كلام أردوغان اليوم بحق رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي كان مؤلما جدا وكان يعبر عن حقيقة يعرفها الجميع ولايريدون ألاعتراف بها وهي أن التجربة العراقية في بناء أنموذج جديد للدولة العراقية كان فاشلا وألا فكيف يجرؤ أردوغان على مهاجمة العراق ورمزه القيادي بهذه الصورة البشعة والمؤلمة والحقيرة والتي لم نشهد مثلها في أحاديث الزعماء والقادة بل وهذا الكلام يكتب في صحف الانظمة الدكتاتورية فقط ولايصدر من شخص يقود دولة مثل تركيا ولكن الزمن أغبر ولكن لنشخص الحالة بدقة ولنكون موضوعيين ونتكلم بصراحة ونعترف بأخطائنا خلال السنوات المنصرمة الماضية.
أعزائي أردوغان الذي قال كلامه الغير عقلاني واللامسؤول اليوم هو نفسه أردوغان الذي صفق له مجلس النواب العراقي قبل عدة سنوات وهو نفسه الذي وقف أبراهيم الجعفري يتغنى بمواقفه أتجاه العراق والعروبة في مجلس النواب العراقي وأتذكر اصوات ألاكف التي ظلت تصفق لاردوغان في مجلس النواب العراقي وكأنه أعطاهم كنوز الدنيا بأيديهم أليس هو أردوغان نفسه بشحمه ولحمه أيها السادة؟
مشكلة اغلبية العراقيين في السياسة وفي ألامور الحياتية أنهم عاطفيين جدا وتأخذهم عواطف الحزن والفرح والانفعال بسرعة فائقة وبدون تفكيرولايفكرون مثل بقية الدول وخصوصا في السياسة بعقلانية وتروي وخصوصا الطبقة السياسية الحالية والتي أغلب قراراتها عبارة عن ردود أفعال وليس أفعال تنتج عن تفكير ودراسة وتخيل عزيزي القاريء أن شخص مثل أبراهيم الجعفري هو يشغل منصب وزير خارجية العراق وهذا الشخص أثبت لنا أنه ليس رجل دولة بل أنه عندما أستلم وزارة الخارجية أصبحت سياستنا الخارجية بدون لون وطعم ورائحة بل وتعامل مع القضايا المهمة وكأنه لايعبر عن سياسة دولة مثل العراق بل يعبر عن سياسة حزب أو يعبر عن وجهة نظره الشخصية والفكرية وبهذا أثبت لنا جميعا أنه أفشل وزير خارجية شغل هذا المنصب الخطير في تاريخ العراق منذ عام 1921 ولغاية يومنا هذا.
ولنعود لاصل المشكلة مع ألاتراك فنحن كعراقيين لانعرف كيف وأين ولماذا وعلى أي أساس دخلت القوات التركية للاراضي العراقية ومن سمح لها باقامة قاعدة كبيرة في بعشيقة ولمن لايعرف فهناك قوة أستخبارية ضخمة موجودة في قلب أربيل وهي بعلم الجميع وتقوم بمختلف المهمات والواجبات المناطة بها فهل دخول القوة التركية كان بعلم الحكومة أم لا وهل تواجدها تنظمه أتفاقية بين العراق وتركيا بأي شكل من ألاشكال التدريبية أو الاسناد وغيرها من الامور.
لب المشكلة والتي أججت المشكلة هي أن تركيا المعروفة بأطماعها التاريخية في الموصل ومناطق أخرى في شمال العراق حاولت أن تجد لها دورا في كعكة الموصل بعد أن فشلت مثل ايران في الحصول على جزء من الكعكة السورية لان الروس والاميركان جعلوا تقاسم الكعكة بينهم وطرحوا نصيحة للدولتين وهي أن اللعب مع الكبار له أصول وله قياسات وبعدما كان الاتراك والايرانيين هما المتحكمين بالوضع السوري أصبحا ألان في الصفوف الخلفية ينتظرون موافقة الروس والاميركان في كل خطوة يقومون بها هناك وتركيا تعرف أن أيران هي لاعب رئيسي في العراق ولها سطوتها ونفوذها الذي يتحكم بكل شيء في العراق وخصوصا بعد قيام داعش بأحتلال مناطق في العراق وقيام أيران بدعم الحشد الشعبي والتغلغل من خلاله في كل الامور السياسية والحياتية ولذلك فكرت تركيا بأنتهاز الفرصة التاريخية والتي لن تسنح لها مرة ثانية أبدا في العودة للحلم الاردوغاني في أنشاء الدولة العثمانية وأخذ الموصل والتحكم بأمور العراق بصورة أكبر وتم ذلك بمساعدة عن دون قصد من القيادات في الحشد الشعبي والذين يتكلمون كثيرا في السياسة وهم نسوا ان الحشد الشعبي واجبه القتال فقط وليس التحكم بسياسة الدولة العراقية وياليتهم يتكلمون بموضوعية فعدد من قادة الحشد الشعبي قال أن دخل ألاميركان للاراضي العراقي فسيكون العراق مقبرة لهم سواء كانوا مستشارين أو جنودا ودخل الاميركان وتمركزوا في عدد من القواعد وخصوصا قاعدة القيارة التي طرحوا فيها مناقصات عمل وبناء بقيمة 4 مليار دولار فأين تصريحات القيادات المعروفة في الحشد وعند التحضير لمعركة الموصل المقبلة وبدون مقدمات كل قيادات الحشد الشعبي صرحت بأنه يجب وضروري أن تشترك في معركة الموصل وأن عدم السماح لهم ستكون له عواقب وخيمة بل أن هادي العامري قال سنشترك في معركة تحرير الموصل شاء من شاء وأبى من أبى وهنا أحيي هذه الروح الاندفاعية لقيادات الحشد الذين وبكل صراحة الاتراك يريدون أستدراجهم للمشاركة في تحرير الموصل وحينها ستظهر عدة مجاميع استخبارية مدربة ومهيئة لمثل هذا اليوم وسترتكب مجازر ومذابح بحق أهل نينوى وستجد الاعلام العالمي يركز على الانتهاكات اللاأنسانية ضد المدنيين السنة وكيف قام جماعة الحشد الشيعي بمجازر تشبه مجازر رواندا وكوسوفو وغيرها وستنزل القوات التركية للموصل بحجة حماية السنة ومنع التغيير الديموغرافي في المدينة وسترتفع الاصوات التي تطالب بمحاكمة المجرمين الذين قاموا بالمجازر وطبعا هم وقادتهم وسيتدخل مجلس الامن وسينزل قوة دولية قد تكون القوات التركية جزء منها وبعدها سترتفع أصوات تطالب بالانفصال والبعض سيطالب بالانضمام لتركيا والانفصال عن الحكومة الشيعية في العراق وغيرها وهنا ستجد مجلس الامن ملزما بتنظيم أستفتاء لاهل نينوى وهل يريدون الانفصال كدولة أو الانضمام للدولة التركية .
هذه هي الحقيقة أيها السادة وهذا هو المخطط وقد لايصدقه أحد ولكنه حقيقي ومرتب ومدبر ولذلك تتذكروا الصحف الاميركية قبل عدة أشهر تتكلم عن أن المشكلة ليست في تحرير الموصل بل فيما سيجري بعد التحرير ولذلك تجدون التصعيد الاعلامي ضد مشاركة الحشد الشعبي في المعركة كي يقول من يقول لقد حذرنا وقلنا مرارا وتكرارا أن لاتسمحوا بمشاركة الحشد الشعبي ولكن لم يستمع لنا أحد وهذه هي النتيجة مذابح ومجازر بحق أهل الموصل السنة المساكين وهذا المخطط يذكرني بمن قام بأحراق الوزارات العراقية والمؤسسات الحكومية عام 2003 وماهي الجنسيات التي شاهدها العراقيون وهي تقوم بعمليات الحرق وغيرها من الامور الاستخبارية التي تقوم بها الاجهزة المعادية.
المطلوب الان زيادة الوعي وأتخاذ قرارات عقلانية بعيدة عن ردود الفعل الاستفزازية ونذهب لمجلس الامن الدولي لتقييم الموقف وأخذ ضمانات دولية أممية لوضع الموصل بعد تحريرها بل وأخذ ضمانات من أقليم كردستان بعدم التجاوز على حدود ماقبل حزيران 2014 وكذلك أتفاق القيادات العراقية السياسية العراقية على أن مستقبل العراق أهم من أطماعهم ونزواتهم السياسية ومغامراتهم التي لم تجلب للعراق طوال 13 سنة ألا الخراب والدم والدمار فهل أنتم سائرون بذلك بعيدا عن أجندات أيران وتركيا وأميركا؟
لننتظر ونرى ونراقب ماسيحصل علما وتذكروا هذه العبارة جيدا(أن ماسيحصل بعد تحرير الموصل لن يصدقه أحد ) والحمد لله رب العالمين وحمى الله العراق والعراقيين
مقالات اخرى للكاتب