بالطبع الجميع يعرف سوق عكاظ فهو غني عن التعريف، وقد سمِّي بهذا الأسم لأن العرب أنذاك كانت تلتقي أو بالأحرى تجتمع فيه فيتعاكظون، أي يتفاخرون ويتناشدون. وعكاظ كان يعتبر موسماً من مواسم الحجِّ عند العرب في الجاهليَّة، يسبق الوقوف بعرفة، ولأجل هذا التجمُّع الكبير لهؤلاء الحجَّاج، أستغلَّ سوقًا أدبيًّا وتجاريًّا فكانوا يذهبون إليْه قبل منى. وبما إننا اليوم وبفضل وحنكة حكومتنا ومستشاريها وسياسيينا ونوابنا، وبفضل كل من يحب العراق وأهله رجعنا قروناً إلى الوراء وتحديداً إلى العصر الجاهلي، فقد أستغل مولانا الخليفة أبو بكر البغدادي (حفظه الله ورعاه) هذا الأمر ليعلن لزبائنه الكرام عفواً (لإتباعه ورعيته) عن إفتتاح سوق عكاظ، تحت شعار (من العصر الحديث إلى العصر الجاهلي ... سوق عكاظ يعود من جديد)، والذي سيكون موقعه في منطقة سوق )السرجخانة( في مدينة الموصل (سابقاً) أيام العصر الحديث، وولاية الموصل (حديثاً)، كما وأعلن الخليفة أنه سيستمر فتح السوق لمدة عشرون يوماً كما كان عليه الحال في أيامه، أي أنَّه يبدأ في أوَّل شهر ذي القعْدة إلى العشرين منه، وسيكون السوق معرضاً لكل البضائع المادية والأدبية، فالمادية منها ستكون ماتم تسلبيهُ ومصادرتهُ وكسبهُ من غنائم من قبل الخليفة (حفظه الله) وجماعته من مقاتلي المغول وأحفاد هولاكو من حاجيات ومقتنيات وممتلكات ودور الكفار من المسيحيين والشيعة والأيزيديين من سلع متنوعة كأجهزة التلفاز الحديثة والأجهزة الكهربائية والمصوغات وأجهزة الهاتف النقال بأنواعها، إضافةً إلى بعض الأبل والبعران والتي تم جلبها من المناطق المجاورة لتطعيم بضائع السوق، كما سيكون هناك جناح خاص للرجال لعرض جميع أنواع الملابس المناسبة للدولة وخاصةً الزي الأفغاني بأنواعه وبجميع الألوان والمقاسات، مع أنواع حديثة من الشحاطات والأنعلة والتي تلبي مقاسات جميع مقاتلي الدولة الإسلامية والتي يفضلونها على لبس الأحذية!!. أما بخصوص النساء فسيكون هناك قسم خاص بهن حيث سيتم فيه عرض جميع أنواع الملابس والتي تناسبهن من حيث النقاب والبوشي وبما يتلائم مع توجهات الدولة وأخر صيحات الموضة.
أما البضائع الأدبية، فستشمل جلسات إنشادية يومية والتي ستتسهل بإنشودة (قامت الدولة الإسلامية) التي تنشد مبايعة الخليفة حتى الموت والتي مطلعها (لعن الله أبوكم يهود ونصارى) والتي سيتم إضافتها إلى المعلقات السبعة قريباً!، كما سيأتي الأدباء والشعراء من كل حدب وصوب بقصائدِهم لتعرض على محكِّمين من كبار رجال الخليفة، كلّهم أو أغلبهم من قبائل الشيشان والمغول مع بعض الشيوخ العرب من مناصري الدولة. هذا وسيتم نقل وقائع السوق يومياً على التلفاز من قبل مؤسسة (باقية) للإنتاج الأعلامي وبالتعاون مع مؤسسة الفرقان للأنتاج الأعلامي.
كما يمتاز السوق بوجود قسم خاص لتحويل الأموال على الطريقة الأسلامية أي بدون أية (فائدة) وذلك لتسهيل أمر مقاتلي الدولة الأسلامية في تحويل أموالهم والتي جَنوّها من الغزوات والتسليب (الحلال) ومن أجورهم الشهرية التي يتقاضونها من عملهم (عفواً) من قتالهم إلى ذويهم وعوائلهم في الشيشان ودول القوقاز وبعض دول مجلس التعاون الخليجي بدون أي عناء أو أية تكلفة تذكر. كما سيكون هناك يوم مخصص لعرض أخر الطرق المبتكرة في القتل والتمثيل بالجثث وقطع رؤوس الأسرى الكفار والذين ظَفَرَ بهم المقاتلون المسلمون أحياءً، على الرغم من مخالفة ذلك لقوانين الأرض!
أما في الأيام العشرة الأخيرة من السوق فمن الممكن أن يرى زائر السوق بعض الأباء الذين يعرضون بناتهم للتزويج، بالإضافة إلى عرض ممتع للسبايا من النساء اللواتي تم سوقهن للسوق من غنائم غزوات الدولة الأسلامية من قرى ونواحي المواصل وتوابعها وبحضور كبار رجال العشائر الموالية للدولة، حيث إن هذا لايبطل أحكام الرق إذا وجدت أسبابه كما هو الحال في الدولة الأسلامية كالجهاد بين المسلمين والكفار، إذ تعتبر نساء الكفار المحاربين سبايا تنطبق عليهن أحكام الرق، وملك اليمين.
وأخيراً قرر الخليفة بأن تكون عمليات البيع والشراء بعملة الكفار أي (الدولار) حصراً كما هو الحال عند أخذ الجزية.
مقالات اخرى للكاتب