Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
الخميس, حزيران 13, 2013

 

تعريف بمعرّف!

المنطقة الخضراء ،مكان مساحته 10كم مربع يقع وسط العاصمة بغداد،يضم مقر الحكومة والبرلمان العراقيين والسفارتين الأمريكية والبريطانية ووكالات حكومية وأجنبية،وظهر هذا الإسم عند قيام الحكومة العراقية الانتقالية التي شكلها بريمر بعد غزو قوات الاحتلال الدولية العراق عام 2003.وكانت هذه المنطقة قبل الغزو مقر الحكومة العراقية السابقة وتضم القصر الجمهوري وقصر السلام وقصوراً أخرى للرئيس العراقي السابق صدام حسين وولديه،وبيوتاً سكنية لعدد من المسؤولين الكبار في النظام السابق،وعدداً من الهيئات المرتبطة بديوان رئاسة الجمهورية.وقبله كانت المنطقة تدعى شعبياً (كرادة مريم) ورسمياً (حي التشريع) الذي كان حياً سكنياً مثل أي حيّ سكنيّ آخر يجاوره في منطقة الكرخ.(انتهى التعريف).

 يبدو  ان الذي اطلق هذه التسمية (المنطقة الخضراء) هو اميركا .وكانت لاختيار هذا الأسم دلالاته السيكولوجية.فاللّون الأخضر يحمل معاني السلام والنمو والراحة النفسية،وفي امثالنا الشعبية نقول:الماء والخضراء والوجه الحسن،التي يعني توافرها الوصول الى اجمل ما تتمناه من انبساط وانشراح وصفو نفس وراحة بال..ولك ان تتأمل نفسك وانت تعيش هذه الحالة حين تكون في حديقة خضراء او بقعة ارض  من العشب الاخضر.
 وكان لأمريكا(ربما بمشورة من خبراء سيكولوجيين)قصدان من اطلاق هذا الاسم،الأول:انها جاءت تبشر العراقيين بكل ما هو اخضر..السلام ومتطلبات النمو. فكما الشجرة لا تكون خضراء الا بتوافر الماء والهواء والتربة الجيدة،فان اميركا أرادت أن توحي للعراقيين بأنهم مقبلون على عراق أخضر زاهر آمن..وأنهم سيكونون مدينين لها بهذه الفضائل من النعم.
 والثاني:جعل العراقي يعقد،في وعيه ولاوعيه،مقارنة بين منطقة كانت حمراء..يسكنها مارد جبار سفك دماء العراقيين في حروب حمقاء وحوّل حياتهم الى جحيم احمر ،وبؤس اكلوا فيه خبز النخالة ثلاثة عشر عاما،ومنطقة  اصبحت الآن خضراء..منحته الخلاص من الرعب والخوف وكل ما يحمله اللون الأحمر من اخطار،وتعده بتحقيق كل ما يحمله اللون الأخضر من دلالات النمو والازدهار والراحة النفسية بعد ثلاثين سنة من المشقات والفواجع.
 ومع الشعور بالحيف أن الخلاص من الطاغية كان بفعل قوة اجنبية وليس بفعل عراقي خالص يثير الشعور بالزهو،فان غالبية العراقيين شعروا في نيسان 2003 بأن حلمهم بالعيش مرفهين آمنين في عراق مزدهر ..سيتحقق.
 وما حصل ان (المنطقة الخضراء)بالذات..سرقت احلامهم!..وأنها جلبت لهم الفواجع اليومية،وأوصلتهم الى اقسى حالات الجزع والأسى:الترحم على الأيام التي كانت فيها هذه المنطقة حمراء!..وحصول ما هو اوجع من الكارثة..لأن من وعدهم بتحقيق الحلم،وخذلهم ..مناضلون وطنيون ..بينهم من عاش هموم الشعب واوجاعه .
 من حالة الخذلان هذه..نشأت سيكولوجيا العزلة..عزلة المنطقة الخضراء..ليس فقط العزلة المكانية بأن احاطت نفسها بالكونكريت والحراسة المشددة،بل انها عزلت نفسها نفسيا عن الناس..فصار عندنا عالمان متناقضان:عالم صغير هو المنطقة الخضراء وعالم كبير هو العراق.
 ومن سيكولوجيا العزلة هذه نشأت حالة اخطر هي سيكولوجيا القطيعة النفسية..بدأت من يوم انفرد أهل المنطقة الخضراء بتحويل واقعهم الى حياة خرافية وترك من اوصلهم اليها يعيشون حالة البؤس والخوف والفجع اليومي.وتطورت حالة القطيعة الى حالة الخصومة في اليوم الذي خرج فيه المخذولون(البنفسجيون) بتظاهرات كانت تحمل معاني العتب والتنبيه.وبدل ان تقول لهم المنطقة الخضراء(حقكم علينا)..عزلت نفسها عنهم بحواجز كونكريتية اغلقت الطرق المؤدية اليها وتعاملت معهم كما لو كانوا اعداء..وبها انفصمت العلاقة بين ساكني المنطقة الخضراء وساكني مدن العراق وأريافه من غير المرتبطين بها بعلاقة رسمية او سياسية.
 ولقد نجم عن هذه الحالة أن نمت لدى الجبهة العريضة من الناس مشاعر الكره والحسد وتمني زوال النعمة والمنصب والجاه لساكني المنطقة الخضراء ،في حالة من التناقض الوجداني بين هذا الكره لهذه المنطقه وحاجة العراقيين لها كونها تمثل نظامهم الديمقراطي الذي لن يفرّطوا فيه وان زادهم الأعداء تضحيات وفواجع !.فيما تمكّن قلق المستقبل من التحكّم بسلوك الكثير من ساكني هذه المنطقة،بأن عدّوا وجودهم فيها فرصة العمر التي يجب ان يستثمروها لتأمين مستقبلهم ومستقبل عوائلهم.
 ولقد افضى هذا الحال الى إضعاف الضمير الأخلاقي كي يغلق،بآلية نفسية، باب الشعور بالذنب ليفعل صاحبه ما يشاء وسط آخرين يهونون عليه الأمر برؤيته لهم  يتفننون ويتشاطرون في فعل الشيء نفسه.وبضعف الضمير الاخلاقي عند السياسي  او موته يكون قد غير سكّته الى حيث الرفاهية الشخصية التي تغريه وتنسيه بؤس الناس وحاجتهم اليه،الى الدرجة التي صار فيها العراقين يصفون أهل المنطقة الخضراء بأنهم (مسحوا آخر قطرة حياء من جباههم)لانشغالهم بمصالحهم وعدم اكتراثهم بالموت اليومي للأبرياء.
 وللأسف فان هذا الحال يذكّرنا بمفارقة مريعة.ففي عام 91 يوم حلّت الكارثة بالجيش العراقي المهزوم من الكويت،وكانت الطائرات تلاحق الجنود وتخضّب الشوارع بدماء العراقيين،كنت يومها مارا بمنطقة الجعيفر فرأيت حركة بناء على ضفة نهر دجلة..وحين استفسرت عرفت انه قصر لصدام.وعجبت كيف للمسؤول الأول في الدولة ان يستمر في بناء قصر له وكل بيت به فاجعة..والوطن كله حلّت به كارثة هو صانعها!.والمفارقة ان المسؤولين الكبار من أهل المنطقة الخضراء فعلوا الشيء نفسه بأن بنوا ويبنون لهم فللاً وشققاً في لندن وباريس وبيروت وعمان ودبي وشرم الشيخ..وكل يوم تحل بالعراقيين فواجع هم سببها الرئيس.وبالمعنى الصريح: لا فرق بين الطاغية واهل القرار في المنطقة الخضراء فيما يخص سبب وجع الناس وكارثة الوطن! .
 ان التوصيف هذا لا يشمل بالطبع كلّ ساكني المنطقة الخضراء ولا يصح ان يطلق بصيغة التعميم على كلّ السياسيين فيها،فبينهم من هو في محنة مع شركائه،وبينهم من هو غيور على وطنه وشعبه،وبينهم من يتمتع بحصانة عالية حمى بها ضميره الاخلاقي من ملوثات الفساد واغراءات المال والسلطة،ولكنهم قلّة غير مؤثرة في تغيير حال صارت فيه المنطقة الخضراء منتجة لأزمات اوصلت الناس الى حالة اليأس من أن الحال لن يتغير الا بأن يأتي المنطقة الخضراء من يعمل على ان يجعل العراق كله..أخضر!.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37922
Total : 101