دَشَن عولمة تليق برثاثته الأخلاقية ، منذ سنوات الحصار وإلى ما بعد الآن ، ،جعلنا هذا التاجر الرث نلعن بعض دول العالم ،فهو يختار البضائع الرديئة ، منها ويبيعها لنا، بسعر البضائع الجيدة..وتفشّى هذا النموذج التجاري الرث في كافة جوانب حياتنا العراقية ومنها الأدب فصارت الكتابة ،بتوقيت الموضة الأدبية ، وقانون العرض والطلب في سوق المطابع / المطابخ ، إلتقط الكنغر العراقي : الخاطرة العادية ، من تنضيدها الأفقي ،ونضدّها كقصيدة نثر!! ، وتوالت الخواطر وصارت إجناسيتها المدوّنة على المطبوع : شعر !! ،وتنوعت الرثاثة الثقافية ولم تقتصر على ((الخاطرة الشعرية )) بل إنتهكت حرمة السرد !! وإستبق النشامى الأماجد،على تخصيب هذه النصوص الحداثية ،!! والهولاء لايهمهم النص بل الشخص أو ،،الشخصة ،، وتحولت الخواطر التي كانت لاتتجاوز (بريد القراء) في مجلات أيام زمان إلى نصوص تقام لها الجلسات ويكون عدد الواقفين أكثر من الجالسين والجالسات ، وتوالت الكلمات الإحتفائية النقدية مِن أشخاص اصبحوا يصدروّن فتاوى ثقافية مضحكة !! ، وهؤلاء الاشخاص قلما نجدهم يشاركون في الانشطة الثقافية ..لكن كما قالت العرب (لأمر ما جدع قصير أنفه ) ..وهكذا أصبحت الاصدارات تعتمد على قوتك المالية لا على قواك الإبداعية ،وعلى (عشيرتك التقنية ) واصبح العقد الإجتماعي هو (شيلني وأشيلك ) أكتب عني وأكتب عنك ..أو.. (أقوم لك بالواجب )!! ..وأنت أيها المؤلف : فخخ كتابك بجرائم داعش والانفجارات وماجرى في سنجار وسبايكر وسامراء والفلوجة ..وووو وأكتب بلغة السوق وأستعن بأرباب السوابق الذين لوثوا الأدب كما لوثوا حياتنا وهم يطبخون نصوصهم على( لهيب المعركة) يومها كانوا يلبسون المرّقط ويتنزهون في المواقع الخلفية .. أكتب وأكتب .. ..أكتب وضمّن كتابك تغريدات تويتر ومشتقاته ورسائل الموبايل وبالطريقة هذه تضمن كرسيك في مرحلة ما بعد الحداثة ، وليكتب أحد العمالقة على قفا كتابك ..لاتهتم باللغة أكتب (لاكن ) و(لم تبقى) و(أرمي ) وأرفع وأنصب ، كما تشاء ، وأجعل السرد باللغة العامية كما هو الحال في هذا النوع الطارىء في الروايات المصرية والمغربية الذي ظهر في الآونة الاخيرة : رواية باللهجة العامية ..وهي فرصتك الاعلامية وغير الاعلامية.. وإذا حاورك أحدهم وقال لك : ماهو آخر كتاب قرأته ؟ لاتتردد وأجبه : أنا أقرأ الواقع الميداني وبالتالي أقوم بكتابة ما أراه من على شاشة التلفزيون ..أو مايصلني على صفحتي في الفيس ..كن شجاعا ، لاتكترث لهذه القلة النوعية من الادباء الذين يكدحون في الحياة والكتابة ولاعليك بالاديبات العراقيات الكادحات اللواتي يعشن الحدث ،و يكتبن أوجاع العراق ..لا تكترث ، المجتمع يحتاجك أنت ، فأنت متعدد المواهب : قاص ..روائي ..مذيع ..صحافي..أسلامي ..علماني ..ناقد تشيكلي ..لاعب كرة قدم ..ممثل مسرحي ..بالمختصر المفيد (أنت كلشي وكلاشي ) .فأنت وذلك التاجر من الأولاد الشرعيين للسياسي اللاعراقي المتنفّذ بمصير العراق ،الذي لايتوقف عن النهب والسلب والكلام عن المظلومية !!
مقالات اخرى للكاتب