من طرائف مجتمعنا في الماضي , وقد يكون بعضٌ منها موجود اليوم, إن النشالة في بغداد عندما يرون قروياً قادماً فيه ملامح الأغنياء . يفتعلون عراكاً وضجيجاً. وهذا يضرب ذاك. فيندفع القروي بشهامة ونخوة ليفك هذا العراك ويصلح ذات البين. وحينها ينتهز هؤلاء النشالة الفرصة فيسرقون محفظته .ولا ينتبه هذا الطيب القلب الى ما حصل له إلا بعد فوات الأوان.وضياع ما في الجيب.
هكذا حالنا اليوم يتخاصم من يهيمن على مالنا وحلالنا ورقابنا خصومة الشلايتيه.لألهاء الشعب وتمييع مطالبه بالأصلاح والأمن والأمان .والقضاءُ كما المعتاد في حيرةٍ مِن أمره. فالسياسيون يفروضون كل شيء ويخيفون كلَّ أحدٍ لا يكنرثون إلا لمصالحهم, بعيدون كل البعد عن مصلحة الوطن .والنتيجة كلُّهم أبرياء.
بالأمس أُغلقت الدعوى ضد السيد سليم الجبوري. وغداً ستُغلق دعوى السيد العبيدي .ومن المؤكد إن مجلس النواب لن يتمكن من سحب الثقة عنه. وهكذا الآخرون فلا إصلاح ولا خدمات, ولا مال, ولا أمن ولا أمان, ولا كهرباء, ولا هم يحزنون. وستعود حليمة الى عادتها القديمة.فالشباب عاطل عن العمل تسحقه البطالة. والأرامل والأيتام غارقون في العوز والمرض. و اليأس يحطم آمالهم. والمهجرون في البراري والوديان وتحت رحمة الشمس المحرقة وزمهرير الشتاء.مع العلم إن الشعب يعلم بأن هذا فصلٌ مِنْ مسرحية شلايتية.والقادم من فصولها تقسيم العراق بعد إنتهاء فصل داعش.ولن تقتصر فصول المسرحية على هذا. بل سيكون صراع سني سني وآخر شيعي شيعي وصراع عربي كردي وسني شيعي, نزاعات وخصومات والفوضى الخلاقة مستمرة, ومشاكل ما أنزل الله بها من سلطان. ليتحقق مشروع الشرق االأوسط الجديد. . وهذا يا رب بلاءٌ مابعده بلاء.وفيك الأمل ومنك الرجاء.
فهل معقول إن هذا الشعب العظيم ذو التأريخ الخالد والحضارات وموطن العلوم والفنون وأول من شرع القوانين للبشرية , تنطلي عليه هذه الحيل والألاعيب. هل من المعقول بعد كل هذه الدروس والمحن والمصائب ورائحة الفساد التي تزكم الأنوف, لا يزال شعبنا في غيبوبة وغفوة .أم هوفعلاً شعبٌ ساذجٌ ومغفلٌ وجاهل؟
فلو حدث عشر معشار ماحدث عندنا في بلد آخر لقامت الدنيا ولم تقعد. فأي شعب نحن ومن أية ملَّةٍ يا ترى؟؟ .لقد قدمَ شعبنا أكثر من مليون شهيد وسُرقت منه المليارات. وضاعت منه ست محافظات بسبب الفساد والخيانة وجهل القادة. فماذا نأملُ وماذا ننتظر ؟ وقد أباح لنا الدستور التظاهر والأعتصام السلمي فماذا ننتظر؟
ثقوا إن الأزمة المفتعلة ستمضي وستُحفظ الأوراق في الأدراج كما حُفظ ما قبلها فماذا بعدُ؟!!!
إننا كشعب نطالب اليوم وبوضوح بتعديل قانون الأنتخابات لتفرز الأنتخابات مجلس نواب جديد, ربما يتمكن من إيجاد حلول لأزماتنا المتلاحقة. فالمجلس الحالي أصبح عديم الجدوى وعاجز ومرتبك ومُمزَّق, لاأمل منه ولا رجاء.
كما نطالب وبإلحاح بإستقدام هيئة تحقيق دولية تحقق في جرائم الأرهاب والفساد. وتساعد القضاء العراقي وتزوده بالخبرة ووسائل التحقيق الحديثة. وتجري التحقيقات العادلة دون ضغوط هذه الأحزاب والكتل , محميةً بقواتٍ دولية وتحت مظلة مجلس الأمن الدولي من صولة عصابات الجريمة المنظمة والمافيات. يصاحب هذا أو بعده حل مجلس النواب وتشكيل حكومة طوارئ مؤتمنة حيادية من خارج هذه الكتل والأحزاب . لنبني دولة العراق الجديدة دولة مؤسسات المجتمع المدني. ليحل السلام في ارضنا الطيبة وينال شعبنا الجريح حقوقه المسلوبة .إن كنّا نريد فعلاً أن يقال عنا بأننا شعب حي ذو حضارة وماضٍ مجيد لا سذج أو أغبياء.
مقالات اخرى للكاتب