اللجنة الاولمبية العراقية التي نأت بنفسها عن ما يحصل لحال كرة القدم في العراق وكأن الامر لا يعنيها ووقفت كالمتفرج على النكسات التي تعرض لها منتخبنا الوطني (خوفا على اهتزاز كراسيهم) .. وبعد انتهاء حلم التأهل لنهائيات كأس العالم وحلول منتخبنا في المراتب الاخيرة للتصنيف الدولي وبعد خروج نخبة وطنية من نجوم لاعبينا والجماهير بتظاهرات عارمة سارعت الى عقد اجتماع مع اعضاء اتحاد الكرة ليخرج بقرارات مخجلة وكما يقال (تمخض الجمل فأولد فأرا) .
الحلول الترقيعية التي تمخض عنه اجتماع الاولمبية والاتحاد ليلة الاثنين جاءت لتدارك غضب الجماهير واللاعبين من المستوى المتدني الذي وصل اليه لعبة كرة القدم ولتجميل صورة اتحاد كرة القدم والابقاء عليهم وكأن ما حصل سببه المدرب شنيشل فقط والمشرفين على المنتخبات وليس سوء ادارة الاتحاد واعضائه الذين يجهلون الف باء الرياضة .. وكأن المدرب الاجنبي سيحل كل الاخطاء .. ولماذا في هذا الوقت بعد انتهاء كل شيء .!!؟ .
اقالة شنيشل والغاء المشرفين ليس هو السبب الوحيد في انهيار كرة القدم بل ان ادارة اتحاد الكرة التي لا تملك أي رؤية مستقبلية ولا عملية في تطوير الكرة في البلاد هم من اول الاسباب في احتضار كرة القدم حيث جل ما رأينا ان اعضاء الاتحاد همهم الاول والاخير السفر ضمن الوفود والظهور الاعلامي .
كان الاجدر برئيس واعضاء اللجنة الاولمبية ان يشيروا وبكل وضوح الى اتحاد الكرة بأنهم الجزء الاكبر من الاخفاقات التي تعرض لها لعبة كرة القدم وخصوصا منتخبنا الوطني وتحميلهم المسؤولية على ذلك .. فالذي اختار المدرب شنيشل هو الاتحاد واصر على بقاءه الى ان انتهى كل شيء (ولا اريد ان اخوض في غمار ما سبق) ولم يتم أي معالجة من قبل الاتحاد الذي بقى ساكن لا يتحرك وسط الاهوال التي تعرض لها منتخبنا ..
أقالة الكادر التدريبي هو لتجميل صورة الاتحاد وتكميم افواه المتظاهرين .. اما ما قيل ان هناك قرارات سوف تتخذ فأن الشعب العراقي يعرف كلمة (سوف) فهي تعني بـ(المشمش) وهذه الكلمة سأم منها العراقيون .. ان تسارع اللجنة الاولمبية في هذا الوقت بعد خروج التظاهرات ما هي الا لنجدة اخوانهم في الاتحاد (فهم في الهوى سوى) والحلول الترقيعية ما هي الا ذر الرماد في عيون الجماهير واللاعبين الوطنيين المخلصين .
للاسف ان يصل الفساد والخراب الى جسم الرياضة فالكل يعمل تحت شعار (شيلني واشيلك) من اجل حفنة دولارات وحب الكراسي والمناصب .. مع الابقاء على اتحاد الكرة فنقول وداعا لاي انجاز كروي قادم وهيهات ان نرى أي فوز يثلج الصدور .
مقالات اخرى للكاتب