رغم ان العراق هذه الايام يعيش نشوة نجاح منتخب الشباب لكرة القدم بعد وصوله الى نصف نهائي كاس العالم للشباب في البطولة المقامة في تركيا في أفضل انجاز شبابي الا ان هذا الوصول لا يعني ان العراق سيكون بطلا لكاس العالم في بطولة البرازيل صيف العام المقبل ولا يعني ان العراق يسير باتجاه النجاح في مجالات كرة القدم والأعمار والخدمات والصحة والتعليم ولا يعني إننا بدأنا نحصد نجاحنا في مجالات الإعداد والتخطيط والاستقرار انما يمكن اعتبار ما حدث حالة عابرة يمكن ان تتكرر كل (20 او 30) عاما او لا تتكر الا بعد قرون خاصة اذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من فوضى وقتل وتكريس لسلطة الشخص والحزب الواحد،ومثل هذه الفوضى وضعف سلطة الدولة وانعدام الخدمات والمخاوف هي من جعلت العراق يحصل على المركز ال(11) عالميا كدولة فاشلة من بين (178) دولة في التقرير المشترك الذي اعده الصندوق من اجل السلام ومجلة السياسة الخارجية الامريكية (foreign policy). ويعرف التقرير الدولة الفاشلة على أنها الدولة التي لا يمكنها السيطرة على أراضيها وعادة ما تلجأ الى القوة وتفشل حكومتها في اتخاذ قرارات مؤثرة اضافة إلى عدم قدرتها على توفير الخدمات لأبناء شعبها وتشهد معدلات فساد وجريمة مرتفعة. ورغم ان العراق حقق تقدما ملحوظا في ترتيب الدول الفاشلة منذ عام 2007 وحتى يومنا هذا لانه كان قد حصل على المركز الثاني في تلك السنة خلف الصومال الا انه لا زال اسوء من دول مثل جيبوتي وارتيريا واثيوبيا وحتى ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى والانفلات لان وقوفه في المركز ال (11) خلف الصومال وافغانستان وباكستان واليمن والسودان وجنوب السودان ودول متهالكة وبائسة امر محزن ويدعو الى التفكر والمراجعة. واستمرار العراق في ركب الدول الفاشلة يعني ان اجراءات الحكومة في الاصلاح والتغيير لم تكن حقيقية وهذا الامر ليس خافيا على احد وقد يكون التقرير قد جامل العراق ووضعه في هذا المركز المرموق خلف دول لا تعاني ما يعانيه العراق وشعبه من قتل وتدمير وتهجير وغياب تام للامن والخدمات حاصة وان العراق اشيه ما يعيش بحرب طائفية. ان على الحكومة الوقوف امام هذا التقرير لانه لا يشرف احدا ان يكون قائدا لبلد يصنف ضمن اسوء الدول الفاشلة الا اذا كان هذا الشخص ومن معه تنطبق عليهم هذه المواصفات.. وكم سيكون جميلا لو ان هؤلاء الرجال يصنفون كقادة حقيقين عندما يتمكنون من اخراج العراق من الدول الفاشلة السيئة الى الدول الناجحة ومثل هذا الامر مستبعد في حكومة السيد المالكي لانها فشلت على مدار سبع سنوات من اخراج العراق من الدول السيئة فهل سيكون بامكانها اخراج العراق من هذا السوء خلال اشهر معدودة؟.
مقالات اخرى للكاتب