صفعة من العيار الثقيل تلقتها الحكومة العراقية بنقل دورة الخليج العربي من مدينة البصرة إلى مدينة جده مغلفه برسالة واضحة المعالم لهذه الحكومة بالتقصير الكبير تجاه هذه المدينه المنكوبه، وبدلا من البحث عن الأسباب اللوجستية التي أقنعت دول الخليج بعدم توفرها في هذه المدينه والتي يجعلها غير مؤهلة لإستضافة دورة أقليمية بسيطه، راحت الحكومه العراقية تجير الموضوع سياسيا مستغلة تعاطف الشعب العراقي والذي كان يرغب بإقامة هذه الدورة على أرض البصرة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاس الحكومه العراقية وتخبطها وفقدان مصداقيتها أمام هذا الشعب المظلوم...
ولو بحثنا عن الأسباب التي جعلت دول مجلس التعاون الخليجي تنقل الدوره إلى جده بعد أن نتجرد من العواطف في هذا الموضوع نجد إن البصرة عبارة عن مدينه خربه لم تشهد أي إعمار حقيقي في جميع مرافقها منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي وهي مدينه تفتقر إلى أبسط الخدمات فلا شوارع مبلطه ولا فنادق تليق بإستضافة دورة من هذا القبيل ولا مستشفيات مؤهلة وبإختصار كل ركن في هذه المدينه يصرخ بعدم إستعداد هذه المدينه، ولذلك كان قرار دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبه لأهل البصرة قرارا صائبا بإمتياز لأن الواقع يقول إن المدينه لا تصلح, نعم إن مدينة البصرة لا تصلح لإستضافة دورة الخليج العربي، ونحن أهل البصرة كنا نتوقع هذا القرار لإننا لا نعيش في مدينه إنما نعيش بخربه كانت يوما ما تسمى مدينة البصرة...
وإذا كنا منصفين فإن من يتحمل المسؤولية هي مجالس محافظة البصرة التي تعاقبت على حكم هذه المدينه بعد السقوط لأن أي مجلس محافظة جديد يحكم البصرة تكون أخر إهتماماته خدمة أهالي البصرة...لا بل ربما يكون من أولويات هذه المجالس سيئة الصيت والمتعاقبة على حكم البصرة هو وضع العصى في عجلة أي تقدم أو اي مشروع يمكن أن ينجز ويستفيد منه أهالي البصرة
ولو بحثنا عن الأسباب وراء ذلك نجد إن رموز في الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي لا تريد للبصرة أن تنهض وهذه االرموز مستعده لفعل أي شيىء من أجل عرقلة أي تقدم يمكن أن تشهده البصرة بحكم موقعها الإقتصادي على رأس الخليج العربي...وهذه الرموز في حقيقة الأمر تعمل جاهده على تنفيذ أجندات بعض الدول الإقليمية...وإن هذه الرموز ومجالس محافظة البصرة المتعاقبه على حكم مدينة البصرة ما هي إلا إسقاطات لهذه الأجندات الإقليمية، ولذلك نجد إن أغلب هذه المجالس ليسوا بصراويين قلبا وقالبا وهذه المجالس يعنيها تدمير البصرة أكثر مما يعنيها إعمارها والمتنقل في شوارع البصرة يلاحظ تزايد دمارها وخرابها...
فلا ميناء الفاو سوف ينجز
ولا سكة حديد سوف تعمر
ولا عجلة مصنع سوف تدور
كل ما في البصرة يثير الخجل والإشمئزاز ورغم هذا الواقع المؤلم لمدينة البصرة يخرج علينا من يريد أن يغير إتجاه بوصلة الحقيقة ليقول إن هناك من لا يريد لهذه الدورة أن تقام في مدينة البصرة....نعم بالفعل هناك من لايريد ولكن منْ قدم لهؤلاء الأسباب على طبق من ذهب لهذه الدول لإتخاذ قرار من هذا القبيل...كانت هناك فترة كافية ليتم إعمار هذه المدينه وتهيئتها لدورة الخليج وقد خصصت أموالا طائلة لذلك ولكن السؤال أين صرفت هذه الأموال ولماذا لم تتابع الحكومة العراقية مراحل تهيئة المدينه وهل إن الحكومة العراقية لا تعلم بخراب البصرة وهل إن الحكومة العراقية فعلا لا تعلم بملفات الفساد في مشاريع البصرة وإين مسؤولية الوزارات المعنية لتهيئة المدينه لمناسبه كهذه....
هناك تقصير واضح من قبل جميع الوزارات وهناك تقصير واضح من قبل مجالس محافظة البصرة المتعاقبة...هذا التقصير والفساد جعل مدينة البصرة تتراجع إلى الوراء في ما يخص البنى التحتية ولذلك قبل أن نلوم دول الخليج على نقل الدوره يجب أن نلوم من يمسك بهذا الملف وقد ينسحب ذلك لتغطية حالة الفشل من قبل منْ هو معني في هذا الموضوع وإستغلال الحالة العاطفية للشعب العراقي بإتخاذ قرار خاطىء بالإنسحاب من دورة الخليج العربي....
ولو كانت وزارة الشباب تتحلى بأدنى درجة من درجات المصداقية لكانت هي التي تطلب نقل الدورة من البصرة لعدم إستعداد المدينة لإستقبالها لأن هذا هو الواقع ومهما كان الواقع مؤلم ولكن علينا الإعتراف به....
اللجنة الإولمبية في البصرة مقصرة...
مجلس محافظة البصرة مقصر....
وزارة الشباب مقصرة...
الحكومة العراقية مقصرة....
أمام هذا التقصير نقول للأسف كان قرار نقل الدوره إلى جده قرارا أكثر من صائب...
مقالات اخرى للكاتب