العبادي بمن سيحكم .
بأرادته واجتهاده
بأرادة حزب الدعوة
بالارادة الدولية
والمرتكزات التي سيستخدمها للوثوب الى الاهداف المطلوب منه تحقيقها . وماذا سيحصل اذا فشل حيدر العبادي رئيس وزراء العراق ماهو الاساسي المطلوب من حكومة العبادي رئيس الوزراء العراقي الجديد في ذلك . ومن هو الذي يشكّل العقبة الكأداء والتهديد الخطير لتنفيذ برنامجه الذي اعلنه امام مجلس النواب . و وزارته مملؤة بالألغام والافاعي .
لو انه اراد ادارة الدولة وفق اجتهاده بمعزل عن مفاهيم حزبه وثقافته السياسية و التأثير الخارجي مالذي سيحصل , وهل بامكانه ذلك . سيكون هناك تقاطع مع حزبه حزب الدعوة , وهذا سيسبب له مشاكل كبيرة وخطيرة قد تطيح به وبمنهجيته التي يروم تنفيذها وقبله المالكي وابراهيم الجعفري , سلكا سلوك ومنهجية حزب الدعوة , المرتكز على الطائفية التي تزوده بالطاقة والحيوية والاستمرارية ونتيجتها خراب العراق ودماره وشل كل مفاصل الحياة فيه . هل يستطيع العبادي فعل شيء مغاير لما فعلوه والخروج على منهجية حزب الدعوة . سيعتبرون ذلك خيانة وخروج عن السكة .
الحال الآخر لو اراد العبادي الحكم بمبادئ ومنهجية حزب الدعوة وهذا هو المتوقع والاسلم لهُ ولمستقبله السياسي الذي سيكفيه الكثير من المشاكل مع المتخندقين في عرينه . لكنه سيقع في نفس ما وقع فيه المالكي وابراهيم الجعفري وسيخسر الاكراد والسنة العرب , وهذا يعني المراوحة في المثابة الاولى وعدم استطاعته الشروع في الحركة والتقدم الى الامام . واذا أراد فهناك من يعترض مثل المالكي والجعفري فمن الطبيعي لا يرتضون بالجديد المقبول من الكل وهم من فشل في ذلك ولم يستطيعوا فعل خير يرتضيه الجميع , ان نجاح العبادي في شيءٍ ما معناه ادانة لمن سبقوه في ادارة الدولة العراقية وهذا يعني نكاية بهم , وهم لايزالون متربعين على دست المسؤولية . المالكي والنجيفي وصالح المطلك واتباعهم ومؤيديهم , باعتبارهم افاعي في مركز القيادة . ومثلما العبادي يعد العدة للتغيير كما قال , فهم ايضا يعدون العدة في ادامة وتهيئة الالغام القديمة لأستخدامها عند الحاجة هذا في حال نفذ العبادي ما وعد به . ونسأل هل ان حزب الدعوة قادر على تغيير منهجهُ وفلسفتهِ السياسية الخطأ حتى يستطيع العبادي الأتيان بالجديد المناقض للماضي المر . والافتراض الآخر هل ان حزب الدعوة قادر على التحكم بالامور السياسية بأستقلالية قراراته ونهجه بمعزل عن ايران وتأثيرها وعدم الرضوخ لها والاعتماد على الحالة الوطنية وجعلها الاساس في سلوكه السياسي الداخلي والخارجي وبالتالي تُمكِن العبادي من السير قدماً بعزيمة قوية ساندة ليفعل ما يقول . اعتقد ان هذا أمر غير قابل للتحقيق وسيتهم حزب الدعوة بخيانة المنهجية الشيعية ونكران الجميل الايراني وتأليب كل الحاضرة الشيعية ضده واتهامه بالعمالة لأميركا الشيطان الاكبر مع العلم الكل يفلحون بأرضها .
الحال الآخر اذا حكم العبادي وفق منهج الارادة الدولية كيف سيكون الحال بالتأكيد هناك مصالح متناقضة وضغوط لا يتحملها (الحديد) اميركا تربط محاربتها لداعش بأبتزاز سياسي ومالي وحماية مصالحها وكسب اضافي مصلحي الى ابعد ما يكون . ايران ايضاً لها مصالح اضافة الى سعيها وعملها بأتجاه جعل العراق مصدر قلق لتهديد المصالح الاميركية وتسعى جاهدة للسيطرة على مركز القرار فيه والايحاء لأميركا بأن ايران الصاعق المربوط على براميل النفط العراقية المتجهة لأسواق اميركا والعالم وبالتالي جعل ايران حالة ابتزاز مركّبة للحكم في العراق ولأميركا ومصالحها فيه وذلك من خلال قدرتها على تحريك الدولة والجماهير والاحزاب الشيعية ومرجعياتها الدينية في النجف وقم .
اسرائيل لها تأثير ايضاً من خلال علاقتها القوية بأكراد العراق والتأثير على مواقفهم وتحريكها بالاتجاه المطلوب وهذه ليست مبالغة بل حقيقة ثابتة ومن أولويات المصلحة الاسرائلية ان يبقى العراق ضعيفاً مفككاً مريضاً غير قابل للشفاء . وهي بالتأكيد ليست غبية ولا تنسى فعل العراقيين في حروبها مع العرب وآخرها الـ 39 صاروخ التي قذفهم بها صدام حسين .
على نفس النمط حكام الدول العربية وخاصة الخليجية ومنها تحديداً الكويت والسعودية لاتريد العراق ان ينهض من جديد ويكوّن نضاماً علمانياً ديمقراطياً سليماً معافى لأن ذلك سيكون نموذجاً يحفز جميع شعوب المنطقة بحتمية التغيير وتبني الحال العراقي الجديد وهذا يشكل مثلبة وحالة قلق للجميع . علاوة على ان حكام الكويت لا يأملون الخير للعراق ويتمنون خرابه لعقدة ( الفرع والاصل ) وهذه مشكلة العراقين وحكام الكويت العراقيون لا ينسون ذلك وما يسعر نار مشاعرهم التجاوزات الكويتية بين الحين والآخر مثل اعتدائهم على صيادي الاسماك داخل المياه العراقية وبنائهم لميناء مبارك الذي يعيق الملاحة في المياه العراقية ناهيك لتجاوز الكويت على الاراضي العراقية وظم اجزاء كبيرة من محافظة البصرة (أم قصر) تعسفاً تحت قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن بضغوط اميركية بريطانية صهيونية نتيجة رشاوي مالية كبيرة قدمها حكام الكويت للأحتماء بهؤلاء لصوص السياسة الدولين . يقابلها النزعة الرافضة والثأرية لطبيعة الشعب العراقي لحالة الذل والابتزاز التي يمارسها حكام الكويت بحق شعب وارض العراق . هذه المسألة غير طافحة على السطح بشكل مستمر لكنها تعيش بوجدان الشعب العراقي . والعراقي لا ينسى من أساء اليه . مئة عام من الاحتلال الفرنسي للجزائر وماذا كانت النتيجة .
لهذا فالعبادي المكلف لرئاسة الوزراء سيلاقي صعوبة بالغة فيما اعلنه ويصبواليه الشعب العراقي للخلاص من الازمة القاسية التي يعيشها , وعليه سيكون حاله كما يقول المثل ( كأنك يا ابو زيد ما غزيت ) والرجل معذور في كل الاحوال ان حاول ولم ينجح او سكن ولم يحاول . لايتم تغيير حال العراق في الوقت الراهن الا بمعجزة الاهية وزمن المعجزات انتهى من زمن بعيد .
مقالات اخرى للكاتب