عندما تمر أمة بمحنة تتجه أنظارها لمن سلمته راية قيادتها ,وفوضته أمرها.ومن هذا الباب أعطت الأمة أصواتها بشكلٍ وبآخر لمن سموهم نواباً عنهم ليشكلوا مجلساً سموه مجلس النواب.وسلموه الراية .وهذا ما حصل في عراق ما بعد التغيير.
ولكن الأمور سارت عكس ما تمناه الناس وتأملوه فقد خذلهم هذا المجلس أيّما خذلان .فلم يلبِ هذا المجلس أي طلب للشعب. ولم يقضِ له حاجة .فلم يعدل دستوراً ولم يشرع أي قانون مهم يحل مشكلة ,سوى رواتب أعضائه ومخصصاتهم وتقاعدهم وإمتيازاتهم,رغم رؤى المرجعية والشعب ببطلانها.
لم يحل هذا المجلس أي مشكلة. ولم يجد حلاً لأي أزمة .بل هو مَرْكَزُ دراسات لأفتعال الأزمات وموقد نار للفتن. والشعب صابر منتظر صحوة ضمير لهذه المجاميع البائسة الفرحة المستبشرة بما يصيب الأمة من بلاء, في الأمن والأستقرار, وما وصل إليه الحال.ولا أدري أي مجوِّزٍ يُجَوِّز لهم هذا ؟وأي مسوِّغٍ يعتمدون .لكنهم إستصغروا الشعب ولم يأخذوه بعين الأعتبار. ولم يحسبوا له أي حسباناً .لأنهم كما يبدو أمنوا عقوبة الشعب لهم على هذه الأفعال. ولكن هل يأمنوا عقوبة الله أم إنهم لا يعرفون أين الله؟.بعد أن فقدوا الضمير والعقل والأيمان.
كل هذا والشعب صابر. ولكن ما حصل اليوم الخميس 12/6/2014 أمر مهول ولا يصدق.عندما لم يكتمل النصاب لحضور جلسة مناقشةٍ ودراسةٍ لأيجاد حلٍ للوضع الأمني المتدهور, والنظر بطلب الحكومة إعلان حالة الطوارئ.فلماذا الهروب كالنعامة عندما تدفن رأسها في التراب؟ لماذابقيَّ الأعضاء جالسين في الكافتريا والوطن في مهب الريح.هل يخافون المواجهة مع المسؤول؟إن كانوا ضد هذا الأمر لماذا لم يحضروا ويعلنوا هذا صراحة نهاراً جهاراً ويطرحوا الحل البديل؟ويحاسبوا دولة رئيس الوزراء إن كان مقصراً ,فيقيلوه أو يسحبوا الثقة منه؟أم إن هذا أمرٌ مبيتٌ بليلٍ مدلهم لتدمير العراق وهَلَكَةِ شعبه .وهم آلة التدمير والفناء. بعد أن قبض الرؤوس الثمن مِمَّنْ دَفع .فهل ياترى يستحق هذا المجلس أن نسميه مجلس نواب؟ أم نبدل حرف النون من كلمة نواب بحرف الدال؟ وقد نظلم الدواب ؟فأي حرف ياترى أشرف النون أم الدال ؟سؤال أوجهه لدهاقنة اللغة وفقهائها وأظن أن حرف النون لو نطق لأستحى منهم وتورى خجلاً بعد أن فقدوا الخجل.