الذي يتأمل الواقع العراقي يجد ان فيه الكثير من المفارقات التي تعلن كل يوم لابراز وجوه جديدة تتحدث عن السياسة العراقية وساحاتها وكيفية التعامل معها وهذه الوجوه التي انظمت الى مجموعات واحزاب متفرخة لم تكن لتظهر لولا الجهات الداعمة لها والتي تريد لها الظهور للنيل من النظام السياسي العراقي برمته حيث تتجه بوصلة هؤلاء كيفما اتجه الممولون لهم بالمال والسلاح .
فلم نسمع ان جهات دينية تريد الارشاد والتثقيف تعمل على التفخيخ والقتل وحمل السلاح الى درجة ان الدولة تضبط في مخابئهم ترسانة اسلحة يمكن ان تكفي الجيش العراقي للقتال مدة شهر اضافة الى معمل للتفخيخ وصناعة المتفجرات وكل ذلك اين ؟ انه في مدينة الامام الحسين ع حيث يسيطرون على احياء كاملة جعلوها تحت سطوتهم وسيطروا على كامل مداخلها ومخارجها تحت الترهيب والتخويف لأهالي تلك الاحياء حتى باتت مقاطعات خاضعة لهم ولأحكامهم يعملون ما يشاؤون من اجل الانطلاق الى السيطرة على الحرمين الشريفين في كربلاء ومنها الانطلاق الى النجف الاشرف للسيطرة
على ضريح الامام علي ع وحجز جميع المراجع الكبار في المدينة وشل حوزتها العلمية وكل ذلك كان بتخطيط واضح من قبل هؤلاء المجرمين الذين لم يتوانوا عن قتل الابرياء تحت غطاء الدين والمذهب وتبعيتهم لرجل لا يعرف عن تاريخه غير التخبط والانتماءات المشبوهة ليستغله الاعداء من التكفيريين والارهابيين الذين تبين انهم اتفقوا معه ومع حركته التي تسمى بالصرخية وغير ذلك من المسميات وجلهم من مخلفات النظام السابق واجهزته الامنية ومن فدائيي صدام لينقضوا على الاهالي بكل ما اوتوا من قوة ، وليس مصادفة ان تكون انطلاقتهم وتخطيط الاخير وتوقيته في نفس
الوقت الذي دخلت به عصابات داعش الى الموصل حتى وصلوا الى ساعة الصفر والانطلاق لاحتلال الحرمين في كربلاء والسيطرة عليها ثم الى النجف وهو ذات الامر الذي ركزوا عليه تنظيم داعش الارهابي عندما قالوا سنصل الى كربلاء والنجف (الاشرك) كما وصفوه ، أي ان اللعبة كانت مبيتة لولا انتباه القوى الامنية والعملية الاستباقية التي قضتهم في مضاجعهم وضربتهم في اوكارهم من قبل مكافحة الارهاب لكان الامر اصبح باتجاه اخر في حالة من الفوضى والدموية والقتل والتشريد واستغلال الظرف الامني لتصل الى استباحة الحرمات .
لذلك ان مؤتمرهم الصحفي الاخير واستقالة احد اتباعهم نائب محافظ بابل ليس الا زوبعة في فنجان وركونهم الى التواصل مع دواعش هذا الزمان للتآمر على ابناء جلدتهم وضرب الوحدة الوطنية وهو ما يمهد الطريق لفتحه امام البعثيين الارجاس وغيرهم من العصابات التكفيرية للنيل من كل ما أنجز بعد سقوط البعث وزعيمهم المقبور صدام واعوانه الذين اقتصت منهم العدالة على ما اقترفوه من جرائم بحق الابرياء من الشيعة والكورد والتركمان وباقي طبقات الشعب العراقي ولم يستثنوا احدا فهل يتذكر هؤلاء الصرخيون ما حدث مع الكورد الفيليين الذين قتلهم النظام السابق بل
وحتى حرمهم من شيء اسمه الوطن والمأوى بل أكثر من ذلك ألغى حتى هويتهم ، فعلى ماذا تدافعون عن هؤلاء المجرمين والحال ان اغلب عشائر السنة ترفضهم حتى لا يهينوا كرامتهم واليوم بدأوا بمقاتلتهم في الموصل وصلاح الدين ،، اعتقد لقد وضحت الحقيقة وما عادت تنطلي على احد كل ادعائاتكم التي تقولون فيها خوفكم على المذهب الشيعي وحرصكم على الفقراء والمظلومين وغير ذلك ،، انها نفس الخدعة البعثية في سبعينيات القرن الماضي ونفهمها جيدا ونعي احداثها ، وهي ذات الجراثيم السياسية التي طفت على جسد العراق فأمرضته اكثر من ثلاثة عقود من الزمن وهيهات ان يعود
بنا ذلك الزمان.
مقالات اخرى للكاتب