سقطت خبر سقوط مدينة ام الربيعين بيد الارهابين ( داعش) اي دولة الاسلام في العراق والشام، كسقوط كوكب من السماء على رؤوس العراقيين جميعا، من كافة القوميات والديانات والمذاهب والاحزاب والاطراف. ان لم يتوحد موقف قادة بلدنا العراق صدقوني ستكون احداث فلوجة والانبار خلال الاعوام الماضية اهون مما سيحصل في مدينة موصل.
انها مناسبة غير سعيدة ولكن لا بد ان نذكر شيء من تاريخ مدينة موصل التي وقفت في وجه نادر شاه قولي او الفارسي قبل حوالي 280 سنة في محاولتين فاشلتين( 1732م و1742 م )، الذي كان يقود جيشا اكبر من جيش نابليون حينما هاجم روسيا، حيث كان يزيد عن 300 الف مقاتل مع معدات عسكرية اكثر من 250 مدفع وهاون . وبعد 42 يوما من حصاره و بعد ان قام بخمس محاولات ذات تكتيكات مختلفة لم ينجح نادر قولي اختراق سور مدينة ام الربعيين الذي كان متراصا بصدور الشباب من كافة القوميات والاديان في حينها تحت قيادة الرجل الوطني الذي تسامت عنده الروح الوطنية فوق الدين والقومية والنسب والقرابة الحاج حسين الجليلي واخوانه الذي كان مثالا قلما وجد مثله في طريقة ادارته لاحداث هذه المعركة.
منذ عان 2005 والارهابيون يمرحون ويتحركون في مدينة الموصل كما كانت شقاوات اهل الفضل تقوم في شيخ عمر في ايام زمان، وكانوا وجهوا قبلتهم الى مدينة الموصل وحوليها وكان هدفهم في حينها الى خطف المسيحيين واغتصاب بناتهم وقتل رجالهم و وذبح رجال دينهم بدون تمييز، ربما اجبرو اكثر من 200 الف مسيحي على الهجرة وترك بيوتهم واملاكهم ووظائفهم، لقد ذبحوا الشهيد بولص فرج رحو و قتلوا الاب رغيد كني والاب اسكندر بولص مع مئات شهداء اخرين، وكأن المسييحين كانوا نزلوا من كوكب اخر في حينها بين اهل الموصل.
مئات الدعوات وجهت للحكومة المحلية والمركزية والاقليم كي يتوحدوا في خطابهم الوطني ويتركوا المصالح الفردية وحب الظهور وامتلاك النفوذ والجلوس على الكرسي جانبا، لان الوطن في خطر ولكن لم يسمع احدا.
الالاف المقالات التي كتبت وعبر اصحابها عن رغبتهم وتوسلهم بالايقاف من الاعتماد على الاصدقاء المقربين سواء كانت امريكا (الشيطان الاكبر) وحلفائها ام الجيران ايران (الشيطان الاصغر) التي سقط اكثر من مليون شهيد في حرب طويلة ثمان سنوات معها ، ام تركيا التي كانت لحد قبل قرن تطبق سياسة فرق تسد كما يعمل المراهنيين في (عركة الديك) و تطبيق التتريك الاجباري والتهجيري والمذابح القسرية التي شملت العرب سوريا وماردين ومارسين ( قبل واثناء الحرب) والاكراد ( بعد الحرب) واليزيديين ( في جبل سنجار اثناء الحرب) قبل ان تشمل القوميات المسيحية المخلتفة من الارمن والاشوريين والكلدان والسريان في عموم الامبراطورية العثمانية لا سيما في ويلاياتها الست الشرقية في حينها. عدم الاعتماد على حكام السعودية والكويت وبقية دول الخليج الذين هم منبع الارهاب، حيث كانوا سببا لاقامت حصار دولي مجرم بل مقرف على الطفل العراقي الذي لم يكن قد ولد من امه بعد بسبب العمل الجنوني الذي قام به الدكتاتور المجرم صدام حسين في دخوله الكويت وغيرها من تمويله هذه العصابات الاجرامية التي احرقت سوريا و العراق منذ عشر سنوات العراق ايضا..
اخواني العراقيين ارجو تقبلوا الحقائق التالية برحابة صدر:
1- ابواب الجحيم فتحت على العراق للغرباء من الداخل ، فكما سقطت مدينة اجدادكم بابل القديمة تحت اقدام الفرس قبل 25 قرنا بعد ان خان احد رؤوساء الحراس وفتح المداخل للجيش الفارسي من الداخل ،وكما اقدم ابن العقلم على خيانته لاخر خليفة عباسي في بغداد الذي سبب سقوطها سنة 1258م على يد هولاكو، هكذا كان ولا زال بينكم من اهالي مدينتنا الحبيبة موصل من فتحوا ابواب بيوتهم وابواب المدينة لايواء هؤلاء الارهابين الذي ضربوا المسيحيين قبل تسع او ثمان سنوات وانتم وقفتم ساكتيين صامتيين والصمت عادة علامة الرضا ، بدون تحرك او اجراء حكومي او عشائري او وطني او حتى ديني او انساني. ها انتم تحصدون نفس المصير الذي سمحتم به ان يحصل لاخوتكم في الوطن المسيحيين، حينها كان البعض رجال الدين الاسلام المتعصبين يخطبون في الجوامع ويشجعون الاخوة المسلمين على عدم التعامل مع الكفار المسيحيين النصارى الذين عشاوا معهم اكثر الفين سنة، وكانت توزع الرسائل اثناء النهار على بيتهم ، لم يسأل احد منكم لماذا هذا التجاوز وهذا التعدي وهذا التحريض المقرف؟؟. فهكذا تحققت مقولة: من حفر حفرة لاخيه وقع فيها.
2- قادتنا السياسيين ، بصراحة فشلتم وها انتم جميعا تفكرون في تقسيم وتمزيق شمل المجتمع العراقي من دون ضرورة. قلنا سابقا العراق غني جدا جدا ، انتم وكل الشعب له الفرصة للتعويض عن ما جرى خلال 50 سنة او 100 سنة الاخيرة، كل واحد ياخذ حقه ويعيش سعيد وبسلام وبأمان ان فكرتم بطريق المنطق والوطن والقيم الانسانية، فقط مطلوب منكم الا تصدقوا الغرباء ممن يكونوا، الا تفضلوهم على اخوانكم العراقيين،وتتعاون باخلاص لبناء الوطن، انقسامكم اوصلنا الى هذه المرحلة ، الى سقوط مدينة ام الربعيين التي لم تسقط امام 300 الف مقاتل فارسي، بأيدي شلة من الارهابيين والمرتزقة بعضهم قاد من خلف البحار.
3- اليوم اقترب الخطر من كراسيكم ، من عوائلكم وبيوتكم، العراق في خطر فعلا، انها اللحظة التاريخية التي ستمييز بينكم من هو وطني ومخلص وعراقي ومن يفكر بمصلحته وكرسيه وحزبه والعراقيين الان يراقبونكم ليس في اعطاء التصريحات وانما في التطبيق العملي . بالمناسبة ليس الاخوة الاكراد فقط متهمين بعملية تقسيم العراق في هذه الايام وانما ايضا هناك بعض من قادة الكبار من الشيعة التابعيين لايران لا يشربون ولا يأكلون الا بأوامرهم.
4- نتائج الانتخابات يجب تساعدكم على تشكيل حكومة وطنية فورية ترفع الشعارات الوطنية فوق كل شيء ويتم اعادة كتابة الدستور بصيغة اكثر وطنية. امام هذه الظروف على الجميع طي صفحات الاختلاف والانقسام والاعتماد على الروح الوطنية.
5- يجب ان نقول حقيقة خطرة جدا جدا، هو ان الجيش العراقي الحالي ليس فيه روح وطنية، او لم يشعر بها، لانكم يا قادة الوطن لم تكونوا وطنيين ومخلصين لهذا الوطن خلال عشرة سنوات الماضية. الهروب من مهمة الجيش خاصة في الدفاع ضد المعتدي على الوطن او مدينة هي جريمة عالمية ان لم تكن عار في كل المقايس للمجتمعات الراقية، فالجنود والشرطة والامن والاستخبارات وقادة الجيش انفسهم هربوا الى بغداد. هذا لا يطابق تاريخ الجيش العراقي ابدا ابدا وانا هنا لا اعني الجيش الذي كان في زمن صدام فقط وانما اعني زمن الحاج الحسين الجليلي قبل 280 سنة وكل التاريخ.
6- كل شر الذي حصل ويحصل الان او سيحصل في الغد في العراق، لانكم لم تعملوا مصالحة وطنية حقيقية كما فعل الاخوة الاكراد مع
انفسهم!!!، استعجلوا بالمصالحة الوطنية قبل فوات الاوان
مقالات اخرى للكاتب