لا أعلم، ولا ادري ، ولا اتخيل، ولااتصور، أن رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم يجلس صباحا وهو مقتنعا بأدائه كرئيس لجمهورية، اعتاد العراقيون على رئيس جمهورية فعال ومتحرك هو مام جلال طالباني (شافاه الله) ويبدو انه من سوء حظ السيد معصوم خلف مام ، لان اي عراقي مراقب او مطلع سيلمس الفارق في الأداء والفعالية.
لم يكن مام جلال مقيد بقضبان الدستور بل كان فاعلا في الأزمات السياسية الكبيرة ومرجعا لكل خلاف وكان(فريضة) الكتل السياسية على العكس تماما من السيد فؤاد معصوم الذي لانسمح له صوتا ولاتغريدة ولانشاطا ولاموقفا واضحا على الارض سوى تلك اللقاءات الدبلوماسية واستلام أوراق السفراء الجدد .
يتحدث الدستور العراقي عن صلاحيات محددة لرئيس الجمهورية لاسيما في المادة ٧٣ منه
منها اصدار العفو الخاص بتوصيةٍ من رئيس مجلس الوزراء، باستثناء ما يتعلق بالحق الخاص، والمحكومين بارتكاب الجرائم الدولية والارهاب والفساد المالي والاداري وأمم لمصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بعد موافقة مجلس النواب، وتُعد مصادقاً عليها بعد مضي خمسة عشر يوماً من تاريخ تسليمها ويصادق ويصدر القوانين التي يسنها مجلس النواب، وتعد مصادقاً عليها بعد مضي خمسة عشر يوماً من تاريخ تسلمها و دعوة مجلس النواب المنتخب للانعقاد خلال مدةٍ لا تتجاوز خمسة عشر يوماً من تاريخ المصادقة على نتائج الانتخابات، وفي الحالات الاخرى المنصوص عليها في الدستور ومنح الاوسمة والنياشين بتوصيةٍ من رئيس مجلس الوزراء، وفقاً للقانون و اصدار المراسيم الجمهورية والمصادقة على احكام الاعدام التي تصدرها المحاكم المختصة.
والقيام بمهمة القيادة العليا للقوات المسلحة للاغراض التشريفية والاحتفالية.
و ممارسة اية صلاحيات رئاسية اخرى واردة في هذا الدستور.
بمقدور السيد معصوم ان يتحول قصره الرئاسي الى مكانٍ لحل الأزمات الكبيرة واستقبال المتخاصمين والمتنافرين وكان بمقدوره ايضا ان يسد فراغ الأب الروحي للعملية السياسية مام جلال عبر تحوله الى رئيس فعال لا خامل ومتحرك لاثابت.
تجربة السيد معصوم في كرسي رئاسة الجمهورية كانت تجربة غير ناجحة من حيث المنظور العام فقد غلب عليها السكون والهدوء وكأنه يرأس بلدا غير العراق الساخن دائما.
يقولون في التنظير السياسي ان السياسة حكم وسلطة، السياسة فن الممكن، السياسة رعاية الناس، بينما السياسة هي الدولة وكيف تبنيها هي ان لاتجلس على كرسي وانت من تضع الحبال عليك، وانت من تركض وراء القيود وانت من تعشق الجلوس بعيدا عن الأزمات يمكن لأي فرد عراقي ان يكون رئيسا للجمهورية لكن من الصعب جدا ان يكون قائدا لجمهورية العراق ... والتجربة مع السيد فؤاد معصوم خير برهان وانضج دليل اللهم كثر القادة وقلل المدراء
مقالات اخرى للكاتب