Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الاخلاق بين الامس واليوم.. حيدر التميمي
الأحد, تشرين الأول 12, 2014

قال الله تعالى شأنه ( ن والقلم ومايسطرون , وما انت بنعمة ربك بمجنون , وان لك لاجرا غير ممنون , وانك لعلى خلق عظيم )

وقال الرسول ص ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) وقال ص , عندما سأل عن الدين , ( الدين المعاملة ) ثلاثا ,

ويقول الحديث ( لكل دين خلق , وخلق الاسلام الحياء , فان لم تستحي فافعل ماشئت )

ويقول الشاعر ( انما الامم الاخلاق مابقيت *** فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا )

والاخلاق بشقيها العملي واللفظي المرتكز الاساسي لكل دين ولكل قانون وجد على هذه الارض , فلا يوجد نهج سماوي كان او ارضي الا والاخلاق اساسه اوركيزته الاساسية , فكل النواميس والقوانين الموجودة في السابق واللاحق ماخوذة من الاخلاق ,

والاخلاق احد الاساسات الاربعة للحضارة , فلايمكن ان تكون هناك حضارة بدون الاخلاق , وتصنف الاساسات للحضارة بالمنظومات الاربعة

( الاخلاقية , العلمية , الاقتصادية , العسكرية )

فالمنظومة الاخلاقية , تتكون من الدين والقوانين والسياسات والمعنويات ,

والمنظومة العلمية, تتكون من العلوم كافة كالدراسات والترجمات و التجارب ,

والمنظومة الاقتصادية , تتكون من الصناعات والتجارات والزراعة ,

والمنظومة العسكرية , تتكون من الجيوش والعلوم الحربية لحماية المنظومات الاخر ,

ومن المهم ذكر ان الاخلاق موجودة بشكل قسري في عمل المنظومات الثلاثة , ولا يمكن الاستغناء عنها في الحالات الطبيعية الايجابية , وان تم الاستغناء عن الاخلاق في عمل ما لتلكم المنظومات ستكون النتائج سلبية غير صحيحة لعدم وجود الضابطة الكبرى للعمل وهي ( الاخلاق )

بعد هذه التوطئة , نقول ان الامس القريب كان يزدحم بمعاني الاخلاق , من سماحة ونجدة المظلوم والايثار وصلة الرحم وحقوق الجار وكلمة الحق والمسارعة للخيرات وغيرها من معاني الاخلاق في مجتمعاتنا , فلا ترى مدينة او قرية الا وكانت هذه المعاني موجودة على نحو الكثرة والعموم , بل وتصل في بعض الاحايين الى حد السجايا الذاتية للافراد والجماعات ,

فقد كانت هذه المعاني الجميلة هي العنوان الاول في التعامل اليومي بين افراد المجتمع العراقي الا ماشذ وندر , فالجو العام انذاك مشحون بالقيم العالية والمعنويات والمحبة والاصلاح , وكانت هي السمة السائدة بين الناس , ومن يعمل بخلافها لا يجد المكانة الطبيعية و الاحترام والتقدير عند الاعم الاغلب من الناس , فقد كان يقيَم الانسان بميزان الاخلاق والسجايا الحسنة و نفع الاخرين بالعمل والقول ( خير الناس من نفع الناس ) , مع وجود القضايا المادية وحب الذات والنزعات الشحصية , الا انها كانت تأتي بالعنوان الثاني , وليس الاول , فقد كانت المنظومة الاجتماعية اكثر ضبطا واشد احكاما بوجود رجالات تحمل ملكات عالية , تنشر الفضيلة وتثبت العدل بكلمة الحق والوجدان , تعطي من مالها ومن وقتها ومن صحتها ومزاجها للاخرين الكثير الكثير ,

والامثلة والشواهد كثيرة , نذكر منها ,,,,

الحاج المحسن سعيد وعد الله , كان رحمه الله تاجرا مؤسرا معروفا بالكرم والسخاء واصلاح ذات البين والنجدة والايثار , فقد كان يقرء الضيوف بالمئات و بالالاف من حجاج بيت الله الحرام ومن غيرهم , واخباره فاقت الافاق عند اهل العراق والسعودية وتركيا , وقد اخبرني احد اقاربي ممن كان قريبا منه ان احد العراقيين قد فعل فعلا مشينا في احد المدن القريبة من محل اقامة الحاج سعيد في السعودية , فاستدعاه وانبه على فعله واعطاه مبلغ من المال يكفي لشراء بيت بسيط في ذلك الوقت ( السبعينيات ) وقال له ارحل عنا ولاتشوه سمعة العراقين في الغربة , والحاج سعيد رجل تاجر ومن المفترض ان يكون عنوانه الاول المال وليس الاخلاق , لكنه رحمه الله اثر الاخلاق على المال فكان عنده الاول ثانيا والثاني اولا , والانسان اثر بعد عين ,

كان لي ابن عم ( علي صاحب ) رحمه الله كثير المرض والسقم لا يقوى على شدة العمل , متوسط الحال لديه معمل صغير يدر عليه من الارباح مايكفية وزيادة , وكان بامكانه ان يجعل من المعمل معملين , لكنه رحمه الله لم يكن ليجعل الارباح اولا , فقد كان يهتم بالاخلاق العملية كثيرا مع وجود الاخلاق اللفظية ( متدين ) فما من فقير او محتاج يقصده او يسمع بحاجته من غيره الا وقضى حاجته او ساهم في قضائها , حتى وصل الامر الى به من كثر ما يحسن ويعطي الى عيشة الكفاف , وقد شاهدت بعيني ساعة احتضاره وقبض نفسه كيف كان مبتسما فرحا وكأنه قد لقي ما يتمانه ,

كان في منطقتنا رجلا مسنا مشلولا نصفيا , والسبب في شلله انه كان من محترفي السطو والسرقة ( ح , ر ) وهو من عائلة مؤسرة , الا انه فضل الصعلكة على الاستقرار , ومن كثر دعاواه ومشاكله في مدن العراق كبغداد والبصرة وغيرها قرر الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله ان يشله بــ (ابرة شلل ) حتى يوقف شره وسرقاته ,,,, في يوم الايام تجادلنا انا وصديقي المرحوم محمد جعفر خوير ( محمد ابو عبود ) حول قضية تخص طبيعة عمل السارق المحترف اياه , فلجأنا اليه بالقضاء بيننا , فقضى الرجل برأيه وانتهى الجدال , ثم سألت الرجل هذا السؤال ,, كم مرة سطوت وسرقت في مدينة النجف ؟؟ فاجاب بحرقة وعدم رضا بلهجة متأتة , ( وحق سميك حيدر الكرار ما بكت من النجف ) فقلت له ما السبب ؟؟ , فقال ( مو كلهه عرف , واخاف يشوفني واحد منهم , شنو عذري وشريد اكله ) انتهت ,,,,

فالغريب في الامر ان هذا السارق المحترف يحمل اخلاقا وهو سارق , فلا يسرق اهل مدينه تحسبا لانكشاف الامر, واستحياءا من الذين يعرفونه , فيفضل سرقة من لا يعرفونه ويعرفهم من ابناء المدن الاخرى ,

في الماضي لن تجد سارقا او متحرشا او متسلطا ( شقاوه) يمارس هوايته الوضيعة في منطقته او مع جيرانه , الا ما ندر ,

اخبرني والدي رحمه الله , بان شرطيا معروفا في النجف قد وافه الاجل , وكان ذلك الرجل الشرطي محسنا يسعى في قضاء حوائج الناس , فشيعت جنازته تشيعا كبيرا مهيبا , وفي نفس السنة التي توفي فيها الرجل , توفي الرجل الثري المعروف ( فلان شلاش ) فلم يمشي في جنازته احد من الناس , وقد حمل جنازته بعض الحمالين فقط , والانسان اثر بعد عين .

هذا ما يخص السائد في الماضي من الاخلاق , اما الحاضر فأترك للقاري الكريم تقديره , لان امر شرحه يطول !!!!

وانا لا انكر ان الاخلاق العملية واللفظية في الوقت الحاضر موجودة ومتداولة بين الناس , لكن ليس بالنسبة المعروفة سابقا وذلك الازدحام الذي كانت تعج به مدن العراق كافة , فقد كانت الاخلاق عنوانا اوليا والماديات عنوانا ثانويا الا ما ندر , اما الان فقد اضحت الاخلاق عنوانا ثانويا والماديات عنوانا اوليا الا ما ندر ايضا , واثبات الشئ لا ينفي ما عداه.





اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38257
Total : 100