لم يحدث ابدأ ان تجتمع كل هذه الحقائق والغرائب في تجربة شعب أو دولة ، لتكون سلسلة تناقضات متنافرة تهدد بالصراع الدائم وتمزق الشعب والمجتمع .
حقائق وغرائب تحدث في بلد العجاب ، وهو يحتل المراتب الأولى في الفشل والفساد والفوضى والقتل والتشتت والضياع والأرقام الفلكية في المال الضائع والسرقات المشهورة ، والمشاريع الفاشلة ، والقتل المجاني .
هذا الواقع السائد والمعاش في العراق منذ عشر سنوات ، بقدر مايعطي أدلته الصريحة عن تشارك قوى دولية كبرى واخرى اقليمية ، وبمساعدة احزاب وتيارات وميليشيات محلية ، على تدميره وتشتيت قواه وتماسك اطرافه وتحطيم مستقبله ، فأن تماسك شعبه وقدرته على الصبر جعلته يستمر بالمقاومة والعض على الجراح ، وحرث البحر لزراعة الأمل .
حقائق وغراب صادمة تبدأ من الحسابات المادية .. فلم يحصل في التاريخ البشري ان انفقت دولة صغيرة مثل العراق اكثر من 700مليار دولار اي 700الف مليون دولار ..!
في عشر سنوات دون تحقيق خدمات الكهرباء والماء والسكن والصحة والمدارس والطرق والبطاقة التموينية .؟
البلد الثاني المنتج للنفط بالعالم ، والأول في مخزون النفط والطاقة في العالم ، وشعبه يجلده البرد في الشتاء والحر في الصيف ،والبطالة فيه لم تنخفض عن 22بالمئة من شعبه ..!؟
شعبه يعتاش اكثر من 350 الف من مواطنيه على المزابل وصناديق القمامة ..!
حكومة تكذب على الشعب وتبتكر طرق الأحتيال والنصب لسرقة ثرواته ونهب حقوقه .
برلمان يتآمر ضد ممثليه ، وهو الأفسد في تاريخ البشرية منذ زمن اثينا قبل الميلاد الى يومنا الحاضر ..!؟
واقع يمشي بالمقلوب ، الغالب فيها خاسر ، والخاسر هو الرابح ، المجرم والقاتل بريء ، والبريء متهم ومعزول ،اللص داعية للبناء والأصلاح والشفافية الجاني هو القاضي ، المزور يحاكم العقلاء ، والجاهل يحكم بأمره ..!؟
الكل يمارس الأضطهاد ضد الكل ، والبعض يرتكب القتل ضد الآخر ، والغالب يمسك بأنفاس المغلوب ..!؟
امة بلا ذاكرة ، ودماء لاتعرف موعد رحيلها ..!؟
بلاد تحيا على الصدفة والجريمة و الكذب والتلاشي ، وتحقق نبوءة المتنبي ؛
مامقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود
انا في أمّة تداركها الله غريب كصالح في ثمود
مقالات اخرى للكاتب