شاهدت في الحديقة اطفالا يقفون طابورا بانتظار دورهم في الارجوحة وكان مالك الارجوحة يتولى تنظيم اللعبة فهو يحسب 10 هزات لكل طفل ثم ينزله ليصعد الذي يليه وشاهدت ان جميع اطفال الطابور يعدون الهزات فان زادت واحدة ضج الجميع بالاعتراض وعلامات الغضب بادية على وجوههم الصغيرة ، ثم يوجهون اللوم الى مدير الارجوحة والى راكبها الماكر . وهكذا ربما حدث اكثر من شجار بين المدير وراكب الارجوحة نفسه الذي يريد ان يبقى اكثر من عشر هزات بينما المدير يريد ان يتجنب غضب الطابور ، قلت له الله يساعدك ، قال : والله يا أخي ثولوني ، قلت انها ليست ارجوحة في حديقة بل انه العراق بارجوحته وراكبي الارجوحة ومدير الارجوحة الذي اصبح اثولا من كثرة الصراخ . سيصبح العبادي رئيس الوزراء العراقي رقم 75 منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 ، في النظام الانتخابي يعد رئيس الوزراء مجرد موظف كبير في الدولة ، ووجود هذا العدد الكبير من رؤساء الحكومات في 93 سنة فقط من عمر العراق دليل على ان منصب رئيس الحكومة هو منصب ارجوحة تذهب به وتعود بغيره وحصته 4 هزات وفي الولايتين 8 هزات فقط ، والدخول اليه والخروج منه امر متوقع وعادي جدا ولا يفسد للود قضية ، ولا داعي ان يحرق البعض اعصابهم متأسفين لأن ما جرى لا ينسجم مع رغبتهم ، فهذه الارجوحة حملت اليوم العبادي وبالامس حملت المالكي وقبله الجعفري ولا ندري من ستحمل غدا ، الافضل ان نترك الارجوحة تعمل بانسيابية ولا نعيقها ولا نثول بصراخنا صاحب الارجوحة الذي هو اعرف منا بعدد الهزات المستحقة لكل راكب .