كيف لا اسفح الدمع وأنا اشاهد اليتامى من اطفالك يا عراق يجولون بين زحام السيارات ليبيعوا على المارة علكة او بعض الحلوى ليتمكنوا من سد رمق امهاتهم الأرامل، واخوة واخوات أصغر منهم سنا. كيف لا اسفح الدمع وانا اشاهد عوائلك يا عراق وهم يعيشون في بيوت من الصفيح ويشربون المياه الأسنة، ويأخذ حر الصيف وبرد الشتاء منهم كل مأخذ. كيف لا اسفح الدمع وأنا اعلم ان اجدادنا السومريون، بناة اول حضارة في العالم، كانوا يعيشون حياة أفضل من حياتنا بألف مرة، اقل ما يقال انه لم يكن يحكمهم روزخونا كروزخوننا ولا منبطحا كمنبطحنا وشلة اللصوص والنفعيين من حولهم.
كيف لا أذرف الدمع ونحن أصبحنا مسخرة للعالم كله، حتى من قبل قوم كانوا مسخرة لأجدادنا السومريين قبل سبعة آلاف سنة، وهؤلاء هم اعراب شبه الجزيرة الأعرابية. كيف لا أذرف الدمع وانا أرى ثروات بلدي تنهب وتستباح من قبل حفنة من اللصوص سلطهم علينا عدو أجنبي ماكر. كيف لا أذرف الدمع وانا أرى شعبي تمزقه الطائفية التي زرعتها الأحزاب الأسلاموية وتكتلات عوائل الوراثة الدينية والقومجيون المتمثلون بحزب البعث الفاشي.
كيف لا أذرف الدمع وأنا ارى شعبي ينوء بحمل ثقيل من التخلف الذي حمله إياه الأسلام السياسي لمدة اربعة عشر قرنا من الزمان، حيث غلقت العقول واختصرت الثقافة على غسيل الدماغ، ومنذ الصغر، على الخرافات الدينية التي خلقت اجيالا من القطيع يقودها أصحاب العمائم لغرض كسب المصالح الرخيصة من جاه وسرقة قوت هذا القطيع.
كيف لا أذرف الدمع وأنا أرى شعبي تسوده العشائرية التي سرقت ولاء المواطن من ان يكون للوطن صار للعشيرة، علما ان العشائرية هو نظام أصبح خارج التاريخ ولاكن العراقيين منغمسين به حتى قمة الرأس. فالتخلف الديني حليف قوي للعشائرية، يعاضد بعضهما البعض.
انا، الخايب ابن الخايبة، اخاطب جموع الشعب من ولد الخايبة، وأقول لهم ماذا تنتظرون من تهاونكم هذا؟ هل تنتظرون احوالا أسوأ من الأحوال التي أنتم فيها، هل تنتظرون من شلة الحرامية، صنيعة العم بريمر، ان يعطفوا عليكم ويسترجعوا ما سرقوهوا منكم ويوفروا لكم الخدمات التي طالبتم بها في تظاهراتكم التي ما انفك الحرامية من التآمر عليها وحرفها عن أهدافها.
يا ولد الخايبة، عليكم ان تعلموا ان المتسلطين عليكم لا يكترثون بسوء احوالكم، وما أنتم بالنسبة لهذه الشلة الحاكمة الا جسرا يعبرون عليه لتحقيق مآربهم الخسيسة من التسلط على رقابكم وسرقة قوتكم ونهب اموالكم لترفيه عوائلهم المتواجدة في العواصم الأوربية والأمريكية.
ما مطلوب منكم هو الثورة العارمة لأنقاذ بلدكم وصيانة كرامته التي اهدروها، وطرد الشلة التي تحكمكم وخانت امانتكم الى من حيث أتوا. ثورة تكونون فيها أنتم الحاكمون، وأنتم المالكون لثروات بلدكم.
عاش العراق سومريا اكديا بابليا اشوريا.
مقالات اخرى للكاتب