كان العديد من العراقيين يتطلعون الى ( مهدي الغراوي ) قائد عمليات نينوى على انه بطل ورمز صامد بوجه الارهاب , وانه درع حصين لحماية الوطن وحفظ القانون .. لذا فقد شكّل انسحابه من الموصل وهزيمته الأسطورية صدمة لكل أؤلئك .
لكن مراجعة بسيطة ومعمقة لسلوك الغراوي أبان ( حكمه ) الموصل تكشف لنا حقيقة ان يوما كيوم هزيمة الغراوي كان لابد ان يأتي عاجلا غير أجل .
وليس ينسى ابناء نينوى الاعتقالات العشوائية لابنائهم , وبقاء المعتقلين في الزنزانات لأشهر وسنوات دون عرضهم على قاضي التحقيق
وليس ينسى تجار نينوى الابتزاز الذي عانوه من الغراوي .. حين اضطروا لدفع عشرات ( الدفاتر ) من الدولارات لمعرفة مصير ابنائهم المعتقلين , وحين اضطروا لدفع دفاتر اخرى لاستنقاذ ابنائهم من المعتقلات
وليس ينسى اهالي الموصل الاشهر التي مرت ومدينتهم بدون ساحات وقوف .. اذ اشترط عليهم الغراوي دفع ( اتاوات ) اليه كشرط لاعادة افنتاحها
وليس ينسى مواطنو نينوى في العديد من قراها كيف كان الغراوي يقوم ب ( إعدام ) ميداني لابنائهم على مرأى ومسمع الكافة دون خشية ولا محاسبة
وليس ينسى قضاة التحقيق في نينوى تهديدات الغراوي لهم واتهامه لهم بدعم الارهاب كلما اتخذوا قرارا بالافراج عن المعتقلين الابرياء
وليس ينسى محامو نينوى تهديدات الغراوي لهم كلما توكلوا عن المعتقلين الابرياء
وليس ينسى مواطنو نينوى العقوبات الجماعية التي كان يوقعها عليهم الغراوي كلما تعرضت سيطرات الجيش الى اعتداء .. كانت الطرقات تغلق دونما سابق انذار ولأجل غير معلوم
وليسو ينسون ازمات المشتقات النفطية المتعاقبة بسبب منع سيطراته للصهاريج من دخول المدينة .. وكيف كانت الأزمة تحل بدفع ( الدفاتر ) الى الغراوي
تلك هي الحقائق ..
كان الغراوي يمارس الابتزاز والاذلال والقتل العلني
كان ارهابيا اكثر مما يمكن تصوره لأي ارهابي حقيقي
ولأن البطولة والمواقف الرجولية حكر على الرجال الشرفاء
كان الغراوي لايستحق ان يقف موقف الرجال
كان كثيرا عليه ان يقف ولوة مرة موقف الشرفاء
لهذه الاسباب ولغيرها ..
هرب الغراوي
مقالات اخرى للكاتب