Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ثلاثة نماذج للجيش العراقي
الثلاثاء, كانون الثاني 13, 2015
احمد القاسمي


تخلى البريطانيون عن نموذج الحكم المباشر للعراق بعد إخمادهم لثورة 1920 في العراق ببضعة أشهر. وكان نموذجا سبق لهم تطبيقة في الهند، أي الحكم بطريقة مباشرة بالتعاون مع قوى محلية. وضع البريطانيون العراق بعدها تحت الانتداب المؤقت لحين تمكّنه من حكم نفسه بنفسه ونيل الاستقلال التام، حسب مقررات عصبة الأمم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. كان السبب الآخر لموافقة البريطانيين على استبدال الاحتلال المباشر بالانتداب هو الرغبة في تقليل النفقات الباهظة للقوات البريطانية المباشرة لما كان يُعرف بالولايات العثمانية العربية الثلاث والتي شكلّت العراق الحديث. برّر وزير المستعمرات البريطانية آنذاك ونستون تشرشل دفاعه عن منح العراق الاستقلال تحت الانتداب البريطاني بتقليل عدد الخرفان التي يستهلكها الجيش البريطاني في العراق يوميا إلى أدنى حد ممكن.
اختار البريطانيون للبلد الجديد صيغة نظام حكم ملكي دستوري برلماني، في تشابه جزئي مع نظامهم الملكي، ولكنهم كانوا يريدون العراق ملكية شكلية تأتمر بأوامرهم ليتسنى لهم امتصاص النقمة الشعبية في العراق، وإناطة مهمة حفظ النظام الداخلي في البلد الجديد بالعراقيين أنفسهم. أسس البريطانيون نواة الجيش العراقي عام 1921 بفوج من المتطوعين أطلقوا عليه اسم فوج موسى الكاظم. تلك التسمية التي تشير إلى أحد أئمة الشيعة المعصومين كانت مقصودة، كي يكتسب الجيش الجديد والدولة التي يتبع لها شرعية ما في المناطق الوسطى والجنوبية التي كانت شهدت أشرس المواجهات مع البريطانيين أثناء ثورة العشرين. صنع البريطانيون أعمدة ثلاثة للبلد الواقع تحت نفوذهم هي : العائلة الهاشمية المالكة والتي كانت من الحجاز، والضباط الشريفيين الذين كانوا من ضمن حاشية الملك فيصل الأول عندما كان ملكا على سوريا، وكانت تتألف غالبيتهم من ضباط عراقيين خدموا في الجيش العثماني إضافة إلى بعض السوريين، وأخيرا كبار شيوخ العشائر المتعاونين مع البريطانيين والذين حصلوا على صكوك ملكية منهم في مناطق العراق المختلفة كانت تُعدّ الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط. 
النموذج الأول: الجيش الذي يهوى السياسة. تحوّل بعض الضباط الشريفيين بعد فترة وجيزة من تأسيس العراق رسميا في عام 1921 إلى السياسة ليصبحوا النخبة السياسية التي هيمنت على المشهد السياسي الرسمي طوال الحقبة الملكية، فيما استمر آخرون بتولي مناصب هامة في الجيش. أدّت رغبة الملك في مزيد من الاستقلالية عن الإرادة البريطانية ومواجهاته غير القليلة معها إلى تقوية مكانته كملك عراقي يسعى لتأسيس نموذج لبلد وطني حديث. الإ أن موته المفاجئ عام 1933 أعقبه ازدياد في وتيرة التدخلات البريطانية في شؤون العراق وفساد إداري كبير في داخل أوساط النخبة السياسية، مثل منح مساحات كبيرة من أراضي الدولة مجانا للسياسيين. كل هذه الظروف يُضاف إليها الصراعات المندلعة داخل أروقة النخبة الحاكمة والقصر دفعت عددا من الضباط، غالبيتهم من الأكراد عراقويي الاتجاه بزعامة بكر صدقي، للقيام بانقلاب عسكري أطاح بحكومة ياسين الهاشمي في خريف عام 1936. إلا أن الانقلاب انتهى بعد عام واحد فقط تقريبا باغتيال بكر صدقي وعودة الأمور إلى سابق عهدها قبله.
أبرز انقلاب عام 1936 دور الجيش كعامل لعدم الاستقرار في العراق آنذاك، وذلك ما دفع النخبة السياسية الحاكمة لبذل الجهود لإخضاعه لسلطتها أو إضعافه عن طريق تقليل عدد الأسلحة ونوعيتها والتشدد في تحديد أماكن تواجد القطعات العسكرية ومنح رواتب ضخمة للضباط. إلا أن كل تلك المحاولات لم تجد نفعا، فقد نفذّ الجيش انقلابا آخر عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية. كان قادة الانقلاب هذه المرة من ممثلي التيار العروبي الذين اعترضوا على وقوف نوري السعيد إلى جانب بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية. لكن الانقلاب انتهى بعد أن قامت قوة بريطانية صغيرة بإعادة احتلال العراق مرة أخرى وإعادة مَن هرب من أفراد العائلة المالكة والوجوه السياسية المؤيدة لها.
امتاز الجيش العراقي الذي أسسه البريطانيون بطموحات ضباطه السياسية وعدم احترامهم للحدود القائمة بين الوظيفة العسكرية وشغل المناصب السياسية في الدولة. إن التدخلات البريطانية في العراق وفساد النخبة السياسية والفقر وشحة الموارد وضعف الأحزاب السياسية وعجزها عن إحداث تغيير حقيقي يسهم في تحسين حياة المواطنين، كلها جعلت قطاعات عريضة من كل فئات الشعب العراقي ترحب كثيرا بالانقلاب الثالث الذي أطاح بالملكية، وقضى على سلطة كبار شيوخ العشائر، وأنهى النفوذ البريطاني في العراق.
كان الضباط الذين قاموا بالانقلاب ينتمون إلى مجموعتين إحداهما عراقوية الاتجاه إصبح عبد الكريم قاسم الوجه الأبرز لممثليها وأخرى عروبية الاتجاه تحلّقت حول الرجل الثاني في الانقلاب عبد السلام عارف. سرعان ما تخاصمت المجموعتان في تحديد في الاتجاه الذي ينبغي على العراق السير به، فهل العراق كبلد بحد ذاته هدف يستحق الولاء له أم أنه جزء من عالم عربي أكبر ينبغي عليه التوحد معه والانخراط في همومه ومعاركه. اتخذ عبد الكريم قاسم قراره الحاسم بإيلاء العراق اهتمامه الأول رافعا شعار العراق أولا. ورغم أن عبد الكريم قاسم كان يتمتع بشعبية في أوساط الفقراء تتيح له تحديد اتجاه العراق، إلا أنه لم ينجح في ترويض الجيش بإعادته إلى ثكناته أو القضاء على خصومه ومنافسيه فيه، كما أن تغييب الحياة الدستورية وزيادة نفوذ الحزب الشيوعي أثناء فترة حكمه ساهما في تحشيد الرفض له لدى أوساط حزبية وعسكرية وكذلك لدى شرائح شعبية محافظة وقوى دينية رأت في نفوذ الحزب الشيوعي تهديدا مباشرا لسلطاتها الدينية ولقيم المجتمع السائدة. نجح حزب البعث الصغير الذي كان معارضا لاتجاه عبد الكريم قاسم العراقوي في كسب ولاء مجموعة من الضباط في الجيش للقيام بانقلاب ناجح ضده. إن سقوط عبد الكريم قاسم بانقلاب عسكري كان بسبب تجاهله قوة الجيش الذي يهوى السياسة وفشله في كبح جماحه، رغم أنه كان أحد أفراده وممن مارسوا تلك "الهواية" إلى أبعد مدياتها. وهو ما سيكون درسا بليغا للذين سيعقبونه في الحكم. 
النموذج الثاني: بيدق الدكتاتورية. أدرك عبد السلام عارف بعد إطاحته بالبعثيين سطوة الجيش وخطورته عليه فحاول تحجيم قوته مرة أخرى ساعيا لجعل الجيش أداة في يده للمحافظة على الحكم. أصبح عبد السلام عارف أول حاكم عراقي يعتمد على دعم أبناء عشيرته من خلال تعيينهم في مناصب حساسة في الجيش والدولة وأسس الحرس الجمهوري كقوة حماية شخصية له. وطّد عبد السلام عارف أركان حكمه من عشيرته والمتنفذين المرتبطين به في العراق ولم يبد أن شيئا يمكن أن يزعزع أركان سلطته تلك. إلا أن القدر عاجل عبد السلام عارف وهو في أوج قوته في حادث تحطم طائرة مروحية عام 1966 ليتولى شقيقه الأكبر عبد الرحمن عارف للحكم بعده. أدرك البعثيون الذين اكتسبوا خبرة في المؤامرات وعقد التحالفات المصلحية بسرعة أن لحظة عودتهم للحكم قد حانت في ظل وجود رئيس ضعيف الشخصية مثل عبد الرحمن عارف. تعاون البعثيون المدنيون مع بعض الضباط البعثيين وآخرين غيرهم، قُطعت لهم الوعود بتولي مناصب هامة، لتنفيذ انقلاب ناجح وسهل على عبد الرحمن عارف ونفيه خارج البلد في نفس يوم الانقلاب. 
كان البعثيون الذين كانوا ذاقوا مرارة إطاحة عبد السلام عارف بهم خريف عام 1963 مصممين هذه المرة على البقاء في الحكم. كانت وسيلتهم الأهم في استمرار حكمهم هي القضاء على دور الجيش كقوة أساسية في ميزان الحكم في العراق. تمكّن البعثيون عن طريق إحالة الضباط المشكوك بولائهم للتقاعد، وإقامة دورات سريعة لتخريج ضباط بعثيين من القضاء حقا على قوة الجيش كعامل مؤثر في معادلة الحكم وجعله مجرد جناح عسكري بعثي خاضع لأوامر السلطة البعثية. سجّل تولي صدام حسين منصب الرئاسة في العراق لحظة تحويل الجيش العراقي إلى مجرد آلة بيد صدام حسين فقط. هذا التدجين للجيش العراقي هو ما يفسر عدم قيام أي محاولة ذات وزن للانقلاب على نظام صدام حسين طوال فترة حكمه، كما أنه يفسر قبول كبار ضباط الجيش لتدخل صدام المستمر في مسارالخطط العسكرية والذي كان في كثير من الأحيان سببا لخسارة معارك وأرواح كثيرة أثناء الحرب ضد إيران، وفي حرب الخليج الثانية. لكن الجيش الذي لا يحترم نفسه بصفته حامي البلد ضد الأخطار الخارجية وأحد أعمدة حماية الدولة لا يمكن أن يدافع عن الدكتاتور عندما تصيب سلطته الوهن، وهو ما حصل أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق.
النموذج الثالث: جيش الهُواة. ما كان حلّ الجيش العراقي السابق عام 2003 ليكون بهذه الآثار المدمرة لو أن الدولة العراقية تمكّنت بعدها من تأسيس جيش محترف من طراز جديد يؤمن بالوطن ويعرف واجباته ودوره في الولاء للأرض العراقية أولا بعيدا عن الطائفية والإثنية والمحسوبية. إن الفشل الذي يعانيه مشروع العراق الجديد منذ عام 2003 يجد تعبيرا قويا له في ضعف الجيش العراقي الذي فشل في الدفاع عن أرض الوطن، وليس فقط في صراعات السياسيين فيما بينهم ولا في تفشي وجود الإرهاب والمليشيات وغياب القانون والفساد الإداري وضعف الخدمات.
فكيف يمكن تشكيل جيش قوي يؤمن بالدفاع عن البلد إذا كانت الحكومة ضعيفة وكان الإرهاب يسرح ويمرح في مناطق عديدة من البلد والشعب منقسم على نفسه والكل يوجه اتهامات التخوين للآخرين ويلقي الذنب عليهم فيما يجري. إن المعايير المتبعة في اختيار الجنود والضباط ضعيفة للغاية فبعضهم يعاني من الأمية كما أن اختبارات الملاءمة النفسية قد تكون غير موجودة أساسا أما اللياقة البدنية فسيئة لدى الكثيرين منهم. لقد تم فتح باب التطوع دون أي إجراءات ردع في حال التخلي عن الوظيفة والهرب. كما أن كثيرا من الجنود لا يدركون واجباتهم إزاء وطنهم ولا أهمية دورهم ولا يتوقعون أن يعاملهم أحد بالاحترام اللائق بكرامتهم الإنسانية. فهذا الجيش رغم كل ما يُقال عن الديمقراطية فيه استمرارية لعقائد الجيش السابق في احتقار الجنود واعتبارهم آلات بشرية متحركة تنفذ أوامر القتل أو "فضائية" كمصدر دخل لتلقي أموال الرشوة أو سرقة مخصصاتهم وأرزاقهم. إن الجيش الذي هُزم في الموصل وتكريت هو جيش الهواة غير المؤهلين، كما أنه جيش الجنود الذين لا يقيم أحد وزنا لحياتهم ولذا فهم لايقيمون وزنا لحياة أحد، وجيش ضباط البزينس عديمي الكفاءة والأمانة. هذا هو النموذج الثالث الذي فشل أيضا، وذلك في وقت حرج يجد العراق نفسه في أمسّ الحاجة لاستعادة هييته أمام الأخطار المحدقة به داخليا وخارجيا.
لقد فشلت النماذج الثلاثة من الجيش في العراق سواء تلك التي اعتبرت الجيش أحد أركان حكم العراق، لأنه انقلب على الدولة في أول فرصة،أي الجيش أثناء الحقبة الملكية، أو كنموذج الجيش المنصاع لرغبات الدكتاتور، كما كان الجيش أثناء حكم عبد السلام عارف وصدام حسين، أو جيش الهواة الذي ظهر بعد عام 2003 والأشبه بفريق كرة قدم شعبي قياسا إلى جيش يشبه منتخب كرة قدم محترف. كل ذلك يستدعي استنباط نموذج جديد مختلف قادر على تجاوز كل مساوئ تلك النماذج.
إن إلقاء مسؤولية الدفاع عن العراق الآن على عاتق المدنيين سواء كانوا من قوات الحشد الشعبي أو أبناء العشائر هو دليل فشل آخر للجيش الهاوي، لأن إقحام المواطنين المدنيين في أتون معارك مميتة هم غير مستعدين لها ولم يتلقوا تدريبا عليها هو استهتار بحياتهم وبمثابة حكم إعدام عليهم. إضافة إلى أن الجندي يتعلم من بين ما يتعلم في الجيش احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان والممتلكات وحقوق الأسرى، إضافة لتعلّمه كيفية الحفاظ على نفسه وزملائه. فكيف والمعركة تجري داخل الأراضي العراقية وليس على حدود أعداء أجانب طامعين. كل هذه الشروط غير متوفرة لا في قوات الحشد الشعبي ولا في قوات أبناء العشائر الذين يقاتلون الإرهاب. تحتاج عملية إعادة بناء الجيش العراقي الذي يستطيع هزيمة الإرهابيين بحرفية وكفاءة مع احترام حقوق الإنسان والمواثيق الدولية إلى سنوات وجهود منظمة كبيرة وأموال طائلة وحكومة قوية ودعم شعبي. لذا ينبغي على الحكومة العراقية الطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الاتفاقية الأمنية الموقعة مع العراق، بإرسال قوات برية أمريكية لمدة محددة زمنيا ووفق شروط واضحة لأجل تحرير الأراضي العراقية. إذ لا يمكن إعفاء أمريكا مما يجري في العراق حاليا ولا يمكنها التنصّل من الحال المأساوي الذي يعيشه العراق منذ الإطاحة بنظام صدام. ليس من مصلحة العراق أن يضحي بأبنائه في أتون معارك هم غير مؤهلين لخوضها، كما أن زج المواطنين على أسس طائفية أو عشائرية لمقاتلة الإرهابيين سيؤدي، مهما كانت النوايا صادقة، إلى تعميق الشرخ المجتمعي القائم في العراق. هذا الثمن الباهظ لا يستطيع العراق المثخن بالجراح تحملّه. النصر القادم على الإرهاب ،الذي يبشروننا فيه الآن، معناه مقتل آلاف العراقيين ومعارك قد تستمر أعواما طويلة وعندها ربما "نستيقظ فلا نجد الوطن"، باقتباس من قصيدة كتبها شاعر عراقي.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45021
Total : 101