لشهر شباط خصوصية في حياة العراقيين تمتد الى ايام الزمن العابر حيث الطرافة الممزوجة بحكايات الاجداد التي لاتخلو احيانا من المبالغة وسعة الخيال حيث (فالنتين) المستورد و(برد العجوز ) اتّحدا في شهر يلفظ الشتاء ايامه الاخيرة فيه .( شباط الازرق) و (الجلة الخرسة) و(برد العجوز ) هو بعض ماعلق في اذهان الاجداد كما يقول الباحث علي حسين اللامي : لأيام شباط الباردة حكايات قديمة مازالت بعض خيوطها معلقة في اذهان كبار السن الذين يحاولون تفسير الظواهر الطبيعية طبقا لثقافتهم الاجتماعية، واحيانا يطلقون العناء لخيالهم الخصب في سرد وتأويل الاشياء بروحية فيها نوع من الغرابة المغمسة بالطرافة منها حكاية (برد العجوز) التي ترجع باصولها الى العصر الجاهلي، ومفادها: ان امرأة عجوز ارادت الزواج بعد وفاة زوجها فكره ذلك اولادها واشترطوا عليها من اجل الموافقة المبيت سبعة ايام في العراء، فماتت هذه المرأة دون تحقيق رغبتها. ويضيف اللامي "شهر شباط من اكثر شهور الشتاء ثراء في الامثال الشعبية منها:(شباط حَضر للجسر رباط) وحكاية هذا المثل ان شباط شهر يكثر فيه المطر والفيضانات، لذا يجب الاستعداد بربط الجسور بقوة خوفا عليها من الانخراف لانها كانت مصنوعة من الخشب " وايضا (شباط لف العجوز بالبساط) وذلك لأن شدة البرد في شباط الشتوي تجعل كبار السن غير قادرين على الخروج ويتأثرون بدرجات الحرارة لذلك عليهم التزام الدار والتمسك بالاغطية السميكة . وقد تغري بعض ايام شباط الدافئة وتوحي ان الشتاء قد ولى ولكن حكاية طريفة عن امرأة لها بقرة وحيدة وتعتز بها جدا تركتها ترعى في (المراح) المرعى حتى اليوم التالي، فوجدتها ميتة من البرد. ويسرد الاستاذ حسن السويعدي بقية الحكاية قائلا : فارتجزت هذه المرأة شعرا (لاتكول شباط راح شباط نايم بالمراح)، وايضا هناك (هوسة) تقول (عرس علّول بشباط الازرك) حيث يسمى بالازرق لبرده الشديد.ويبدو ان ( علّول ) هذا اختار ايام زواجه في شهر شباط الشديد البرودة فكان محل انتقاد الاخرين . يحتفل الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) من كل عام بـ(عيد الحب) أو عيد العشاق أو "يوم فالنتين" حيث اللون الاحمر يطغى على يوم المناسبة ويتبادل الناس الهدايا والمعايدات وربما يكون العراق من البلدان التي عرفت (فالنتين) في وقت متأخر كما تقول هند زاهي باحثة في التراث الشعبي : الكثير من الاحتفالات غير العراقية والعربية نالت استحسان شعوب لم تكن تعرفها منها العراق حيث لعبت وسائل الاتصال الحديثة والفضائيات دورا في تعزيز بعض المفاهيم الوافدة منها " فالنتين " عيد الحب وكذبة نيسان . وتضيف زاهي " لشهر شباط نوع من الاهمية المناخية لانه نهاية الشتاء وبداية الربيع " .
مقالات اخرى للكاتب