انطلقت بالاونة الاخيرة دعوات وصيحات مبطنة ومنكرة من أن بلاء العالم ومصائبة هي من أمة القران وركيزتها وهم أبناء عدنان وقحطان ..هذة الدعوات ليست جديدة وانما هي نتاج تاريخ طويل من الدعوة للانسلاخ والعودة الى القدم ومنها ماجاء وتكرر في كتابات الاقدمين ومنهم ابن خلدون في ذم واستهجان بداوة وتخلف ووحشية العرب .
اليوم تتجدد الدعوات تحت عناوين جديدة فالشعوبية الجديدة تسمية تطلق على مصادر و تيارات العداء للوجود القومي العربي وهي المرحلة التاريخية الوسيطة ما بين القبلية و القومية.و بالرغم انها متقدمة على مفاهيم القبلية و لكنها تتراجع بحدود عن المرحلة القومية والاعتزازبثوابتها .
و الشعوبية كحركة سياسية هي محاولة بعض القوى السياسية لرجوع الشعوب التي كانت تسكن في بعض بقاع العرب الى أصولها الاثنية والقومية وهي محاولات فاشلة أيضا لأن هذة الشعوب ذابت وأنصهرت غلى مر التاريخ بالواقع الاجتماعي والتركيبي الجديد ولا وجود لها في الواقع.فلا يوجد في الوطن العربي حاليا و منذ قرون طويلة تلك الاقوام التى بادت وانتمت الى اقوام اخرى.
ان امة العرب بجميع اطيافها ومكوناتها هي العنوان الاسمى والاكبر والاشمل
ومن ينشط من منطلق شعوبي في الوطن العربي ويبحث حقيقة عن شعبه أو يأمل في بعثه؛إنما هو ينشط لأسباب أخرى ضد الأمة العربية و قضاياها القومية على وجه التحديد.و طبيعي أنه لا يستطيع أن يقول أنه يعمل لحساب أعداء الأمة العربية؛ فيصطنع لنفسه عنوانا لشعب منقرض يقول أنه ينتمي إليه كما لوكان مطلعا و واثقا من أن جينات الوراثة التي وصلت إليه من خلال تزاوج أجداده؛ و جداته قد بقيت منذ القرون التي سبقت لم تخالطها شعوب أخرى .
أن الشعوبية الجديدة هي أكثر خطورة على الأمة العربية من الكثير من الحركات المعادية ومنها الصهيونية و لربما نطلق على الشعوبية الجديدة اسما مناسبا هو(الصهاينة العرب) فالمنبع الفكري واحد والاهداف الخبثة واضحة وهو أحقية الشعوب التي كانت تقيم على أرض الوطن العربي قبل الفتح العربي الإسلامي؛في تحرير أرضها و استردادها.ويحق لنا الان ان نستهجن وان نعري من يريد سوء الظن وسوء العاقبة لعروبتنا وننبش قبور الدعوات المظللة لهم ، فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ الله أَعْمَالهمْ. وسيردون خائبين .
مقالات اخرى للكاتب