Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الهيكل العظمي
الأحد, كانون الأول 11, 2016
لؤي زهرة

صديقي سيد حامد ، يحملُ مزايا كثيرةٌ ؛ لعلَّ مِنْ أهمها إنَّهُ يشبه ذلكَ الهيكلَ العظمي ؛ الموجود في مختبرِ درس الأحياء في مدرستنا ، عندما كنا في الثاني متوسط , لكني الى الان أجهل لماذا كان مدرسُ الأحياء يستخدم سيد حامد كبديلٍ عن ذلك الهيكل العظمي الموجود في داخل المختبر . ذات مرة طلبَ منه ان ينزعَ قميصه ليشرحَ لنا الهيكل العظمي على جسده العاري ، وراح يؤشر بمسطرته على عظمِ الترقوة والحجاب الحاجز وعظم القص والقفص الصدري ؛ والى الان اتذكر القفص الصدري كلما رأيتُ صديقي سيد حامد . ذات يوم وحين وصلنا الى الجهاز التناسلي غاب سيد حامد ؛ بحجة ان مدرس الأحياء سوف يستعين به لشرحِ ذلك الجهاز المعقد في جسم الانسان .

كَبُرَ حامد وكبرت طيبتهُ معه ، فلم يعد ذلك الهيكل العظمي المركون في زوايا مختبر الاحياء ؛ بل صار جسما متحركا من روح ودم ، ينبض في داخله حب الوطن والخير للجميع ، ففي عام 2003 وفي غمرة صفحة الحواسم ، سرقَ اللصوص أثار العراق ؛ فعلم صديقي السيد حامد بأن أشخاص قد سرقوا رُقم طينية وقطع أثرية ؛ فذهب وتفاوض معهم على شراء تلك اﻷثار ؛ وكان في وقتها قد أدخر مالا لشراء بيت صغير يقي نفسه وعائلته من حر الصيف وبرد الشتاء القارص ، فقرر أن يتنازل عن حلمه ويعيد تلك القطع اﻷثرية قبل أن يتم تهريبها خارج الوطن ، وفعلا أشترى تلك القطع بمبلغ عشرة مليون دينار و أعادها الى دائرة اﻷثار ؛ حتى أنه لم ينتظر كلمة شكرا واحدة على ما فعل فواجبه ، يفرض عليه ذلك . وكل ما فعلته دائرة الآثار ، انها اهدته كتاب شكر علقهُ في زاوية من زوايا محلهِ ؛ ويعتبره أعظم كنز ناله في حب الوطن .

بالأمس كنتُ مع صديقي سيد حامد في محلِ عملهِ ، واستذكرنا أيام الدراسة والفرق المسرحية التي كنا نعمل بها ، والتي اصبحت أثر بعد عين ، ولا أعرف كيف اقترحَ علي ان نمثلَ معاً مشهداً مسرحيا بدون ترتيب مسبق بعنوان « الاقطاع والفلاح «  ؛ وفعلاً بدأنا نمثلُ مشهدا ارتجالياً في وسط الشارع ، وقد كان الوقتُ ليلا – الشارع فارغ – وقام هو بتمثيل دور فلاح يحرث الأرض فدخلتُ عليه وبدون اي مقدمات قلت ُ له :- حامد اين الوارد ؟ قال لي :- اي وارد ؟ ! الا ترى الارض بور وها أنا ازرع بلا فائدة ، حتى الأرض ترفض ان تنتج زرعاً ، وها أنت ترى حالي من سيئ الى اسوأ ، وأنتَ تقف بسيفك المتسلط تجبرني على اخذ اتاوة مني . بدل ان تحاسبني ؛ حاسب الارض التي ترفض ان تنتج زرعا . ساعدني كي تعود الارض تطرح ثمراً ، سل الارض لماذا عجزت عن ان تطرح بركاتها ؟ وها أنت تدور حولي تطالبني بريع الارض ؛ وأنت ترى حالي لا يسرُّ عدو ولا صديق ؟.

فأخذت بتلابيبه ِ وخنقته وصرخت بوجهه بصوت عالي :- اليوم أحرقك ، انا لا افهم لماذا استغنت الارض عن طرح بركاتها ، فالذنب ذنبك لأنك لم تحسن العمل ، لا يهمني منك سوى الوارد الذي جئت من اجله ، سأبيعك ايها الهيكل العظمي بسوق الفزاعة لكي ترعب الطيور « وانسجمتُ مع المشهد فأخذتُ برقبته وصرخت ُ به « : أريد فلوسي ايها الفلاح التعيس . وفي هذه الأثناء مرَّ رجلٌ مستطرقا  ، فرآني وأنا في حاله متهسترة وقد اخذت بتلابيب سيد حامد ، فاراد ان يكون حاجزاً بيننا ،  لكني كنت قد تقمّصت الدور تماماً ، وسيد حامد « خربان ضحك « فقال الرجل عمي شكو شنو السالفة ؟ فقلتً له :- وانا لازالت في حالة متهسترة  – عمي اني اقطاعي وهذا فلاح عندي , قد أكل حقي ؛ كلما جئته على الوارد يقول لي الارض بور ويتحجج بهذه الحجج الواهية فهل تقبلها ؟! فما كان من الرجل ؛ إلاّ هزَّ بيديه قائلا ً :  عمي يا وارد ؟ ! يا اقطاع ؟! أنتوا  شجاي اتسولفون  ،بس مو ذنبكم ذنبي اني  صرت حاجوز بنص اثنين مجانين . ذهب الرجل الى حال سبيله ، وبقينا انا وصديقي حامد نضحك لمشهد ذلك الرجل ، الذي حاول ان يكون حاجزاً بيننا . لكن صديقي حامد بقي يضحك لأمر أخر ؛ فهو يقول والله حين أمسكت برقبتي ، تمنيت ان أبيع محلي وأعطيك وارد الارض حتى أتخلص من سطوتك أيها الاقطاعي .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37029
Total : 101