كان احد المزارعين يمتلك ارضاً صغيرة يزرع فيها بعض الخضروات, يتوسطها بيت صغير له ولعائلته وفي اقصاها تنتصب غرفة قديمة من الطين يتخذها احيانا للاستراحة من العمل في ايام الصيف الساخنة, ناتج المحاصيل الزراعية بالكاد تكفيه طوال السنة للعيش هو وافراد عائلته , في احد الايام قصده رجل فقير يمتلك حمارة يستعين بها على المعيشة بنقل الاحمال في اسواق الخضار , مع حمار حديث الولادة يتقافز ويلعب طوال الوقت , قصده ليستأجر هذه الغرفة لايواءه واطفاله, وافق المزارع بعد مباحثات طويلة فهو لم يعتد وجود الغرباء في مزرعته الصغيرة , وعطفاً منه على صاحب الحمار البائس والاستفادة من الايجار في دعم دخله الشهري ورفع مستوى معيشتهم .
بعد ايام اكتشف هذا الفلاح المسكين بان مزروعاته تتعرض للاتلاف والقلع والعبث اثناء الليل , واثار لاقدام حيوانات واضحة في المكان , اعتقد بحسن نية في زمن سوء النية بان هذه الممارسات لحيوانات برية قادمة من خارج المزرعة تخترق حدودها المؤطرة باسلاك واعمدة خشبية غير محكمة , فكر في مفاتحة المستأجر الجديد بالموضوع فربما حمارته تمارس هذه الاعمال العبثية , ولكنه اعتبر الامر خارج اللياقة والاعراف وجاره الجديد رجل وقور ومحترم لايمكن له القبول بأذيته , لكن الامر صار يتكرر كل ليلة وبشكل كبي ر, ليضيع نهار اليوم التالي باصلاح ما افسده الدهر او ربما الحمير.
ولكي يقطع الشك باليقين , قصد صاحبه في عصر احد الايام ليحدثه بود عن هذه المصيبة التي حلت عليه والتي ربما ستحرمه من نصف المحصول او اكثر لهذه السنة ,عقد العزم على مصارحته دون تردد, فوجده يحتسي الشاي في ظلال غرفته , فهب صاحب الحماره لاستقباله بحفاوة كبيرة ,ودعاه ليشرب الشاي معه, وبعد تبادل التحايا والكلمات الناعمة في مثل هكذا مناسبات , استطاع ان يصل الى مراده ويبلغ المستأجر مايحدث لمحاصيله التي ينتظر خيرها بشغف , أخذ المستأجر يتنقل بنظراته بين الرجل وحمارته مبدياً استغرابه من هذا الخبر العجيب, وراح يردد باصرار بان حمارته عاقلة ومؤدبة ولاتفعل هكذا وهي في كل الاحوال مربوطة وتجد ماتاكله يومياً ,وليس هناك مبرر لهذه الافعال المعيبة بحق اصحاب الجميل وللجوار حقه , واستدرك لاحقاً بان هذا الكر الصغير ربما يفعلها لانه لايعرف بالاعراف والتقاليد مكرراً كلمة (زغير وما يفتهم ) عدة مرات , ويعتذر باستحياء من هذه الافعال المنكرة! .
ابتلع صاحبنا هذه الحجة الواهية وقفل راجعاً الى بيته مهموماً مدحوراً ,وبات يتقلب على فراش الحيرة والقلق طوال الليل , مفكراً بطريقة تضع حداً لهذه الخسائر المستمرة , المبرر ذاته وكلمات الاعتذار ذاتها , فما كان منه الا ان بدأ يبحث عن دليل قاطع يلجم به هذا المستأجر الغريب والمحتال , ويطرده من الغرفة , وفعلا وجد الدليل بين ثنايا الواح الزرع , باقيا لبراز الحمار قرب الشتائل المقضومة والمقتلعة بعبثية, فما كان منه الا ان اغترف هذه الفضلات بيده وذهب الى صاحب الحمارة مسرعاً والشرر يتطاير من عينه وقد اطار الغضب صوابه.
ليقول له بعصبية وشدة : هاذ صون مال كر زغير بلله؟؟ ..... هاذ صون فاهم هاذ !!
النائب جواد البزوني يقول بان العلواني تمادى في تصريحاته ولكنها لاتستحق الرد , شلون رهمهه البزوني ماندري!! النجيفي يقول اذا ثبت تحريضه سيحاسب!! وامر بتشكيل لجنة ـ يعني انسوا الموضوع ـ وقال اخرون حكماء يقدرون الاخوة العراقية العريقة !!مافعله الرجل لاجل الدعايات الانتخابية!! وهو جاهل!! فهل هو فعلاً جاهل ... ام فاهم!!؟.
مقالات اخرى للكاتب
