اختفاء مواطنين عراقيين في بغداد والمحافظات العراقية ولفترة تتجاوز الشهر كما في حالة المواطن العراقي والناشط المدني الحقوقي ( واعي المنصور ) وعشرين يوما كما في حالة الناشط المدني ( جلال الشحماني وزملائه في مطعم قصر بغداد ) ودون معرفة الجهات ذات العلاقة ( كما تدعي السلطات العراقية ) , امر مشكوك فيه ويحسب على مجمل العمل الامني والاستخباراتي العراقي .
أن أختطاف وتغييب واغتيال كما في حالة الحقوقي ( حيدر الربيعي ) وتهديد واعتقال شخصيات وطنية عراقية مدنية او مهنية ( اطباء ) يعد أستهتارا بالقيم السياسية والأخلاقية والدينية , وتعد أيضا سياسة قصيرة النظر وبعيدة كل البعد عن الدعوات والنداءات التي تنطلق حول المصالحة مرة والاصلاحات والتغيير في العملية السياسية مرات او من خلال المطاليب الاسبوعية في الشارع العراقي ومن طليعة النخب الثقافية- الاقتصادية والسياسية حول مطالب التغيير في السياسات الداخلية اواساس العملية السياسية التي استندت للمحاصصة الطائفية - العرقية .
أمام مثل هكذا وقائع لا يمكن للسلطات العراقية الامنية والسيد حيدر العبادي كمسؤول مباشر انكار واقع الخلل والفشل الذي يعتري عمل السلطة ( وزارة ، رئاسة ، برلمان ) ، وامام هذا الكم الهائل من الاجهزة الامنية والاستخبارتية والعسكرية ، لا يمكن قبول التبرير والتسويف بانها تجهل او لاتعرف مصير المختطفين او القتلة .
والسلطات العراقية دائما تنكر تقارير (منظمة العفو الدولية ) وتستنكر تقارير ( الهيومن وتش رايتس ) وتمنع اي جهد لمعرفة احوال وواقع اوضاع حقوق الانسان في العراق ، وهي اوضاع بالغة التعقيد في ظل انتشار واسع للعصابات المنظمة المسلحة والعمليات الارهابية لتنظيم - داعش- وعمليات التهجير والنزوح لاسباب طائفية - عرقية وعجز السلطات القضائية وخضوعه للقوى المتنفذة هو واقع لا يمكن دحضه وانكاره .
عمليات الاختطاف والتغييب والاعتقال والاختطاف وبهذا الشكل الغامض ، عمل امني استخباراتي يبقي من مسؤولية السلطات العراقية ولايمكن الاقتناع بما تدعيه الجهات الامنية ذات العلاقة ، فالقوى المسلحة اغلبها معروف ومعلوم تمارس نشاطها بالتنسيق المباشر مع الجهات الامنية والسياسية العراقية ذات العلاقة .
على السطلة العراقية ان تعي ان الارتكان لنخبة سياسية استهوتها السلطة والمال والقوة والثروة , واغراها المنصب , وعصابات امتلكت الشارع بسلاح منفلت , وشعارات دنيئة , نخب ( سياسية ) محاصرة بمنطقة بؤس ( خضراء ) وجهلة بأسم الله , يجوبون الشوارع بحرية لارهاب الناس , خلق الله . سوف لايستمر الى ما لانهاية فالشعب وارادته العامة قادرة حتماً على التغيير السياسيي والاطاحة برموز الفساد السياسي - الطائفي التي انتهكت حقوقه واهدرت القيم الإنسانية و اخضعته لشروط صعبة ، قاسية ، لعل اقلها استمرار دوامة العنف والارهاب والاستهانة بحاجة العراق والعراقيين للامن وتوفير مستلزمات الحياة الطبيعية ، العراق في ازمة ووضع خطير ، على الجميع تدارك الموقف قبل فوات الآوان .
مقالات اخرى للكاتب