في برنامج بالحرف الواحد الذي يقدمه السيد احمد طلال والذي غالبا مايؤشر عليه انسياقه وميله مع السلطة وهذا ليس اتهام من عندي بل من بعض ضيوفه حينما داعبوه بانه من كتلة دولة القانون ، ارسل احد المواطنين رسالة على الفيسبوك يسأل فيها عن الانجازات التي قدمتها مجالس المحافظات السبقة بقيادة دولة القانون ، وكنا ننظر من الفتلاوي توضيح او تعدد الانجازات مدافعة ومنافحة عن كتلتها كما هو السائد في النظم الديمقراطية ، لكن بدلا من ذلك انبرت السيدة الفتلاوي بازدراء استفهام المواطن والمشاهدين لتخصمها بكلمة واحدة بان هنالك من هو مقتنع بكتلة القانون فينتخبها واما انت غير المقتنع فلا تنتخبها....
يبدو ان السيدة النائبة ومن على شاكلتها من ساسة اليوم الذين ابتلانا الله بهم لازالوا يدورون في فلك الثقافة الفرعونية ومشتقاتها الديكتاتورية ، ولم تعرف السيدة النائبة ان المقتنع او غير المقتنع هو مواطن من حقه ان يسأل ويستفهم بل ويستجوب المسؤول ، فالسيادة الحقيقية في النظام الديمقراطي هي للمواطن حصرا ولذا نجد التفنن في اساليب التوسل من قبل الساسة لكسب صوت المواطن ورضاه في الانتخابات وغيرها من المواقف ، لكن ما يتمخض عن رد النائبة مؤشر عن اتكاء النائبة والطبقة السياسية بالاعم الاغلب على تخلف وجهل المجتمع العراقي الذي ورث ثقافة القطيع من حقبة ولت وتراث تاريخي مظلم ، وهذا التوجه لانجده فقط لدى النائبة بل عند الكتل السياسية جميعا وخصوصا عند قادة الكتل الذين يسمونها رئيسية ، فهاهو السيد المالكي يطالب بتغيير قانون الانتخابات الذي ادخل بعض القوائم غير تلك المتحكمة منذ سقوط الطاغية ، وكانت حجته هي عدم التشظي لكي لايتولد مجلس محافظة ضعيف او مجلس نواب ضعيف ، والحقيقة ان السبب – من باب سوء الظن المشروع بحقهم – هو خشيتهم من ولادة قوائم جديدة تستطيع طرح مشاريع ومناهج ورؤى اكثر عملية ووطنية من ما الفناه منهم ، بل استطيع ان ازعم ان خشيتهم الاكبر ان تأتي قوائم وشخصيات نزيهة تفضح حجم الفساد وسرقة المال العام الذي يضطلع به المسؤول القادم من الكتل التي تسمى كبيرة ، والا ان نعتقد ان الكتل السياسية الكبيرة غير مسؤولة عن طوفان الفساد الذي حل بالعراق فهذا من الهراء والغباء المحكم ، بل على انتشار الفساد وغياب القانون هي هذه الكتل التي تسمى كبيرة دون غيرها وعلى الاقل من قاعدة اذا كان رب الدار بالدف ناقر....
نعم اننا بحاجة الى ظهور كتل سياسية ذات رؤى وطنية وشخصيات نزيهة بدلا من هذه الكتل التي ولدت من رحم الطائفية البغيضة ، فالطائفية التي نجدها حاضرة كثيرا في خطاب ممثلي هذه الكتل وخصوصا في ايام الانتخابات – للتأكد مراجعة اللقاءات التلفيزيزنية للنواب والساسة اثناء الانتخابات ويكتفى بطروحات السيدة الفتلاوي حينها - دفعنا ولازلنا ندفع ثمنا غاليا من الدماء والمعاناة ، وبعد التجربة التي خضناها خلال عشر هذه السنوات من الحماقة ان نظن ان الكتل التي تسمى كبيرة ستنهج المنهج الوطني قابل الايام...
اتمنى مخلصا ان يتم اقصاء قائمة دولة القانون من تسلم اي منصب في مجالس المحافظات الراهنة ، وامنيتي هذه ليست عداء لدولة القانون ومحبة للقوائم المنافسة بل ليقيني ان الكتل المنافسة سوف تقدم افضل الخدمات للمحافظات وليس حبا بالمحافظة بل لاجل ان يتم كسب اكثر الاصوات في الانتخابات البرلمانية القادمة بدلا من دولة القانون المتكئة على ثقافة القطيع والطاعة التي لازال شعبنا يعيشها ، وسواء فاز شعيط او معيط بل حتى لو فاز جرار الخيط فلايهمنا ذلك بقدر مايهمنا خدمات افضل ونزاهة وعدالة تقدم لنا...
وكلمة اخيرة للسيدة النائبة : ان اي مواطن من حقه ان يسأل ويستفهم ويستجوب المسؤول سواء كان تنفيذي او تشريعي وبغض النظر من انتخاب المواطن لهذا المسؤول من عدمه ، ولابد من احترام المواطن والاجابة عن سؤاله بجواب حلي وليس نقضي...
مقالات اخرى للكاتب