بعد الصراع الاعلامي المحتدم بين نشطاء الحزب الديمقراطي ونشطاء حركة
التغيير، والمستمر منذ عام وشهرين بلا هوادة، اليوم يشتعل صراع اعلامي
أكثر خطورة بين نشطاء الديمقراطي ونشطاء الاتحاد الوطني، ليبرز الانقسام
الحزبي المصلحي الحاد، ويزيد من تعقيدات المشهد الكردي الكارثي سياسيا
واقتصاديا وثقافيا.
المعارك وصلت سريعا الى الاعلاميين الحزبيين، الذين يقودون فضائيات
وماكنات خبرية عملاقة ممولة من مال الشعب التعبان، فهؤلاء استلموا الضوء
الأخضر من احزابهم ليكتبوا بنهم أخبار وتعليقات ومقالات وبوستات اقل ما
يقال عنها بانها غير موضوعية وملفقة وأحيانا تافهة لنصرة موقف هذا الحزب
على ذات في حربهما المالية النفطية الشرسة.. والناس منهكون محبطون
يبتلعهم العوز، وقد اقترب معظمهم من حافة خط الفقر ونزل آخرون دونه، بحسب
مسوحات منظمات دولية.
واليوم تضاف لصراعات ومناوشات الفيسبوك المتفجرة، أزمة فلم المخرج الكردي
الشاب حسين حسن، عن الايزيدية (العاصفة السوداء) الذي اثار غضب بعض
الايزيديين مع تأكيد بعض مثقفي ونشطاء الايزيدية انه يحمل مغالطات تشكل
اهانة للمجتمع الايزيدي الجريح والذي سيحتاج الى سنوات طويلة قبل ان تسكن
آلامه.
المخرج دافع عن رؤيته الاخراجية السينمائية، واكد ان الفلم هو رسالة لدعم
الايزيديين من خلال المعالجة الدرامية التي يقدمها لجوانب من قضيتهم،
وليس العكس.
بعض الايزيديين، ذكروا ان المخرج كان قد وعد بعدم عرض الفلم قبل معالجة
ما اعتبره نشطاء ايزيديون معالجات "مسيئة"، لكنه عرضه مساء الجمعة في
افتتاح "مهرجان دهوك السينمائي"... عرضه كما هو دون اي معالجة تعديلية
رغم التوقع المسبق لحصول حالات انزعاج، وهو ما حصل فعلا ..!!
لا اعرف هل نحتاج الى خلق حالات احتقان اجتماعية نضيفها الى أزماتنا
الحزبية السياسية والاقتصادية؟ ... وما الحكمة في عرض فلم بعض محتوياته
محل خلاف وجدل، وفي مدينة تضم عدة مخيمات للايزيديين المكلومين؟.
الشيء المثير للدهشة ان هناك حركة وصناعة سينما في دهوك، ومهرجان دولي
للسينما فيها... حقا شر البلية ما يضحك.
تصوروا معي، مدينة ليس بها ممثلون، ولم اسمع في حياتي بوجود ممثلة
تلفزيونية او مسرحية واحدة فيها، مدينة لم تكن فيها دار واحدة للسينما
طوال 25 سنة الماضية، قبل افتتاح سينما صغيرة داخل مول تجاري قبل عامين،
مدينة بلا حياة فنية، لكن فيها مهرجان سينمائي دولي يشي ببذخ سينمائي،
وطبعا مخرجون ومؤلفون ومنتجون وفنيون وسيناريست وووو !!... كان الله في
عوننا.
مقالات اخرى للكاتب