اشد مايعانيه اي مسؤول في اي منصب هو كيف سيحقق توازنا في العلاقات دون ان ينال منه مراقب او شامت او حاسد اذا لم يكن يؤمن بالنظام العادل والحكومة الوطنية والشعور بالمظلومية لفئات كبيرة وكثيرة تطفو بوضوح لكل خاطف نظرة وليس لمتامل او متابع مهتم واقسى مايعانيه المسؤول ان اغمض عينا عن حق ليملى جيبا للباطل فهنا سيقع في متناول الالسن الحداد وسيصبح اضحوكة في مجالس اللهو وكذا في مجالس الحزن الكثيرة لان الناس جبلوا على فطرة الله العادلة لذلك خلد التاريخ دوما فئات قد لاتجمع فكريااو منهجيا ولكنها عاشت حياة الزهد والتقشف والتواضع ولنرى ان عليا -ع- لم يبقي شيئا في بيت المال الاساواه بين الناس فورا وكثيرين هم القادة القدوة فمنهم غاندي وجيفارا ومارتن لوثر الثائر والسيد محمد باقر الصدر والزعيم عبد الكريم قاسم عاشوا حياة بسيطة وهم عظماء ولم يستبقوا شيئا يذكر بعد ذهابهم وهكذا خلدهم التاريخ ان الخلل يكمن في ماقاله الامام علي-ع- حينما سال عن اسباب التردي في المجتمع فقال ثلاثة 1-وضع الصغير مكان الكبير 2- ووضع الجاهل مكان العالم 3- ووضع التابع رئيسا او قائدا وهذا ليس نصا وانما المعنى ؟ اما مسؤولي الحكومة العراقية فنجدهم يتفننون بتفجر العواطف الشعبية والتباكي واشعار الاخرين بالمظلومية التاريخية او الحقد المقدس وقد يشاركون بالعزاء والمواكب انتسابا لعمق الماساة لاتباع اهل البيت -ع-ومن هنا يعتقدون بانهم يستطيعوا ضرب خصومهم بالعمق العقيدي الذي لايؤمنون به اصلا او منه يسخرون كثيرا في خلواتهم ؟ ان الثوابت في الشخصية السياسية هي ان يعمل بوضوح لاجلاء كل مايصنع حاجزا او حائلا بينه وبين المحكومين وتكون نظرية ليست انتقائية بل متساوية بدقه وشفافه تجاه مايعانيه المواطن ان الثورة التغييرية موجودة في بالعواطف كما انها مسجونة بجدار العقل والنفس الانسانية فان لم تشعر بها ايها المسؤول فلا تفجرها بتصرفاتك الغير مسؤولة لتتحول لبركان هائج يقتلع كل شيء فلا يبقي ولايذر ان الناقد لك محب يريد الاصلاح مؤمن يحب الخير لاسيما وان الاصوات الحرة مغيبة سياسيا نمت وازدهرت بالفقر والاضطهاد والنفي الخوف والتشريد والحرمان وانت تمسك تارة زمام الجيش او الامن او القضاء كي تحوله لواعظ يحكم شططا او شركات الحمايات كي تحقق نصرا وتجعل من تلكم المؤسسات معولا تهدم به الحرية بعد ان فشلت بحمايتها وتكمم صوتا بعد ان اعييت عن وطنيتك وما يستغرب حقا ان تصدر قرارات معيبة ومستهجنة تلوح و تخيف الناقد او الساخر السياسي كي يلجم بلجام القانون التابع للسلطان الجائر المستبد فيطل علينا قرارا جديدا من فبل القاضي المدعو عبد الستار البيرقدار يعاقب على كل كلمة تصدر او راي يقال هنا وهناك فلن يكتفى الحاكم بالسؤء وارتداء عباءة الصالحين
والهذيان باسم المذهب او الدين او القومية او التاريخ او الوقائع التي ننتمي لها وليس لنا علاقة بصناعتها خلافا اواتفاقا سيادة المسؤول ان كان للناقد اذنا فالمفروض لك اثنان وان كان له عينان فيقتضي ان يكون لك اربع كي ترى مالا يرى لا ان تمنع مايرى حين لم ترى او تغفل عن ما يرى ويراقب ان كلمات التراشق الاخوي اهون من ان نتراشق بالنيران وان نؤشر على الخلل افضل من التاشير عليك كعدو واما من يغلق فمه واذنه وعينه كي لايرى فهذا لن تراه في المواقف الساخنة ولن تدركه عند الحاجة اليه ان الكلمات سيادة المسؤول والصيحات المدوية هي من ينبهك لضرورة التوازن وتوحيد الصف والاحتفاظ بالثوابت الموضوعية التي ترضي رب العباد ثم ضميرك وعقلك بل فطرتك التي فطرك الله عليها وهناك دائرة التفكير الوهمي والخيال الصوفي فهي ان اصابت عقلك ايها المسؤول فانها عندذاك ستقزم اراءك امام الوطن وستسحق خيلائك امام الواقع ان التجربة القاسية التي مر بها بلدنا العراق وحالة المخاض التي لم تسقط ثمرة هي انما لانك لم تهز النخلة بل هرعت تهز الاشواك التي جرحتك وادمت الاخرين وايقضت كل افك وزور فسقط البلد بدوامة عنف وانت تطلق انهم يريدون ونحن نريد وهم كذلك يقولون ومن هذا السجال لم يربح احدا وخسر الكل رهان الخيول الجامحة التي خرجت عن مسارها ؟ ان المشروعية في الحكم هو ان تتوازن في سلوكياتك بل تتجلى في مواقفك العملية تجاه المشروع الوطني العراقي الحر والمشروع العربي الشقيق والاسلامي المعتدل والانساني الضروري لقد اثبتت التجارب ان الدعاوى العريضة في حب المجتمع وحب الدين وسمفونيات العزف المقدسة وحماية البلاد والعباد انما هي معزوفات يائسة تتكسر اوتارها امام اول فتنة او مواجهة بين اهواء المسؤول وشعاراته وهتافاته المبحوحة من جهة وبين الممارسات السلوكية تارة اخرى ان الشعب العراقي سئم الشعارات وبدلات العمل النفاقية للمسؤول الذي يرتديها زورا وهو في كل شهر يسرف اموال الضيافة 150 مليون دينار فقط الشاي والسكر ولكن الاعلام الماجور يصوره ملاكا يمشي على الارض فتعسا لامرء ادخله حبة للمال والشهوة في حضيض جهنم وساءت مستقرا قال تعالى ( والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )فاعظم صفة هي الحق وان نتواصى به ونذكره ولانخاف او نتالم منه وانه قدمه الله على الصبر والصبر اعظم صفة من صفات الانبياء والصديقين فالحق هو الصحافة الحرة الغير ماجورة ومحظوظ من كان صحفيا او كاتبا حرا يقاتل بقلمه فهو كلمة الحق واعظم الجهاد بوجه الظلمة والمستبدين كي يرجع الامور لنصابها وليعيد العراق جمجة العرب ومجد الاسلام والحضارة.
مقالات اخرى للكاتب