تكلم الجميع وصرخوا وفندوا بالحجج الدامغة والبراهين الثابتة ونصحوا وشتموا ولعنوا ولطموا الصدور وشقوا الثياب ونتفوا الشعر ( والشـ..رة ) والحواجب والشوارب .. ثم توسلوا واستحلفوا دولة الرئيس ومنذ ثمان سنوات أن ينتبه الى الملف الأمني ويسارع الى اصلاحات جذرية فيه تبدأ من اختيار قيادات كفوءة له متمرسة اكتسبت خبرتها من العمل الحقيقي في الحركات العسكرية ومن الحروب المتتالية .. وما أكثرها وأكثرهم في العراق .. بدل تلك الوجوه الصفراء المتحجرة المنعدمة خبرة أمنية وثقافة ودراية عسكرية ، من أمثال عدنان الأسدي وحسن السنيد وسعدون الدليمي وفالح الفياض .. الذين لا يستطيعون قيادة عوائلهم ، فكيف وهم يقودون جيش عرمرم ومؤسسة أمنية أفقية ، في أخطر مرحلة يمر بها العراق .. ثم المطالبة المستمرة بتغيير قياداتهم الفاشلة من ضباط المستوى الرابع أو الخامس ، كما يعرفهم كل منتسبي جيش العراق السابق البطل الضرغام .. لكن لا حياة لمن تنادي .
هروب قنبر وغيدان والغراوي من ساحة المواجهة ، والذي أدى الى هروب جماعي لفرق عسكرية واجهزة امنية بأجمعها ، ومن بعدهم هروب محافظ نينوى الضرغام المرتدي لقناع الشجاعة كذبا ودجلا ، لم يشكل انتكاسة أو مصيبة لجيشنا الجديد ومؤسساتنا الأمنية والحكومية فحسب ، وانما يعطينا الصورة الحقيقية للعقيدة التي بنيت عليها قواتنا المسلحة بعد ( تحرير ) العراق ، كما ويثير التساؤلات عن كل تلك المليارات الحلوة التي تم صرفها لتجهيز واعداد هذا الجيش الجرار ( الجديد ) الذي لم يستطع الوقوف بوجه ثلاثمائة أو اربعمائة مسلح استباحوا المدن وانتهكوا السيادة والقانون .. برغم كل العدة والعدد والعتاد والأسلحة والتجهيزات التي يتفوق بها جيشنا على تلك الميليشيات المسلحة تفوقا ساحقا .. المخجل في الموضوع واللي يخلّي الواحد يخبط دهن بريك ومي لبلبي هو انه فقط اعداد الحمايات الشخصية لأولائك المسؤولين المتخاذلين والذين خرجوا معهم في رحلة الهروب الى اقليم كردستان هم ضعف اعداد اولائك المسلحين الأرهابيين .
لذلك ومن منطلق الثقة التي يوليها ( الجميع ) للسيد نوري المالكي .. وتصديقهم لكلامه وطروحاته ولقصص ابو زيد الهلالي وعنترة بن شداد وكريندايزر ، والتي كان يقصها عليهم في سهراتهم وجلسات سمرهم من على فضائياتنا العاملة بأمره .. وبالرغم من شكوك الأكثرية بأن ماحدث في الموصل ما هو إلا ( سيناريو ) محبوك لتمكين دولته من الثالثة وسيكشف تفاصيله الآتي من الأيام .. يطالب الجميع وباصرار أن يقوم المالكي ( بتكليف ) بطل الأبطال والذيب الأمعط والنمر الأرقط ، فتى الفتيان وقائد الجمع المؤمن ، ابنه حمودي والطويريجيون المصاحبين له .. والأيعاز له بتطهير المدن التي سقطت تحت قبضة الأرهاب .. مصداقا لقوله دولة الرئيس من أن حمودي ( ما يخاف ) .. والكل ينتظر بشرى تحرير الموصل التي سيزفها لهم ذلك الـ حمودي .
مقالات اخرى للكاتب