بدأت بشائر التغيير ونسماته تلفح وتدغدغ خدود العراقيين التي حفرتها مجاري الدموع السيالة ، بعد أن توالت أخبار الأستلام والتسليم الذي جرى بين الوزراء السابقين والحاليين ، ومن بعدها القرارات الفورية العاجلة التي تبناها السادة قادة العراق الجدد لهذه المرحلة العنجوكية المهمة .. وقد رصدنا بعضها من تلك التي أسعدت الجمهور وجعلته يتأمل المزيد رغم حيرته وعدم فهمه لمعظمها ، من تلك التي اضطرته لأن يصفك الراح بالراح مرددا الأغنية الشعبية المشهورة ، ياداده مثل الماي .. طب وطلع .. يامسعده .. وشوفوا داده اشحلاته .. الى آخرها .. ونلخص بعضا من تلك القرارات الأستراتيجية المشفرة .. وهي :
# وزارة الخارجية : توجيهات عاجلة بأن تنحصر الوجبات الرئيسية في كافتريا الوزارة بـ القيمة والزردة .. على ان تمثل نفس تلك الأنواع وجبات الضيافة في كل سفاراتنا المنتشرة في دول المعمورة .. ومنع وجبة (الدليمية) منعا باتا لأنها تثير النعرات الطائفية وتعمل دعاية لتنظيمات داعش .. من ناحية اخرى سارعت كافة اقسام ومديريات الوزارة الى تعليق مقولة السيد الوزير الجديد الرائعة والتي تقول (( عملك يعكس ارهاصات فتحة السحاب المفتوحة في بنطلونك .. وتيقن ان الأكتفائية في التطبيق هي المدخل في تحسين عمل السيفون )).
# وزارة شؤون المحافظات : أمر ديواني سري وفوري ومستعجل ومكعكل ومحجّل وبتوقيع سيادة الوزير شخصيا بجرد واحصاء كافة اعداد وانواع (الهوش) الموجودة في محافظاتنا السعيدة .. على ان لا يشمل ذلك التعداد الحيواني المناطق المتنازع عليها بيننا وبين الكرد .. والأخرى بيننا وبين الأيرانيين .. وكذلك تلك الموجودة بيننا وبين الكويتيين .. وايضا بيننا وبين الأتراك .. وبيننا وبين السعوديين .. وآخرها ، المناطق الموجودة بين الشعلة والغزالية وبين السيدية والبياع .. وقد استغرب البعض من الأهتمام الفوري للسيد الوزير بالهوش حصرا وعدم اهتمامه بالصخول والمطايا والكنافذ .
# وزارة الزراعة : تجري الأستعدادات المتتالية لتنفيذ رغبة السيد الوزير الجديد المستعجلة بتعيين خمسة آلاف من ناخبيه في ديرته في قضاء (القيارة) ، والتي كان قد وعدهم فيها أثناء حملته الأنتخابية .. لكنه لم يقل لهم ان الدرجات الوظيفية تنحصر بين درجة فرّاش وساعي ومشغل مكينه مال ماي .. وقد بدأت تجمعات وحفلات الجوبي تتواصل في تلك القرى منتظرة بفارغ الصبر تلك المكرمة .. بعد أن هيأ كل واحد منهم مبلغ عشرة آلاف دولار امريكي لتقديمها للوزير من اجل الأسبقية في استلام منصب الفراش .
# وزارة البيئة : اول عقد بناء مستعجل يصادق عليه سيادة الوزير الجبوري بعد تسنمه المنصب هو بناء دسكو ونادي ليلي في مقر الوزارة .. والمعروف عن سيادة الوزير الجديد حبه الجارف للكاولية ولجلسات السمر والعهر الحمراء والسوداء .. وتتناقل اوساط (الحاتات) تلك البشارة بسعادة وغرور مؤمّلات انفسهن بأن تكون مهنتهن لأول مرّة رسمية وضمن القانون ، وأن تلم شملهم وزارة من وزارات الدولة العراقية .. لكنهن أصبن ببعض خيبة الأمل والخوف من المحسوبية في قبول تعيينهن عندما وصل الى سمعهن أن سكرتير الوزير قد حصر توزيع استمارات التعيين بـ ( الكوا..يد) حصرا .
# رئاسة مجلس الوزراء : تقارير متتالية مستعجلة اربكت مقر رئاسة الوزراء واصابته بالحيرة والذهول ، عندما تطرق لأسماعهم وفق تقرير قيادة عمليات ذاك الصوب ان أكثر جهة احتفلت بالوزارة الجديدة هو مطعم كبة السراي وصاحبه الذي بذخ بذخا عجيبا في الصرف على تلك الأحتفالية عند نيل الوزارة ثقة مجلس النواب .. وقد طلب السيد الرئيس المكلف المعونة من الوزير كيري خلال زيارته الأخيرة لفك طلاسم هذا الموضوع .
وليس ختاما .. نحن بأنتظار اجراءات الدور والتسليم في المتبقي من وزاراتنا ، لكي ننقل لكم أول القرارات المهة التي سيتبناها وزرائنا الجدد .. لكي نكمل فرحة التغيير التي بدأت تعم مدننا وشوارعنا ، والتي حولت حياتنا ونقلتها بصورة ايجابية سريعة وكأننا نعيش في مدينة دبي .. ولسان حالنا يصيح من الفرح أيبااااااااااااااااااااااااااه .
مقالات اخرى للكاتب