ما حدث يوم الخميس الماضي في مجلس النواب هو دق آخر مسمار في نعش الاصلاحات ومحاربة الفساد وتغيير الوضع المتردي ... نعم لقد صوت مجلس النواب بسحب البساط من تحت الاصلاح وايقاف عجلة النزاهة ... سحب الثقة من وزير الدفاع هو بمثابة الكارت الاصفر الذي وجهه مجلس النواب الى كل من يريد كشف المستور وكشف الفاسدين والمتلاعبين بثروات وخيرات العراق ... اقالة العبيدي هو الانذار (شديد اللهجة!!) من البرلمان لمن يريد شق صفوف المتآمرين والعاقدين الصفقات وممن يتخلون عن مبدأ (طمطملي واطمطملك) ..
لقد سارع البرلمان (ولاول مرة) الى اقالة وزير الدفاع وذلك من اجل حفظ ماء وجهه وعدم افتضاح امره وكشف الفساد المستشري وشبهات عقد الصفقات فيما بينهم وتبادل المنافع ونهب الخيرات .. نعم ان ما حدث في البرلمان يوم الخميس كانت بمثابة توجيه ضربة موجعة لتطلعات الشعب العراقي الذي اثلج صدره وزير الدفاع بأقواله وما كشفه من عقد صفقات مشبوهة وسيل من الفساد الجارف .. واثبت البرلمان ان خلافاتهم امام وسائل الاعلام ما هي الا ذر الرماد في العيون ولانهم (حبايب) خلف كوليس البرلمان المظلمة وتبادل المنافع على رؤوس العراقيين .
جبهة الاصلاح التي هلهلت لهذا القرار وسارعت لدعم رئيس مجلس النواب الذي اتهمه وزير الدفاع وتناست هذه الجبهة المبدأ الذي تشكلت من اجله وهي اقالة الرئاسات الثلاث وتناست ايام الاعتصامات .. فهل اثبت الدولار دوره الفعال في هذا .!!؟ .. (حيث ان اغلب اعضاء جبهة الاصلاح صرحوا ايام اعتصامهم انهم تلقوا اغراءات بملايين الدولارات من اجل التخلي عن فكرة الاعتصام واقالة الرئاسات الثلاث ) .. اين ثورة الاصلاح والتغيير الذي نادوا به جبهة الاصلاح وهل بدل اقالة الرئاسات الى اقالة من يكشف الفساد ..!!!؟
سؤالي الى جبهة الاصلاح خصوصا والبرلمان عموما .. الم تصوتوا في مجلسكم بعدم قناعتكم بأجوبة وزير المالية السيد هوشيار زيباري خلال استجوابه فهل سوف تسحبون الثقة عنه وتقيلوه من منصبه ..؟ .. انا اتحداكم جميعا ان تقيلوه لان وراءه كتلة كلكم تتملقون اليها .
ان صوت العبيدي في البرلمان كان كزئير الاسد الذي يهز الغابة .. فقد وقف وبكل شموخ وهو يتهم رئيس السلطة تشريعية بعدة قضايا فساد بمعية نواب آخرين وتجار غير ابه بالعيون التي ترمقه .. لقد كان وزير الدفاع واثقا من نفسه ومن شعبه فقال ما قال ونال ثقة الشعب .. واذا خسر العبيدي منصبا فقد فاز بشعب وبتاريخ سوف بذكره الى الابد .. خسر العبيدي ثقة البرلمان وربح قلوب وثقة الشعب العراقي .
مقالات اخرى للكاتب