كما تذوقنا مرارات الهزائم الكبيرة في حزيران الماضي في غفلة من الزمن وفساد المؤسسات العسكرية الرسمية، تجرعنا آنذاك لحظات الالم، شاهدنا معاناة الاطفال وتهجير الابرياء، لامسنا ذلك عن قرب وكثير منا كان على تماس مباشر مع اصحاب المعاناة، سلسلة من الكوارث المتتالية التي لم تأت فرادى ارّقت مضاجعنا جميعا هذه كانت حالنا ولا يمكن ان نقفز عليها، لقد اصبحنا مثار سخرية للجميع بسبب ما حصل، كما تذوقنا مرارة ذلك فيما سبق.. نتذوق هذه الايام حلاوة الانتصار على التنظيم الدموي الذي استهدف البشر والحجر، ببطولات الشجعان انهارت اسطورة داعش، الانتصار تلو الانتصار يتحقق يوما بعد آخر، من فك الحصار عن المدن المحاصرة التي رفضت السقوط مثل آمرلي والضلوعية، الى تحرير المدن التي سقطت بيد داعش مثل معظم مدن صلاح الدين، ديالى وشمال بابل.
احرص على عدم تفويت هذه اللحظات السعيدة التي تداعى للاحتفال والاحتفاء بها الحريصون على هذا الوطن من جميع الطوائف والقوميات، اكاد اطير من الفرح وانا اشاهد الابتسامات على محيا الاطفال زرعتها على شفاههم البريئة تضحيات الحشد الشعبي وبعض القطعات الصلبة في الجيش العراقي، حقنا المشروع ان نعيش الدقائق والثواني السعيدة ونحن نستبدل مشهد التصفيات الجماعية للأبرياء كما حصل في فلكة ناحية العلم على سبيل المثال لا الحصر قبل بضعة شهور بمشهد آخر في مسرح الجريمة لكن يحتفي فيه المحررون بأهالي العلم ويرفعون سوية العلم العراقي بدل اعلام داعش. لا نريد ان نضيع او نفوت هذه اللحظات الجميلة ولا نريد ان ننغص علينا لحظات الفرح لقد تألمنا بما يكفي، الاستماع الى اصوات الساسة وتناقضاتهم اللامنطقية يفوّت علينا جميعا متعة الايام الخوالي. دواعش السياسة والاعلام وشعورهم بالهزيمة دفعهم لأطلاق عنان التصريحات والمواقف المتشنجة، تارة يوجهون الاتهامات تلو الاخرى للقطعات التي ذهبت الى تحرير صلاح الدين تحت لافتات مختلفة، وتارة ينقلون معطيات ميدانية مخالفة تماما للواقع. هذه الشريحة دأبت منذ مدة طويلة على هذه البكائيات المفتعلة ولا يتوقع ان تكف عنها هذه المرة، لن يصمتوا ولن يتوقفوا عن تقديم الحقائق بشكل مقلوب! هذا هو دورهم وليس هناك من جديد. التوقف عند بكائياتهم طويلا ومنحها اكبر من حجمها ينغّص علينا ما نشعر به من سعادة غامرة بسبب الانتصارات المتتالية على دموية داعش. فلنعش جميعا لحظة الانتصار بعيدا عن بكائيات الساسة واسطواناتهم المشروخة.
مقالات اخرى للكاتب