إنَّ لله في العراقِ شأناً ، مقولة طالما إستهوتني ، سمعتها من داعية عراقي إسلامي كبير في علمه وإعتداله ومنهجه ، كان ولازال يعتقد أنه يستطيع توحيد المسلمين تحت شعار (لا إله إلّا الله) ، ويرى أن الله تعالى إختص العراق بخصوصية تجعله متفائلاً له بمستقبل زاهر وعظيم ، بل يعتقد جازماً أن هذا البلد سيعود منارة عالمية للعلم والادب والثقافة والفن ، كما كان على مدى قرون طويلة .
فعندما يَخْتَصّ خالق الكون هذه الأرض لتكون مهبط أول إنسان خلقه . . . يعقبه وعلى نفس الارض تعاقب الانبياء والرسل ولادةً او مروراً او قبوراً، تصبح بعدها مَزاراً لأضرحة آل بيت النبوّة الاطهار ، ويختمها سبحانه لتكون إنطلاقة ظهور عهد منقذ البشرية الامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف ، فهو بالتأكيد شيئ يستحق ان نتوقف عنده ، لنقول فعلاً ، ان لله في هذه الأرض شأناً ليختصها بهذه الخصوصية .
فهذه الارض فوق أكبر بحار الثروة من النفط والغاز والمعادن ، وقال عنها الله جل جلاله في حديثه القدسي لنبيه ابراهيم عندما دعى على اهل العراق حين ألقوه بالنار ، (لاتَدْعوا على أهل العراق ، ففيهم وضعت خزائن ملكي) ، وكانت مركز إشعاع العلم والمعرفة والثقافة والفن لألف سنة ، وتقاتلت عليها الجيوش العظيمة ، في محاولة للسيطرة عليها لتكون جزءاً من إمبراطورياتها ، فهل كل هذا مجاملة من خالق الكون ، او جهل ورعونة إمبراطوريات حكمت الدنيا ، او صدفة وحظ .
هو بالتأكيد إرادة إلهية عظيمة إختص بها هذه الأرض ، ولذلك لن يتخلى الله تعالى عنها ، لتكون مزبلة للحاضر ، او مقبرة للتاريخ ، تضيع بين مُهاترات ومؤامرات ومخططات العملاء واللصوص ، يعاني أهلها مر العذاب ، ممن لم يتّقي الله فيهم وفي نفسه .
علينا أن نكون متفائلين كما أوصانا نبيّنا الكريم ، فالعراقيون المؤمنون متفائلون ، رغم ماتمر به هذه الارض وشعبها اليوم من إخفاقات مجتمعية وسياسية وإقتصادية وأمنية ، لكن بالتأكيد ستبقى عين الله ترعاها وترعى أهلها لا لسبب سوى . . .
أن لله شأناً في هذه الأرض .
والله من وراء القصد .