أحسن شعبنا اختيار من يتوسم فيهم النزاهة المسؤولة، مقصيا النفعيين، خلال انتخابات مجالس المحافظات التي ظهرت نتائجها قبل ايام.
لذا خسر اولياء رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي انكشفت صفحته للقاصي والداني.. فسادا واهمالا للخدمات وتنكرا لوعود ما زال يقطعها ظنا بان الشعب مغفل، دأبا على غفلة الطاغية المقبور صدام حسين، الذي راهن على استغفال الشعب ومن لا يستغفل يجبره على ان يتغافل؛ ما وضع المالكي على اول الطريق المؤدي على الحفرة التي لمت الطاغية، يوم ضاقت من حوله الدنيا بما رحبت.
بدليل هبطت مقاعده في مجالس المحافظات من مائة وخمسة وخمسين مقعدا، في آخر دورة، الى ثمانية عشر مقعدا في الانتخابات الحالية.
اليس هذا اول طريق نهاية المالكي، وهي نهاية الفساد.. بالترادف المتوالي، كحتمية؛ جراء ارتباط الاول بالثاني.. سببا ونتيجة.. حانت نهاية الفساد، ليس لان (دكايك) المزيفين انكشفت.. فقط، انما لأن الشعب العراقي وعى اللعبة، وهو شعب المعي لماح جسور فاعل ينفذ ما يفكر به مقتدرا من ذلك حد الاعجاز؛ لذا قطع الطريق وسد السبل واحتوى الخدع يفندها ساخر من الفذلكات اللغوية بالرد العملي الناجز.
وكل هذا تعزز بالتوعد الايجابي من لدن سماحة السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر، للفائزين من كتليتيهما، بالويل والثبور اذا حادوا عن سبيل الحق النزيه الى التواءات الفساد الباطلة.
"فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
الحكيم والصدر ينتشلان شعبا غارقا في العذاب، من خراب حروب وحصار الطاغية، مرورا بارهاب القاعدة والبعث، انتهاءً بفساد الحكومة الحالية، التي حطت رحالها، واضعة اوزار اثمها على نفسها؛ إذ تأمر مترفوها ففسقوا فـ... حق عليها القول.
انهما.. الحكيم والصدر يضعان بداية النهاية لعهد الفساد، باقصاء اتباع الطاغوت الديمقراطي الجديد، الذي قفز على الاحداث التواء الى النفعية الذاتية والفئوية على حساب المصلحة العامة ونهوض البلد.
برغم رهان المالكي بكل ثقل الحكومة التي يترأسها، وضغطه على الجيش والشرطة، الا ان ارادة الشعب قهرت تلويحات العصا المكسورة، منذ هرب الطاغية الاكبر مفسحا المجال لطغاة صغار يجربون؛ فيجدون انفسهم اقزاما مهرجين، لا يتحلون بكارزما السلطة وقوة حضورها.
اطاحت صناديق الاقتراع بالمكذبين الذين لم يجدِ التزييف نفعاً بعد انكشاف خدعتهم وافتضاح امرهم، عقب دورتين، انشغلت خلالهما الحكومة بتدعيم ارصدة اتباعها، تاركة العراق يتأخر عن لملمة جراحه لاعادة بناء الذات التي انسفحت جراء تفريط الطاغية بالشعب والتهام المالكي لثروات العراق! تواليا من ديكتاتورية الى تفرد، ودولاب الدم يدور ناعورا بين عهدين.
حل عهد جديد يكفله توجيه الحكيم والصدر خطابين الى الفائزين من كتلتيهما، بانهم لن يلقوا تسامحا اذا حادوا عن السبيل، الا هل بلغت.. اللهم فاشهد!؟
الكل فائزون ما عدا المالكي ومن ربط مصيره.. انتفاعا.. بخدعة القوة الظاهرة الجوفاء، من دون عمق ممتلئ.. فاز الحكيم والصدر والجعفري والفضيلة وآخرون، في حين خسر المالكي لأنه اوتي ملكا فلم يحسن سياسته... والشعب لن ينتخب مفسدين، انما اختار من يتوسم بهم النزاهة، ورؤساء كتلهم يقومون اداءهم بالتذكير دائما: كونوا اقوى من المغريات تقربا لله والناس والوطن والضمير، مهتدين بـ (درة) عمر بن الخطاب و(ذو الفقار) علي.