غادرت وطنها وتكفر بوطن الموت ,
نظام أرعن تصرف بالحياة والمياه والأرض اسوء تصرف , وألة اعلامية تردد ( بس كون راسك سالم ) وكأن رؤوسنا التي لم تنكس وعبّدت دروب الحرية بالدماء متهمة بالخيانة , اصبحت مهزلة شعوب تضربنا من جانب وتسمح لأجهزة القمع بالأبادة الجماعية وفي فترات وصل معدل الشهداء في اليوم الواحد 20 ألف شهيد , أكلت الاجساد الكلاب والحيتان في قاع البحار والحيوانات المفترسة في الجبال والوديان , مزق الأجساد الكيمياوي والقنابل العنقودية , لتمرر علينا مسرحية جولات( جورج غلوي ) وذلك الباص البائس الذي يستجدي به لأغنى الشعوب ويرجع محملاّ بالذهب والدولارات , وضحكات رغدة والمومسات والليالي الحمراء تنهب في اموال العراق , عراق أصبح مرتع للعاهرات , قتل العلماء والشرفاء وطرد الجواهري ومظفر النواب , قتل الفكر والثقافة والدين والمباديء , وينشر فكر علي كيمياوي وحسين كامل حينما مارسا القتل بأبشع الصور , لم يعرف العالم إحراق انسان بالرمي بالرصاص بعد اجباره شرب (البانزين ), وضرب حذاء محمد حمزة الزبيدي الضخمة رؤوس الشباب , مأساة شعب ظلم من اللانظام ومن شعوب العالم والمنظمات الدولية والاعلام العربي المأجور ,
شعب أرعب حتى اصبح لا يروي كوابيس احلامه وجروحه كبيرة لا نريد تكرارها وكما يقول شاعرنا ( لا تهيج جروح كلبي جروحي من تنلجم تدي ) , عرب تركوا قضيتهم المركزية فلسطين وصار همهم كيفية التخلص من هذا الشعب الأعزل , لينثروا مرة أخرى اشلاء اطفاله في الطرقات , نظام قمعي واجهزة متجبرة كانوا ادوات لقمع العراقيين , ولكن المفاجئة ان تعود تلك الأجهزة الى هرم السلطة وتطالب بحقوقها وكأننا عبيد في وطننا , بعد ان نهبت العراق بالانواط والأوسمة وشارات الحزب والبيوت والسيارات والاموال الطائلة , وحينما يطالب حزب انتهى بمناصب ورواتب وتعويضات وتجد من يدافع ومن يسمع ومن يستجيب , وكأنهم مواطنين من الدرجة الاولى , ولم نسمع في أي الاعراف ان تتكفل الدولة بدفع رواتب الأحزاب ان وجدت وإن سقطت , اصبحنا اليوم مديونين من سياساتهم بديون لا نهاية لها , وضحايا لم يتم احصائها لحد الأن ولا تزال تعيش أغلب عوائلها المحرومية والفقر والعوز والأمية والحرمان في الوظائف الحكومية , ولكن مصلحة التمسك بالسلطة وتقاسم المنافع وبقاء الرؤوس سالمة غانمة في منابع النهب والسلب والفساد وأدارة العصابات والتراضي بالصفقات , بعد كل هذا عاد مشعان وعاد فدائيوا أصديم والرفاق وسيكون لهم حزب ربما يسمى حزب البعث الاسلامي .
مقالات اخرى للكاتب