لا شك ان العراق يمر بمرحلة صعبة ومعقدة جدا بحيث وصل الى مفترق الطرق الى حافية هاوية واذا ما ترك وشأنه وبهذه اللامبالات وعدم الاهتمام يعني العراق والعراقيين يسيران الى الدمار والضياع
ومع ذلك هناك فرصة وهناك وقت لانقاذ العراق والعراقيين اذا ما تحرك المسئولين بصدق واخلاص لكن من اين نأتي بهؤلاء المسئولين كل واحد مشغول بمصالحه الخاصة كيف يحميها وينميها ويزيدها وهكذا نرى المنافسة والصراع على اشده بين المسئولين من اجل الحصول على الكرسي والمنصب الذي يدر اكثر ذهبا من اجل ان يجمع مالا اكثر في وقت اقصر
الغريب في الامر انك لا تجد مسئول واحد يفكر بمصلحة الشعب بمستقبل الشعب بمعانات الشعب كأن الشعب هو عدوهم الاول والتفكير والعمل بمصلحة الشعب ولو من باب ذر الرماد في العيون يهدد مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية لهذا نرى هؤلاء المسئولين متفقين بل ومتحالفين ومتعاونين على اذلال العراقيين وتدمير العراق على قتل العراقيين
فكلما ازداد فقر الشعب وجوعه ازداد المسئولين ثروة وتخمة وكلما ازداد الشعب ذلا واهانة كلما ازداد المسئولين عزا وكرامة وكلما ازداد الشعب تعبا وشقاء ازداد المسئولين راحة وسعادة
هذه الحقيقة ادركها الامام علي هذا الانسان الذي سبق عصره بألوف السنين فبعد 1400 سنة ونحن لم نصل الى مستوى تلك الحقيقة تلك الصرخة التي دوت في الارض ولا تزال تدوي
ما جاع فقير الا بتخمة غني
او لم ار نعمة موفورة الا وبجانبها حق مضاع
اي ايها المسئولين او الحكام هذه الاموال الكثيرة التي تبددوها على الرذيلة وهذه التخمة التي تعانون منها انها اموال الفقراء انها طعام الجياع انها من تعب وعرق ودم هؤلاء الفقراء الجياع
لله درك ايها الانسان العظيم يأبن ابي طالب لم تترك الامر هكذا بل وضعت وحددت صلاحية الحاكم المسئول وطبقتها عمليا
يجب على الحاكم المسئول ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس
هذه صفات وهذه حقيقة المسئول الحاكم في نهج الامام علي فاين تصرفات وحقيقة المسئولين من هذا النهج المؤلم والمحزن ان الاغلبية يدعون انهم على نهج الامام وانهم يحبون الامام علي ويعملون وفق نهج اعدائه
اقول لهؤلاء المسئولين هل تدرون من هو الذي يسيء للامام علي من هو الذي يذبح الامام علي من هو الذي يخمد نور الامام علي
ليس الذي ذبحه في المحراب وليس الذي لعنه على منابر الاسلام وليس ما افتراه المأجورون وطبلت له طبول الحاقدون وحجبت حقيقته وزيفت واقعه فكل هؤلاء هم الذين منحوه هذا الخلود الابدي وهذا التألق الذي يزداد حبا وضياء على مر الازمان والدهور
اذن الذي ذبح الامام علي والذي يسيء للامام علي والذي يخمد نوره هو الذي يتظاهر بحبه لكنه يتصرف تصرفات اعدائه هو الذي يذرف الدموع عليه ويعمل اعمال اعدائه
كيف لمسئول يدعي انه يحب الامام علي وانه سائر على نهجه و تغمض له عين ويلذ له طعام وشراب وهو يرى مئات بل الوف النسوة والاطفال في الساحات والشوارع يستجدون لقمة خبز يسدون بها رمقهم وينبشون في تلال الزبالة والقمامة لعلهم يجدون شي يستفيدون منه وينتفعون به
بعث الرسول الكريم الامام علي الى اهل اليمن وقبل دخوله الى مقره صرخ بأهل اليمن يا اهل اليمن هذه امتعتي وهذا ما املكه انظروا له وعدوه فاذا خرجت منكم وانا املك اكثر من ذلك فانا لص
لهذا اقول لكل مسئول اذا لم تطبق وتنفذ نهج واسلوب واخلاق الامام علي لا يجوز لك ان تدعي انك من محبيه من السائرين على نهجه مهما كان ادعائك وتبجحك فانك في اسلوبك هذا تذبح الامام علي وتسيء اليه وتخمد ضياءه ونوره
اعلموا ايها المسئولون لا نخشى على الامام علي من اعدائه الذين يلعنونه ويكذبون عليه ويشوهون صورته ويبدلون ويغيرون في الحقائق وفي الصور ولفقوا وافتروا الكثير الكثير من الاكاذيب منذ تلك الفترة والى الان
والحقيقة انهم يدفنون انفسهم ويشوهون صورهم ويحطون من شأنهم في حين الامام علي يزداد سموا وتألقا ويزداد شأنا ورقيا
اذن من يذبح الامام علي من يسيء اليه من يقلل من شأنه ذلك الذي يتظاهر بتمجيده وتعظيمه قولا ويتصرف تصرف اعدائه
لهذا على المسئولين ان كانوا فعلا يريدون الخير للعراق وللعراقيين وان كانوا فعلا من محبي العدل والصدق
ان ينهجوا نهج الامام علي ويسلكوا مسلكه فالامام علي لم ينشغل بالصلاة والصيام وشعر المرأة ولحية الرجل
كان شغله الشاغل ان لا يرى فقر وفقير ان يقيم العدل والحق ان لا يرى جهل ولا جاهل ان لا يرى تعصب وخلاف
كان رافعا شعار الاسلام رحمة للعالمين لكل الناس بدون استثناء بمختلف اطيافهم والوانهم ومعتقداتهم واجناسهم
ايها المسئولون تخلوا عن مصالحكم الخاصة عن منافعكم الذاتية وتوجهوا لمصلحة ومنفعة الشعب
والا فلا عاصم لكم من غضب الشعوب فانه من غضب الله
مقالات اخرى للكاتب