العراق تايمز ــ كتب الدكتور عزيز الدفاعي:
كانه كتب علينا في هذا الشهر الذي تتقد فيه الشمس ان نمنى بالهزائم العسكريه فقبل 47 عاما هزم الجيش المصري الذي كان افضل الجيوش العربيه وانتحر او نحر بعدها المشير عبد الحكيم عامر ورفض عبد الناصر نصيحه هيكل الذي كلفه بصياغه بيان الاستقاله بتحميلها لجميع اعضاء مجلس قياده الثوره واصر على انه وحده يتحمل وزرها واكتشف حينها ان النظام منخور بالفساد وان رئيس الاركان كان لحظه العدوان الاسرائيلي في مخدع برلنتي عبد الحميد ....
. فهل قرا نوري المالكي سطور الهزيمه التي جاهد الزعيم المصري لمحوها حتى اخر يوم من حياته في ايلول عام 1970 ؟؟
هزيمه التاسع من حزيران تعتبر بحق ليس هزيمه للمؤسسه العسكرية العراقيه لوحدها انما هي هزيمة مرة لنظام سياسي كان ابعد ما يكون عن الوطنيه والمواطنه الحقه وتعرية لكل الاسس التي قام عليها النظام الطائفي في العراق بعد عام 2003 ومحصله لحصاد مر من الضغائن والتامر والاستقواء بالخارج على الداخل مثلما جسدت حقيقه ان مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي يشهد نوعا من الهدوء النسبي على الجبهة السوريه قد تم تنفيذ الجزء الاخر منه في العراق بهدف الاعلان عن جمهوريه طالبان في الاراضي التي تمتد بين الحدود السورية والعراقية وربما ستضم غدا اجزاء من الاردن. فقد تم الاعداد لخطه غزو الموصل قبل اكثر من عامين وخطط لها ونفذت تحت اشراف ضباط عرب واجانب من مركز قياده في دوله مجاورة للعراق وبعلم ساسه كبار في اعلى السلطه وكانت عواصم القرار على علم بها .
ان سقوط نينوى التي يعيش فيها اكثر من 3 ملايين عراقي والتي تمثل مدرسه للعسكرتاريا العراقيه و خليطا من كل القوميات والاطياف والصراعات والمصالح لم يكن مفاجا لاحد لان المدينه كانت مرتهنه بيد العصابات الارهابية التي احكمت قبضتها على كل شي منذ اعوام وقد انشغلت عنها الحكومة بملفات اخرى وتركت عشرات الالاف من الضباط والمراتب المهملين يقعون فريسه بايدي التنظيمات الارهابية باستغلال اوضاعهم الماديه بينما لم تتوقف القيادات العسكريه فيها عن تزويد القياده العامه بمعلومات كاذبه حتى اخر لحظه ولم تجد في لحظه الحسم سوى الفرار .
لم يكن هناك حاجه ليظهر رئيس الوزراء وخلفه وزراءه الذين غاب عنهم الصدريون اعداءه ليطلب التعبئة العامه وتحشيد المتطوعين لان القوات النظامية تعرضت لهزيمه مره بكل المقاييس العسكرية التي لن يسدها المدنيون المسلحون وكان الاجدر به طلب اجتماع عاجل يسلم فيه المسئولية لهيئه سياسيه وعسكرية تدير شئون البلاد لغاية الاتفاق على رئيس جديد للوزراء فيما قد يبدوا الرهان على مؤتمر مصالحه وطنية بعد بضعه ايام بمثابه نكسه سياسية اخرى حيث يتوجب عليه التوقيع على جميع ما طالب به اهالي الانبار سابقا وحينها سيكون في وضع حرج جدا امام الجميع ... مثلما يشعر بالحرج والشك تجاه طلب نجده اربيل وقوات البيشمركه التي ربما لاتشعر بالانزعاج مما جرى بل ربما العكس !!!
ويبقى هناك السيناريو الاهم والذي يتعلق بفرص المالكي للحصول على مقعد رئيس الوزراء مجددا لان رصيده قبل العاشر من حزيران يختلف تماما عما بعده وهذا قد يفسر كثيرا دوافع الهجمات الاخيرة من سامراء الى الرمادي وصولا الى نينوى وربما مدنا اخرى خلال الايام القادمه بينما سيجد المالكي نفسه في وضع حرج خلال جلسه البرلمان يوم غدا حيث رفض بالامس مثول القاده الامنيين للاستجواب او تسليم الملف الامني لغيره وهاهو اليوم يطالب بسلطه الطوارئ التي ربما سيعترض عليها الكثيرون لانها فرصه لتصفية الحسابات في غابه تتصارع فيها الارادات وتحاك فيها المؤامرات والدساءس اسمها (المنطقه الخضراء ) ومن يدفع الثمن شعب يراق دمه ووطن تستباح مدنه وكرامته وسيادته ....