Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الطبقة الوسطى بالعراق تحتضر
الاثنين, تشرين الثاني 12, 2012
د. نبيل الأمير التميمي
((الطبقة الوسطى بالعراق تحتضر بأوامر عليا من مسؤولين مرضى نفسيين وجهلة وأغبياء إبتلى بهم العراق وشعبه)) . يُعَرِّفْ عالم الاجتماع الالماني ماكس ويبر (1864-1920) الطبقة الوسطى بأنها مجموعة واسعة من المواطنين في مجتمع معاصر تقع بين الطبقة العاملة والطبقة العليا من السلم الاجتماعي والاقتصادي . وقد شهد مصطلح "الطبقة الوسطى" المزيد من الدقة في التحديد مع مرور الزمن حيث عرفه البريطانيون في مطلع القرن الماضي بأنه مصطلح يطلق على شريحة واسعة من المهنيين أبرز سماتها امتلاك قدر كبير من الرأسمال البشري أو الكفاءة . وفي سنة 1977 قدمت عالمة الاجتماع الامريكية بربارا وزوجها جون إيرنريخ تعريفا للطبقة الوسطى في الولايات المتحدة ذهبا فيه إلى القول بأن هذه الطبقة تتميز عن غيرها من الطبقات الاجتماعية بما تمتلكه من تعليم ومهارات تقنية وفي مقدمتها التحصيل الجامعي والأكاديمي ورأى الباحثان بأن المهن التي يضطلع بها أفراد هذه الطبقة تشمل من بين مهن عدة أساتذة الجامعة والتدريسيين والمهندسين والمدراء وذوي المهن الطبية والكوادر الوسطية . وبمعزل عن التعريفات العديدة لهذه الطبقة وحجمها وحدودها فإن علماء الاجتماع والاقتصاد أجمعوا على أن ما يميّز هذه الطبقة ويجعلها موضع اهتمام كبير هو سلوكها وقيمها .  وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها شهدت كل من الدول الغربية والشرقية اتساعا في حجم هذه الطبقة الهامة التي أخذت على عاتقها بناء المجتمع وتحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية وعلمية حتى باتت تحتل حيزا واسعا ومؤثرا في حركة التطور الاجتماعي . وتختلف التقديرات الرسمية لحجم هذه الطبقة بين دولة وأخرى في الغرب لكنها تجمع على أنها أصبحت على درجة عالية من التأثير حتى بات قياس تقدم المجتمعات يعتمد إلى حد كبير على مدى اتساعها مما دفع بالحكومات في الدول الغربية لأن تحسب لها ألف حساب . ففي بريطانيا على سبيل المثال عدّل حزب العمال البريطاني من برامجه السياسية لكي يحتوي هذه الطبقة بين صفوفه وعدم الاكتفاء بقاعدته العمالية الضيقة ، وفي فرنسا حيث تشهد الحياة السياسية تنافسا شديدا بين أحزاب اليمين واليسار للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة يتفنن المرشحون للرئاسة في طرح البرامج التي تحاول كسب ود الطبقة الوسطى التي يرى البعض أنها قد تصل إلى أكثر من 40 بالمئة من حجم الناخبين . والحال ينطبق أيضا على الولايات المتحدة التي تستعد لانتخابات رئاسية أواخر العام الحالي حيث تخاطب البرامج التي يطرحها الديمقراطيون والجمهوريون، على حد سواء قلوب وعقول الطبقة الوسطى عسى أن تلمس شغاف قلبها وتنال أصواتها . ولعل أبرز دور تضطلع به هذه الطبقة شرقا وغربا هو حفاظها ودفاعها عن القيّم والسلوك ، حيث تتصرف في كثير من الأحيان كما تتصرف كريات الدم البيضاء في الجسم عندما تكتشف خطرا يحاول الفتك به فتطوقه وتحاربه حتى تقضي عليه . ولهذا لها دور كبير في حماية المجتمع والنهوض به . تحرص دول العالم قاطبة على رعاية هذه الطبقة الاجتماعية وحمايتها بل وإغداق الامتيازات والمغريات عليها لإستقطابها لأنها ليست مجرد مصدر للابداع والتجديد بل المحرك الذي لن يقدر أي بلد من النهوض والازدهار من دونه . وبخصوص الطبقات الأخرى المتبقية في السلم الاجتماعي (أي طبقتي الفقراء والأثرياء) فأن علماء الاجتماع والسياسة يرون أن طبقة الفقراء وبسبب انهماكها في البحث عن لقمة العيش فأنها لن تمتلك القدرة والوقت على إثراء المجتمع فكريا وعلميا . أما طبقة الأثرياء فهي الأسوأ حسب العديد من رأي علماء الاجتماع . وبالخصوص أثناء مطالعاتي وجدت دراسة أعدها عدد من المتخصصين في علم النفس في جامعة كاليفورنيا الأمريكية ونشرتها صحيفة غارديان البريطانية الشهر الماضي أن أفراد الطبقة الثرية المترفة يتصرفون دائما على نحو "أسوا من الآخرين" فهم غالبا مايذهبون إلى الكذب والخداع والاستحواذ على أشياء يفترض ألاّ تكون لهم ويتعرضون لمصالح الآخرين ويغضون الطرف بل يشجعون السلوك والتصرفات المنافية للأخلاق والمُثل العليا . وقد لعبت الطبقة الوسطى في العراق خصوصاً والعالم العربي عموماً دورا كبيرا في التحولات الاجتماعية للمجتمعات وبرزت منها القيادات السياسية والاجتماعية التي حملت لواء النضال الاجتماعي وبنت بسواعدها الصرح الاقتصادي لبلادها منذ مطلع القرن الماضي حتى هذا اليوم . وباتت أغلب الأنظمة العربية أخيراً وعلى اختلاف توجهاتها وخصوصاً بعد ماإجتاح الدول صرعة مايسمى بالربيع العربي باتت تتطلع إلى استرضاء هذه الطبقة ودعمها . وخلال الفترة التي سبقت احتلال العراق تعرضت البلاد إلى حصار اقتصادي وعلمي ونفسي شامل استغرق زهاء ثلاث عشرة سنة قاسى خلالها العراقيون شتى صنوف الجوع والألم ، ولن يكون من قبيل المبالغة القول بأن الطبقة الوسطى كانت أكثر المتضررين من ذلك الحصار وخرجت بخسائر باهظة لكنها حافظت على جوهر قيمها النبيلة التي راكمتها أجيال عراقية على مدى أكثر من ثمانين سنة . وبعد اجتياح القوات الأمريكية ومليشيات الأحزاب العراق سنة 2003 أدركت تلك القوات والمليشيات أن الطبقة الوسطى تمثل العقبة الأولى أمام تحقيق أطماعها فما كان منها إلاّ أن اتخذت قرارا بتصفيتها . وهكذا شرعت أول الأمر بحل الجهاز الإداري المدني الذي كان قد تأسس منذ بناء الدولة العراقية سنة 1921. وفي ضوء رفض الغالبية العظمى من المجتمع العراقي فكرة احتلال دولة أجنبية لبلادهم وبالتالي القبول بمن يمثلها من رجال جاءوا على دباباتها ومليشيات تنفذ أجندات أجنبية شرع بعض المتنفذون بالحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم البلاد بعد احتلاله حتى يومنا هذا في حملة شعواء ضد الطبقة الوسطى وراحت ميليشياتهم بتنفيذ حملة مطاردة وقتل منظمة للعلماء وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والمثقفين والأدباء والصحفيين والفنانين والكوادر الوسطية في مرافق الدولة كان الهدف منها تفريغ العراق من هذه الطبقة المسؤولة عن الخلق والإبداع وعن بناء البلاد ونهضته وإحلال طبقة أخرى فاسدة وجاهلة ومريضة نفسياً وهجينة تضمن بقاء هذا المجتمع متخلفاً وتبقي في الوقت نفسه الباب مشرعا للنفوذ الأجنبي في البلاد بكافة أوجهه . فنرى ان شخصيات تدعي أنها إسلامية (شيعية وسنية) ترى سمات الإيمان قد طُبعت على جباههم يوهموك بأن الله قد سلّك لهم طريق الجنة بسبب الخير الذي يسعون فيه لبلدهم ومجتمهم . . نراهم يكيلون التهم الباطلة يميناً وشمالاً والتي يندى لها جبين كل شريف لكفاءات الطبقة المتوسطة لا لسبب إلاّ لخوفهم من أن ينافسوهم على مغانمهم ويفضحوهم أمام الشعب الذي ضللوه بشعاراتهم الكاذبة ، وكنت أنا كاتب هذا المقال ممن إكتوى بظلم المتنفذين بباطل ماله مثيل لا لسبب إلاّ لكوني أحب العراق وما كان مني إلاّ أن أحتسب لله وأنكفي على نفسي وأوراقي بمنزلي خوفاً على سمعتي وشرفي لأن عدوّي لايملك سمعة ولا شرف وليس له أخلاق كالفرسان الذين يتعاملون بشرف حتى مع أعدائهم . وتشير أحدث التقارير الاحصائية الصادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين العراقيين في الخارج قد بلغ نحو مليون وسبعمائة ألف عراقي خلال النصف الأول من سنة 2011 فيما قدرت المفوضية عدد المهجرين داخليا بنحو مليون وثلاثمائة ألف مواطن ولا تتضمن هذه الأرقام مئات الألوف من عراقيي الطبقة الوسطى الذين فرّوا من البلاد بسبب هذه الأوامر العليا بتصفيتهم أو إبتزازهم أو تلويث سمعتهم وممن لم يسجلوا أسماءهم لدى أي منظمة . إلى ذلك تقدر منظمات غير حكومية عدد اللاجئين العراقيين الحقيقي داخليا وخارجياً بضعف هذا العدد ينتمي أغلبهم للطبقة الوسطى . وتعتبر الأمم المتحدة أن حوالي نصف اللاجئين في العالم وتحديداً 45 بالمئة منهم هم من جنسيات عراقية وأفغانية . فيما يؤكد المراقبون أن قوات الاحتلال والحكومات المحلية التي نُصّبَتْ على البلاد قد نجحت في تنفيذ أكبر عملية هجرة شهدها العالم عقب احتلال فلسطين وتهجير أهلها بسبب ان الجهات العليا والمتنفذة لهذه الحكومات المحلية لاتريد ان يتشارك معها أي عراقي شريف ومعتدل لايرضى على تصرفاتهم وتوجهاتهم ضد شعبهم المسكين الذي لاحول ولا قوة له لأنه قد تم تضليله بشعاراتهم الكاذبة . ولاتزال الأبواب موصدة أمام شكوى المظلومين إلاّ من رحمه ربي منهم وهم قلة لاينتصر رأيهم على كثرة ظالمة وفاسدة تتستر بستار الدين والوطنية . والحكومة العراقية اليوم وبعض القائمين عليها من المنافقين لايكترثوا لهموم شعبهم  . وهم آخر من يسعى لتضميد جراح هذا الشعب ناهيك عن هلعهم بالصفقات والعمولات المريبة التي لاتمت لأي دين بصلة . وأغرب ماطالب به أحدهم (وزير الهجرة والمهجرين العراقي) في تصريح صحفي . . طالب العراقيين بالتفكير في مغادرة سوريا إلى مكانات عدة ممكن ان يختاروها من بينها العراق لان الوضع في سوريا أصبح غير آمن ونصحهم "بالانتقال إلى بلد آخر أكثر أمنا". وتعكس هذه التصريحات بشكل واضح أن رموز في الحكومة العراقية الغارقين حتى آذانهم بالسرقة والفساد واضطهاد الشعب والطبقة الوسطى لا ترغب بعودة ألعراقيين إلى البلاد حتى لايزعجوهم بطلباتهم وإحتياجاتهم وليبقى العراق لهم بدون عالم ومهندس وطبيب وأكاديمي . شكلت الطبقة الوسطى في العراق الغالبية العظمى من أعداد المهاجرين العراقيين وفي مقدمتهم حملة الشهادات العليا حتى قيل أن الجامعات اليمنية بمفردها استقبلت بعد احتلال العراق سنة 2003 أكثر من ثلاثة آلاف استاذ جامعي عراقي ممن تخرجوا من خيرة الجامعات الغربية وكان العراق يفخر بهم فيما تقدر جهات أجنبية محايدة عدد العلماء العراقيين الذين اجبروا على ترك االبلاد منذ احتلاله بنحو 17 ألف عالم . وفي هذه الأثناء اكتظت مقاهي عواصم عربية قريبة من العراق بخيرة الخبراء العراقيين العاطلين عن العمل من أطباء ومهندسين وطيارين وعلماء وأكاديميين وصحفيين وأدباء ودبلوماسيين وسواهم من الخبرات العراقية والتي غالبا ما تصفهم كتب الاقتصاد والاجتماع بأنهم "زبدة المجتمع". واختفت الجامعات العراقية التي كانت تحظى بسمعة طيبة بين جامعات العالم من قوائم الجامعات المرموقة بعد اضطرار عدد كبير من تلك الطبقة الخلّاقة والمبدعة للهجرة . ولم يكتف مسؤولي الحكومات الاتحادية والمحلية المتعاقبة بهذا التدمير المتعمد بل تبنّوا عملية تزوير كبيرة للشهادات الجامعية سعيا لخداع الشعب بمؤهلاتهم من جهة ولملئ الفراغ الذي تركه غياب الخبرات عن المؤسسات والجامعات ومراكز البحوث العراقية والمراكز القيادية من جهة أخرى . وباتت مدارس قُم الإيرانية وغرف حي السيدة زينب المظلمة في دمشق تمنح شهادات عليا لرجال أميين يشغلوا اليوم مواقع متقدمة في العراق . وفي ضوء عملية التزوير هذه التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا إنتقل أكثر من فاشل عراقي  كان يعمل في مقاهي وحانات أوروبا وأمريكا إلى العراق وحمل معه شهاداته المزورة ليحتل مناصب رفيعة في الوزارات والجامعات والمحافظات وسواها من مؤسسات الدولة . ونتيجة لهذه الخطة المحكمة بات العراق يحتل سنويا مرتبة  أكثر بلدان العالم فسادا وراحت الصحف العالمية تتحدث عن حجم الفساد غير المسبوق حيث قام الجزء السيئ من النخبة الحاكمة والممثلة بالأحزاب الدينية في البلاد الشيعية والسنية بشراء القصور والعقارات في أرقى عواصم العالم .  وامتلأت شوارع بغداد والبصرة التي تغنى بها الشعراء بأكداس الأزبال وعمّ الخراب وساد الجهل وحلت الفوضى والمحسوبية بدل النظام في ظل غياب الطبقة التي كانت تذود عن البلاد شر الفساد والانحراف . وتحول العراق الذي تقول الاحصاءات بأنه تلقى خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 470 مليار دولار إلى أفقر بلد في العالم حيث قدرت أحدى المنظمات الأجنبية غير الحكومية عدد الفقراء في العراق بأكثر من ربع الشعب ممن يعيشون تحت خط الفقر ولا يحصلون على أكثر من 30 دولار شهريا . ونتيجة لهذا الانهيار المفجع عاد العراق إلى الوراء حيث رجع بعض العراقيين إلى تعريف أنفسهم بصفات متخلفة كان جيلنا قد قرأ عنها في كتب الباحث العراقي الكبير علي الوردي بعد أن كنا نعتقد بأن الزمن قد عفا عليها وولت لا لسبب سوى لحماية أنفسهم وأملاكهم وأعراضهم فبات البعض يعرّف نفسه بانتمائه إلى طائفة دينية وراح آخر يعرّف نفسه بالانتماء إلى عشيرة أو غيرها من العناوين المُفرقة ولا يوجد بالمجتمع من يعرّف نفسه او يعرفه الناس بعلمه وعمله . وبين مفاهيم طائفية وأخرى عشائرية مغرقة في الجهل والتخلف ووسط غياب الطبقة الوسطى التي كانت بمثابة صمام أمان المجتمع العراقي الكبير الثري بتنوعه ازدهرت ثقافة الخرافة،وسادت تقاليد الجاهلية وأصبحت السرقة مظهرا من مظاهر البطولة واغتيلت الطبقة الوسطى فعمّ الخراب في النفوس !! وباتت الطبقة الوسطى بالعراق تحتضر وبأوامر عليا . لك الله ياوطن . . لك الله ياعراق .
مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43781
Total : 101