يمتاز النظام الديمقراطي في كل دول العالم بما يسمى فصل السلطات وتمايز المؤسسات ، وجميع المؤسسات تكون عائديتها وملكيتها للدولة وبالتالي مالك الدولة وهو الشعب ، ولذا نجد المؤسسات الامنية في النظام الديمقراطي تستطيع التحقيق والقاء القبض على رئيس الدولة او رئيس الوزراء او اي مسؤول مهما علا شأنه اذا ما صدر امر القاء قبض من القضاء بحقه ، وهذا ماحصل في بعض الدول الديمقراطية الناجحة مثل شرطة اسرائيل حيال رئيس اسرائيل و رئيس وزرائها وكذلك في فرنسا وبالتأكيد غيرها من الدول الديمقراطية الناجحة....
في لقاء السيد المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة على قناة السومرية مع الاعلامي المبدع في جميع لقاءاته مع المسؤولين من خلال اثارة اسئلة يحجم الكثير من الاعلاميين عن اثارتها ، اشار السيد المالكي الى حقيقة كنا نخدع انفسنا ونمنيها بكذب هذه الحقيقة ، اشار الى حقيقة عدم وجود مؤسسة امنية عراقية ، فحينما اورد السيد المالكي خشية القوات الامنية من مقاول له ارتباط ببعض السياسيين الفاسدين ومؤسسات اعلامية من خلال ملء بطونهم بالرشى وبالتالي لم تنفذ قواتنا الامنية امر القاء القبض بحق هذا المقاول خوفا وخشية يجعلنا نبكي على وطننا وشعبنا وننتظر مقصلة الارهاب لقطع اعناقنا كشعب ، والا بربكم اي مؤسسة امنية هذه تخشى مواجهة مقاول ونعول عليها في مواجهة القاعدة واضرابها من شعب الارهاب الرهيبة !!!
الواقع يكذب السيد المالكي ، فكم صورة وصورة من صور بطولات قواتنا الامنية البطلة قدمتها هذه القوات لشعبنا الحبيب ، فكم جندي وشرطي احتضن الارهابي مضحيا بنفسه دون ابناء شعبه ليتوزع جسده اشلاءا على ارضنا الطاهرة وتصعد روحه الى الباري حيث جنانه ورضوانه ، نعم ان ابنائنا من القوات المسلحة لهم اشجع واصلب واكثر تضحية من جميع ساستنا ومسؤولينا ، وان كان المالكي يريد ان يمن علينا بابنه ليجعله شبلا لاسد كما يتصور فهو واهم ومفتقر لثقافة رجل الدولة ، فالسيد المالكي لم يبين علاقة ابنه احمد بالمسائل الامنية ليقود فصيلا امنيا يعتقل هذا المقاول او ذاك ، فالذي نعرفه ان ابنه احمد عينه المالكي معاون مدير مكتب رئيس الوزراء – وهذا يتعارض مع ثقافة رجل الدولة والنظام الديمقراطي - وبالتالي ليس له علاقة ادارية او قانونية بالاجهزة الامنية تبيح له قيادة فصيل امني لتنفيذ مذكرة القاء قبض ، والعجب العجب من السيد المالكي وهو يوصم قواتنا الامنية بالخوف والجبن ويقدم ابنه كفتى صلب شجاع يسير على خطى عنترة العبسي ... اي دولة هذه يا رئيس الوزراء ؟؟ واين ثقافة رجل الدولة في تصرفك هذا ؟؟؟ .
من خلال تصريح السيد المالكي هذا يتبين لنا اما صدق الاتهامات بان المالكي قرب اليه الفاشلين والبعثيين والجبناء ليخشوا قيادة فصيلا امنيا يلقي القبض على مقاول فاسد صدرت بحقه مذكرة القاء قبض او يمكن ان نعزو هذه الحادثة كذلك الى ان ابنه احمد يحظى بصلاحيات اوسع واكبر من التي يعطيها المالكي للقيادات الامنية بحيث تعجز عن تنفيذ هكذا مذكرة ، وربما كلا السببين حاضرين....
واخيرا : نرجو من السيد المالكي الالتفات الى حقيقة ان نظامنا ديمقراطي ولعل قريبا يختار الشعب رجال دولة حقا وحقيقة وبالتالي ستشرع وتفعل قوانين تطال المسؤولين السابقين واللاحقين على مستوى الفساد الاداري والمالي وبعد هذا هنالك رب عدل عزيز ذو انتقام نقف بين يديه ليحسابنا على الصغيرة والكبيرة ، ولا زالت مقولة زينب سلام الله عليها ترن في الاذان " اذا كان الخصيم محمد والحكم الله فانظر يومئذ لمن الفلج " ونقول على اثرها " اذا كان الخصيم محمد وال بيته والشعب العراقي والحكم الله فانظروا يومئذ لمن الفلج ياساسة العراق ومسؤوليه".
مقالات اخرى للكاتب