تنقل لنا بين حين واخر الصحف والمواقع الاجتماعية ووكالات الاخبار والمنظمات المختصة بشؤون الانسان وحقوقه من قبل بدء ما سميت بثورات الربيع العربي بسنوات ما يدور في الجزيرة العربية وما يتعرض له ابناؤها من اضطهاد ومضايقات روينية على جميع المستويات في الشوراع العامة والاسواق والمنتديات والمقاهي والنوادي الاجتماعية والرياضية ودور العبادة وغيرها حيث لا سلطة تعلو على سلطة شرطة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المصادرة لحريات الناس في شؤونهم واحوالهم الخاصة والعامة ولا نعرف اين ستنتهي مصادرة حريات مواطني الجزيرة العربية واين ستنتهي فتاوى الجهلاء التي تعبر عن مكنونات نفوسهم الغارقة بالجهل والتي لا تفرق بين البشر والحجر .
وكما نعرف لحد الان لم تحسم لدى هؤلاء شرعية قيادة المرأة للسيارة من عدمها ويصرون على ان المرأة ناقصة عقل ولا نعلم ماهي مصادرهم للتوصل الى ان المرأة عقلها ناقص وكيف ؟
وهناك مئات او الاف الفتاوى نجهل مصادرها او انها تعتمد على مصادر مضت عليها مئات السنين كتبت لاسباب واغراض بعضها معلومة واكثرها مجهولة تعتمد على اجتهادات وسعة مدارك مفتييها اذا صدقنا بحسن نواياهم .
واكثرها فتاوى واجتهادات عديمة الفائدة لا تمت لعصرنا بصلة وبعضها تدعو الى العنف والقصاص والانتقام والتفرقة ما الى ذلك من فتاوى خطيرة تهدد السلم الاجتماعي ، ومع تزايد اعداد المتعلمين في الجزيرة العربية واجادة استخدام وسائط الاتصالات الحديثة يبدو هؤلاء كانهم من كوكب اخر ليست لهم صلة بالواقع ولا يدركون اهمية او معنى الخصوصية او الحريات الشخصية وضرورة التعبير عن الرأي وقبول الاخر المختلف المنصوص عليها بايات قرانية واضحة او احاديث نبوية وسواها من المفاهيم التي وفرت وسائط نقلها اكتشافات الانسان وسعيه الدائم للمزيد من العلم والمعرفة منذ زمن الرسول الاعظم الذي حث على العلم والعمل وقدمهما على كل سعي اخر للانسان في الحياة .
فهل يعقل من كانوا على هذا المستوى من الجهل ان يلزموا المواطن بفتاويهم وجهلهم ؟
ليس لدينا نية ان نتابع كل ما يجري في الجزيرة العربية ولكن تكفي التقارير التي تصدر عن منظمات دولية معتبرة ورصينة عن اوضاعها الداخلية او ما يدونه المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي لندرك حقيقة الاوضاع السياسية والثقافية فنلاحظ بانهم في واد ومواطنوهم في واد اخر ولا نعلم من يلتزم بفتاوى هؤلاء سوى الجهلة والمتخلفين وعديمي التعليم الذين يبدون بانهم الاكثرية ،وتلام عليهم مؤسسات الدولة التربوية والتعليمية ،حتى يبدو كاننا ازاء مجتمع منقسم على نفسه وغارق في تناقضات مستعصية لا سبيل الى حلها في المستقبل القريب .
والمشكلة مع هؤلاء "المتدينون" ان هناك من يستمع الى فتاويهم وياخذ بها وكانها واجبة او ملزمة من خارج حدود الجزيرة العربية ، مما يوسع من دائرة تأثيرهم ويعقد مسألة التعامل معهم بشكل مباشر او غير مباشر ، فيشكلون خطرا داهما على مجتمع الجزيرة العربية والمجتمعات العربية والاسلامية .
مقالات اخرى للكاتب