شهدت بلفاست العاصمة الآيرلندية الشمالية أعمال عنف أدت إلى أصابات بين المتظاهرين ورجال الشرطة، وأضراماً للنار في عدد كبير من السيارات، والسبب هو خروج الكاثوليك في مسيرة بذكرى ( قانون الأعتقال من دون محاكمة )، الذي أصدرته السلطات البريطانية في سنة 1971 وأعتقلت بموجبه آلاف الكاثوليك وزجهم في السجون بلا محاكمة، وبسبب ذلك حصلت أضطرابات أستمرت لعدة عقود من السنيين، بالرغم من أن الحكومة البريطانية ألغت القانون سنة 1975 على أمل استعادة النظام، ولكن الجدل والأقتتال أستمر بين البروتستانت والكاثوليك في نزاع مذهبي أدى إلى تزايد نشاط الجيش الجمهوري الآيرلندي، وقتل حوالي (4000 ) شخص مع أضرار مادية جسيمة، ولم تنتهي الأضطرابات إلا في سنة 1998 من خلال الأتفاق على تقاسم السلطة . ولكن يبدوا وبالرغم مرور حوالي (15) سنة على الأتفاق، إلا أنه لم يقضي تماماً على الرواسب العالقة في المجتمع الآيرلندي من بغضاء، وتناحر، فبمجرد أن حاول الكاثوليك أستذكار صدور هذا القانون وخروجهم في تظاهرات للتعبير عن عدم رضاهم لصدور هكذا قوانيين، حتى تصدى لهم البروتستانت، ليبدأ العنف من جديد، مما أجبر الشرطة على التدخل وأستخدام القوة لتفريق الجموع المتقاتلة، بأسخدام الرصاص المطاطي، وخرطيم المياه ولفض المسيرة السلمية . أن ما حصل في سبعينات القرن الماضي في آيرلندا، لم يحصل ما يشابهه عند العرب ذلك الوقت، ولم يفكر به الكثير منهم، ولكن يبدوا أن خلية الازمات الدولية التي تديرها بريطانيا، قد أستفادت منها كتجربة مريرة، وقررت تطبيقها عند العرب، لتأجيج الصراع الطائفي، والعرقي، وسخرت من أجل هذا حفنة من الحكام الجهلة، والعملاء، لتنفيذ مخططها بنفس طويل، ومؤامرة محكمة بعيدة الأمد، من خلال خلق وصناعة منظمات، وأشخاص متطرفين، يلبسون لباس التقوى لتنفيذ هذا المخطط المحكمة خيوطه، لغرض تفتيت شمل العرب، وتبديد مواردهم وأشغالهم فيما لا ينفعهم، لتثمر هذه الجهود مؤخراً بفضل قادة أراعن، سمنوهم ليذبحوهم عند الحاجة، ومعهم نًحرت كل الطاقات العربية، البشرية، والمادية، والفكرية، والعلمية . نحن بأنتظار ما ستؤول إليه الاحداث في آيرلندا وهل أن بريطانيا وغيرها من الدول التي تحاول تكبيل العراق ومنعه من التصدي للإرهاب تحت غطاء حقوق الإنسان وعدم التجاوز على هذه الحقوق حسب إدعائهم بالرغم من عشرات آلاف الضحايا الذين يسقطون بسببه، وهل أن بريطانيا ستتصرف على هذا النحو في آيرلندا أذا ما أستمرت الأحداث هناك بالتصاعد ؟؟؟؟ وهل سنسمع حديثاً عن حقوق الانسان كما كنا نسمع ؟؟؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب