الكثير من اهل الخبرة والاختصاص اكدوا بان تركيا على ابواب ربيع جديد شبيه بالربيع المصري وهذه الحقيقة بدأ رئيس وزراء تركيا ومن حوله يدركونها لهذا فهم يعيشون في حالة خوف ورعب
هل سيكون مصير اردوغان كمصير محمد مرسي ومصير الاخوان الذين حول اردوغان كمصير الاخوان حول محمد مرسي
لا شك هناك فرق كبير بين اردوغان واخوانه وبين محمد مرسي واخوانه ولا يمكننا المقارنة بينهما
المعروف جيدا ان وصول اردوغان واخونه الى كرسي الحكم وفق اسس ديمقراطية وارادة شعبية لا تشوبها شائبة كما ان حكم اردوغان واخوانه استمر عقد من زمن واستطاع ان يحقق بعض الانجازات المهمة مثل تضاعف في دخل الفرد زيادة في الصادرات تمتع المصارف التركية بالقوة والثقة خفض الديون الخارجية والعجز كما انه مرتبط وملتزم بدستور علماني مدني ومؤسسات دستورية وشعب يعرف اصول اللعبة الديمقراطية وجيش قوي قادر على لجمه ورده وحتى الاطاحة به في اي حالة خروج على الدستور والنهج المتبع في تركيا
على خلاف تجربة محمد مرسي واخوانه الذين ليس لهم تجربة في الديمقراطية بل انهم اصلا ضد الديمقراطية الا انهم استغلوا غضب الجماهير المصرية ووظفوا معارضتهم الطويلة منذ 84 عام وانطلت على الجماهير الغاضبة التي اسقطت نظام مبارك خلال 17 يوما فاختارت مرسي واخوانه والوهابية السلفية
المؤسف انهم لم يصدقوا انفسهم واعتقدوا انهم الافضل والاحسن وان الله معهم وهو الذي اوصلهم الى الحكم وقالوا لا شعب ولا ديمقراطية تمسكوا بها كل شي لنا ومن اجلنا
وشعر الشعب المصري الذي لا يزال غاضب وثائر بانه في خطر اكبر من خطر حسني مبارك وصرخ بوجه مرسي والاخوان هيا ارحل وفي اربعة ايام رحل
لا شك ان هذا التصرف من قبل الشعب المصري اغضب اردوغان وحطم احلامه التي كان يحلم بها فكان يعتقد انه سيعيد خلافة ال عثمان وسيستحوذ على اموال البقر الحلوب في الخليج والجزيرة مقابل حماية هذه الانظمة الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة من شعوبها فالربيع العربي لم ولن يتوقف رغم كل العراقيل والعثرات التي يصنعها ويخلقها اعداء العرب اعداء الحياة اعداء الانسان مثل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة والمنظمات الارهابية الوهابية وشبكات الدعارة والفساد التي تدعم وتمول من قبل هذه العوائل الفاسدة والعميلة
لهذا نرى اردوغان خرج عن طوره واخذ يرعد ويزبد ويهدد ويتوعد الشعب المصري بالويل والثبور
فاخذ يتباكى ويذرف الدموع على الديمقراطية التي ذبحت في مصر كما اخذ يتوسل باسياده في تل ابيب واشنطن عواصم دول غربية من اجل اقناعهم بان ما جرى في مصر هو انقلاب عسكري ضد الديمقراطية وان هذا الانقلاب قام به جماعة الفلول من اتباع النظام السابق نظام حسني مبارك
لا شك انه فقد صوابه واصبح يهذي من شدة الاصابة فالاصابة كانت مفاجئة وغير متوقعة وقاسية
هذا لا يعني انه خسر احلامه في اعادة الخلافة ومبايعته الخليفة الاول لمشيخات الاعراب في المنطقة فهناك خطة وضعتها اسرائيل وامرت عبيدها في الخليج والجزيرة بمساعدة الخليفة اردوغان وهي
اشعال الحرب الاهلية الطائفية والدينية في المنطقة
تقسيم المنطقة الى مشيخات عللا رأس كل مشيخة شيخ تابه للباب العالي اردوغان
تنصيب اردوغان خليفة على هذه المشيخات
بل انه سيفقد كرسيه في تركيا ويتلاشى اخوانه في تركيا كما حدث في مصر
لكن هذا الحلم تلاشى فالشعب العراقي متمسك بالوحدة وبناء العراق الديمقراطي التعددي الموحد
والشعب السوري بدأ يسجل انتصاراته على المجموعات الارهابية الوهابية الظلامية ونرى الكثير من الذين خدعوا وضللوا وحتى الذين اندفعوا نتيجة للاغراءات والتهديدات عادوا الى صوابهم ووقفوا الى جانب سوريا وشعب سوريا
كما ان الشعب اللبناني قضى ودفن الفتنة التي اثارتها المجموعات الارهابية الوهابية الظلامية مجموعة الاحمق الضال المتخلف احمد الاسير
كما ان الشعب المصري اطاح بحكم محمد مرسي واخوانه كما اطيح بالممول والداعم الاول للاخوان والعنف في مصر وفي تركيا وفي غزة وفي تونس وفي العراق حمد زوج موزة حمد قطر وهرب داعية الضلال والنفاق والظلام يوسف القرضاوي
لا شك انها نكبة كبرى ومصيبة عظمى احلت بأردوغان فهو خائف الى درجة انه مرعوب لا يدري في اي ساعة سينقض عليه الشعب التركي والجيش التركي كما انقض الشعب المصري والجيش المصري على محمد مرسي واخوانه
فالشعب التركي هو الاخر اعتبر خطوة الشعب المصري وتلبية هذه الخطوة من قبل الجيش المصري مثالا عليه ان يقتدى به
فهل نرى ما جرى في مصر سيجري في تركيا
اهل الخبرة والاختصاص يقولون امر ممكن فالاحداث تجري مسرعة وبشكل غير متوقع ومفاجئ
فاردوغان بات معزولا فالجيش يتحين الفرص والشعب غير راضيا حتى وزير خارجيته الساعد الايمن والمرشد الاول لاردوغان بدأ يفكر بانشاء حزب بعيد عن حزب اردوغان واردوغان
لهذا ليس امام اردوغان اما ان يتغير ويعود الى عقله او يغيروه
فالعصر عصر الشعوب لا عصر الخلافة.
مقالات اخرى للكاتب