"وفي ظروف بالغة التعقيد، زودت المخابرات الأميركية الاستخبارات العسكرية العراقية برسالة معلومات قصيرة، تشير إلى رصد قيام قوات الحرس الثوري بنقل بعض وحدات المدفعية من منطقة الفاو غرب شط العرب إلى الضفة الشرقية" ... هذه العبارة المحصورة بين الاقواس الاربعة وليس بين قوسين فقط ليست من عندياتي . انما هي اقتباس امين من مقال ينزل اليوم الجمعة ١٢ -٤ - ٢٠١٣ في صحيفة " الشرق الاوسط " السعودية . كاتب المقال هو الضابط وفيق السامرائي الذي يقال انه ادار لفترة معينة مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية قبل التحاقه الى صفوف المعارضة في التسعينيات . ما يهمنا من هذا الاقتباس هو المعلومة القيمة التي قدمتها استخبارات الولايات المتحدة للعراق في عهد صدام التكريتي والتي اصبحت فيما بعد نواة لتحرير قطعة من كبد العراق التي احتلتها ايران في الجنوب . اتذكر انني كنت حينها محصورا كاي جندي مسحوق بين بيرية منكسة و بسطال مثقوب ويشقني النطاق العسكري نصفين وكان الاعلام البعثي الموجه باشكاله كافة يصور العدو الفارسي المجوسي بكل رياحه الصفراء الهابة على العرب بانها اداة طيعة لتنفيذ مآرب الصهيونية العالمية والاستعمار الاميركي . طبعا ، البسطاء يطبلون ويزمرون لبطل التحرير المعادي للامريكان الاشرار الذين تبين فيما بعد فضلهم علينا حتى في استعادة موانئنا النفطية . هذه المعلومة لا تضيف لي شخصيا شيئا لان عندي اكثر واهم منها منذ اكثر من عشرين عاما ، لكني اتمنى ان تزيح هذه المعلومة غشاوة عن عيون من يرون بعين واحدة فقط . ورحم الله المتنبي قائلا : فيا ابن كروس يا نصف اعمى ... وان تفخر فيا نصف البصير . ملاحظة : وفيق السامرائي شغل منصب نائب الرئيس بعد الاطاحة بنظام سيده ومولاه صدام التكريتي . وعندما اصبح مطلوبا للقضاء العراقي في قضيتي حلبجة والانفال اطلق ساقيه للريح ولاذ بلندن مختفيا بضبابها الكثيف ... الكثيف جدا الى يومنا هذا ، وربما الى يوم يبعثون .
مقالات اخرى للكاتب