أهدى نوري المالكي للعراقيين حقيقة جديدة عن طريقة تفكيره وسلوكه ونظرته للشعب العراقي ، عندما تحدث عن الأدوار التي يقوم بها ولده (احمد) في مطاردة المقاولين والأثرياء في المنطقة الخضراء واعتقالهم ومصادرة أموالهم وأسلحتهم وسياراتهم ..!؟
المالكي معجب بشجاعة أبنه لأن الجيش والشرطة والقوى الأمنية تخاف على حد وصفه ولاتستطيع تنفيذ الواجب ، والمقصود هنا القاء القبض على التاجر والمقاول نمير العقابي المعروف بصلته وشراكته مع احمد المالكي وبقية افراد الأسرة والمقربين من العائلة .
العراقيون بعد استماعهم للمالكي صارت تحضر امامهم صورة عدي وسلوكياته واستهتاره ، لكن الفارق ان عدي لم يأخذ مساحة من حديث الدكتاتورصدام واعجابه امام الرأي العام ، بل كان ينقل عن صدام ردعه المتواصل لولده وحبسه وطرده وفي احدى المرات قام بحرق سياراته في مخازنها كما يروي المقربون منه .
المالكي يعبر عن وصوله الى نقطة الإستعلاء وإضفاء المزايا الخارقة على شخصه وولده ، حين يتهم المؤسسة الأمنية بالجبن والخوف ، ويتصور ان الشعب العراقي سوف يغرم بقصص شجاعة ولده أحمد ولايتساءل عن صفته الوظيفية ؟ او دور الحكومة والمؤسسة القضائية واذا ماكان احمد فوق القانون او (بطل) زمانه ..!
أليس هذه خرافة في زمن الديمقراطية وسلطة القضاء والحياة الدستورية وحقوق الإنسان يامالكي ؟؟؟
منذ يومين والناس تتناقل هذه الحكاية بسخرية مرّة وكشف صارخ عن حقيقة انطواء وعي المالكي على بعد عشائري وشخصاني ، وليس التفكير بمنطق سياسي وقانوني يحترم ارادة العراقيين ويشعرهم بالأمان .
اذا كان سكان الخضراء هم مستودعات للفساد والأسلحة والمليارات والخارجين عن القانون فهذه مسؤوليتك انت يا ابو اسراء ..!
وهل الخضراء لاتخضع سوى لإرادة حمودي ..! وكيف يتبجح رئيس الحكومة بالحديث عن شاب في العشرينات ويهين دولة بكل مؤسساتها ؟
لاادري كيف يبرر قيادات وكوادر حزب الدعوة هذا الخطأ العضوي والمميت لزعيمهم امام الشعب العراقي ؟
هل كنا مخطئين حين نتحدث عن سلوك استبدادي يتلبس مختار العصر وعودة فورية للدكتاتورية ، واستهتار بحق الشعب وثرواته وأرواح ابنائه جراء سياسة الفساد والفشل للحكومة ..!
ان قصص الفساد والصفقات المريبة التي تتصل بمكتب المالكي وعائلته ، تتفوق على ماكان ينسب لعدي وقصي ، مايعني التشابه بالسلوك وطغيان السلطة ، وقد جاء حديث المالكي ليقطع الشك باليقين ، ولكن على نحو محزن حين يتحدث عن أحمد بهذا الدور {العصابجي} ..!
استمع الناس وصدموا واندهشوا ، ثم رددوا المثل الشعبي القائل ؛
(بدلنا عليوي بعلاوي )..!