اطال الله بعمر معلمتي ست انتصار ان كانت فوق التراب والرحمة لروحها ان كانت تحته عندما اغرورقت عيني وانا ادخل صف الاول الابتدائي عنوة من قبل امي وتوديعها لي وتركتني وحيدا احتضنتني تلك الست وطمانتني لتخفف عني وحشتي, تحية الاسلام----السلااااااااام عليكم-كانت هذه اولى العبارات التي علمتنا اياها ست انتصار باسلوب تلقيني اذ تقولها ونكررها بعدها لاكثر من مرة كما وجهتنا بقول هذه المقولة لكل افراد اسرتنا وكل من نصادفه ان كان قريبا او غريبا وها نحن اليوم وبعد سنين طوال نرددها بطريقة ببغاوية دون تفهم وتمعن بالمعنى, لقد خامرني الشك بجدوى هذه العبارة وقدرتها على اشاعة روح الامان والسلام بين الناس (المسلمين خاصة)فمن تلقي عليه السلام اليوم قد يقتلك غدا , والدليل وبرغم تردادنا لتلك التحية بكرة واصيلا ترانا نقتل اناء الليل واطراف النهار, وبعدما تخليت عن تحية الاسلام واستبدلتها بصباح الخير صباحا ومساء الخير مساء واجهة ابشع المعارضة من قبل من يدعون التأسلم والتدين ناصحيني بقول السلام عليكم كونها تحية الاسلام , وبما ان السلام عليكم وصباح الخير لم يدفعان شرا ولم يجلبن خيرا فقد الجأ الى مرحبا لحسم القضية عسى ان تطيب الخواطر وترطب النفوس, غدا القتل والتخريب والدمار عنوانا لامتنا وبات التسامح والسلام والمحبة في غياهب النسيان لما هذه البشاعة لما هذه الفضاعة دماء واغتصاب وفتك بالحرث والنسل , الاسلام من السلام والاشتقاق جلي للعيان لكن ما عاد هذا الامر يروق للبعض ممن اوغلوا في انفاق الظلام وتمترسوا خلف تلال البغض والعداء حتى صار القتل ديدنهم والجهل نهجهم, فالسلام قبل ان يكون شعار هو شعور يستوطن النفس ويشذب اشواكها وما ان ينبع من الوجدان حتى يشيع الامان بين تفاعلات الانسان مع اخيه الانسان , لقد استغرقت المسيرة التاريخية للانسانية الاف السنين , كانت مسيرة شاقة بكل المقاييس ومن خلال الخبرات التراكمية للبشر ونزوعهم الفطري الى الارتقاء والتطور استطاعوا ان يشرعوا القوانين لتنظم حياتهم وممارساتهم وتحررهم من عقد التنازع والصراع كما سلكوا طريق البحث العلمي بغية التصدي للتحديات التي تواجه عيشهم وبقاءهم وبعد هذه الرحلة التطورية نرى اليوم اناس تسعى الى السير نحو الوراء قافزة على كل الانجازات المتحققة تهوى الصحراء وتنبذ التمدن والارتقاء نجن في ازمة حقيقية امام هذه الفئات فيتوجب علينا ان نحمي مكتسباتنا الانسانية ونصون حقوقنا ونضحي بالغالي والنفيس من اجل رفعة وجودنا ومستقبل اجيالنا.
مقالات اخرى للكاتب