في شهر آذار من العام 2004 قمت شخصيا باطلاق مبادرة تأسيس "الاتحاد العالمي للكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر" وكانت حقيقة بذرة طيبه تلاقفتها الاوساط الثقافية بكل اريحية وترحاب حتى بلغ تعداد المنضوين تحت لوائه المئات من المثقفين والكتاب من جميع بلدن العالم ومنافيه. ماأريد قوله هنا ان لدينا من المثقفين الواعين ثلّة طيبه كانت ولازالت تحمل الهم الثقافي بكل أبعاده الانسانية والوطنية رغم ان المسافات قد ابعدتها عن الوطن ولكن همومه كانت حاضرة في كل تفاصيل حياتهم اليومية. من هؤلاء الذين تشرّف بهم اتحادنا الوليد كانت (أميرة بيت شموئيل) تلك الانسانة الرائعة التي كانت ولازالت تعطي من وقتها وجهدها الكثير لقضايا الوطن وهموم الناس وهي التي لم تبخل يوما ولم تأل جهدا لانجاح اي مشروع وطني من شأنه ان يقرّب ابناء الوطن الواحد بكل توجهاتهم ومتبنياتهم الفكرية فكانت حقيقة خير عون لي ولجميع الاخوة في اتحادنا الانف الذكر.
اليوم سمعت أن السيدة الفاضله بيت شموئيل قد رشّحت نفسها عن (المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري) لخوض غمار الانتخابات النيابية القادمة ففرحت كثيرا وعاد اليّ الامل ببلوغ ثلّة من الوطنيين أمثال تلك السيدة الرائعة الى مكان طالما واجهنا احباط من طريقة تعامل أغلب من وصل اليه مع قضايانا وهمومنا كمواطنين نتطلّع الى بلد يزخر بابنائه ويعيش فيه الجميع بسلام ومحبة. بلوغ السيدة بيت شموئيل الى قبة البرلمان القادم منوط حتما بمدى تقبّلنا للاخر الذي نختلف معه في الدين والعقيدة والمذهب ولكن لايجب ان يكون هذا مدعاة لنا للاختلاف حول الوطن الواحد، بل يجب ان يكون هذا الاختلاف حافز لنا للتفكير جديا بطريقة مختلفة عما يريدها الاخرون لنا من تخندق اثبتت التجارب ولازالت انه أس الفساد وان هذا التخندق هو سبب وصول الانتهازيين والفاسدين بل وحتى الارهابيين والقتلة الى سدة الحكم عن طريقه.
اذا ما أردنا الرفعه لهذا الوطن والتقدّم والازدهار فنحن كمواطنين وناخبين يقع على عاتقنا جميعا واجب ايصال الوطنيين والمخلصين مهما كان دينهم ومهما كانت توجهاتهم الفكرية ومتبنياتهم العقائدية الى قبة البرلمان ليكونوا عونا ورافدا حيا لاخراج هذا البلد مما هو فيه من التخندق والمآسي والظلامات. اذا ماأردنا لهذا البلد ان يبنى وان يسع الجميع على المحبه والتآخي فلابد لنا ان نرتقي ونسمو فوق كل العناوين والمسميات. من هذا المنطلق الوطني والشرعي فانا شخصيا كمواطن عراقي ومسلم شيعي العقيدة سأعطي صوتي وأقولها بكل ثقة وأنا مرتاح الضمير الى مواطنتي العراقية المسيحية الدين والعقيدة (أميرة بيت شموئيل)، متمنيا لها النجاح والاستمرارية في أظهار محاسن هذا البلد ونشر المحبة بين ابناءه.
مقالات اخرى للكاتب